رياضة

محمد قويض..وصيف آسيا الذي احتكر ألقاب سوريا 3 مواسم

مدرب الكرامة التاريخي ... أخطاء إدارية أجهضت تجربته مع المنتخب

لا يحفل التاريخ الكروي السوري بالكثير من لحظات الفرح سواء على صعيد الأندية أو المنتخبات لكن بعضها يبقى محفورا بالذاكرة دون غيره وما 2006 منا ببعيد.

سناك سوري – متابعات

كان العام 2006 المسرح الزمني لواحدة من أهم محطات الكرة السورية، ومع مطلع أيامه كان مدرب سوري ينهي الأشهر الأولى لعودته إلى ناديه بعد غياب طويل ليصنع مجدا استثنائيا كاد أن يرقى لمستوى الإعجاز لو وضع الحظ حينها بصمته إلى جانبه.

إنه “محمد قويض” وإنه “كرامة حمص العدية” وإنها قصة «2006 النهائي ما نسينا» كما يردد ألتراس “الكرامة” في أغنيته التشجيعية على مدرجات “حمص”.

كان لابد للكرة من أن تنصف ذلك الرجل الذي تخلى عن الكثير من أجلها، فأحبها في طفولته رغم توجيهه حينها من قبل أحد مدرسيه لممارسة لعبة الكرة الطائرة في نادي “الكرامة”.

فرض شغف الشاب للكرة نفسه على الأحداث، فتخلى عن “الكرامة” وطائرته كي يسير وراء حلمه الكروي وهذه المرة في نادي “عمال حمص” راميا الكرة الطائرة وراء ظهره ومنفذا إرسالا متقنا نحو الشغف الأول.

سيفترق الرجل عن “الكرامة”، لكنه سيكرم محبوبه الأول بعد ذلك وسيعوض رحيله القسري لاحقا، بعد أن ينهي خدمته الإلزامية التي كان له في بطولاتها الكروية الخاصة صولات وجولات، ويتجه سريعا نحو عالم التدريب بعدما خبر به في سنوات الخدمة وأنشطتها الرياضية.

من غياهب الدرجة الثالثة بدأ نجم المدرب الشاب يتصاعد بعدما قاد فريق “ميسلون” سنة 1989 إلى الدرجة الأعلى لينافس على الصعود لدوري الكبار، في سنة واحدة هي الأولى له كمدرب في ناد رسمي.

اقرأ أيضاً:الظفرة الإماراتي يختار محمد قويض خلفاً لمدربه الصربي

حينها وفي العام 1990 وضمن مشروع بناء القواعد في “الكرامة” اختير “أبو شاكر” ليكون مدربا لشبان النادي بعد نجاح تجربته التدريبية الأولى، لتكون باكورة عودته الميمونة للحب الأول الظفر ببطولة سوريا للشباب سنة 1993، ومن ثم الإشراف على بطولتي الأشبال والناشئين بعد عامين.

نجاح قاد الرجل للتواجد في الفريق الأول في “الكرامة” كمساعد رفقة الخبير “أنور عبد القادر” ثم وراثة منصبه كمدرب أول “للنسور” في العام 1998 والحلول وصيفا في الدوري والكأس.

توجه بعدها “أبو شاكر” إلى لبنان وسطع نجمه خارجيا بانتقاله من “شباب الساحل” إلى “العهد” الذي حصد معه ثلاثية تاريخية وتوج في العام 2004 بجائزة المدرب الأفضل في بلاد الأرز وانتقل ليشرف على منتخبها الأول في 2005.

بيد أن “الكرامة” اشتاق مجددا لابنه البار، وبعد أن باءت محاولات أزرق حمص في حصد أول لقب في الدوري بعد تطبيق نظام الاحتراف رغم المنافسة على اللقب لعامين متتاليين، كان الاتجاه نحو عودة “القويض” لتدريب الفريق الأول في خريف 2005.

خريف سينقلب ربيعا بعدها بأشهر حين سيتوج “أبو شاكر” و”الكرامة” بلقب الدوري الأول للفريق الحمصي منذ العام، ويضع المدرب العائد بصمته على ربيع ناديه بعد الإطاحة “بالغرافة الوحدة وسابا”، ثلاثي القارة الآسيوية الكبير من دور المجموعات في دوري أبطال آسيا.

إنها المحطة الأبرز في مسيرة أبي شاكر التدريبية حين أطاح الفريق بكبار آسيا بما فيهم “اتحاد جدة” في طريقه للنهائي، رغم أنها كانت المشاركة الآسيوية الأولى للفريق منذ 5 سنوات، ورغم عدم تواجده أصلا في قائمة المرشحين لتخطي الدور الأول.

اقرأ أيضاً:فراس الخطيب يحتفل بعامه الـ 38 .. أبرز إنجازات فارس الكرة السورية

أكمل المدرب مشواره الآسيوي وكان قريبا من حصد اللقب القاري والتواجد مع “برشلونة” في مونديال الأندية لولا هدف قاتل من لاعب تشونبوك الكوري “زي كارلو” ليحل “الكرامة” وصيفا لأفضل المسابقات القارية الآسيوية سنة 2006، ويستمر طيلة سنوات متتالية واحدا من أهم فرق البطولة والقارة ويعود ليحصد وصافة كأس الاتحاد سنة 2009.

بيد أن إخفاق المدرب القدير في التتويج آسيويا انعكس تصميما وإرادة على التعويض ولو من البوابة المحلية، فكانت جميع الألقاب الكروية منذ 2007 إلى 2009 حكرا على “الكرامة” وقائده “محمد قويض” المتوج بسداسية ثلاث منها في الدوري ومثلها في الكأس.

نجاح كبير للمدرب فرضه مطلبا جماهيريا لإنقاذ مسيرة سوريا في تصفيات مونديال 2010 فلبى النداء لقيادة المنتخب في 4 مباريات بيد أن أخطاء بعض إداريي المنتخب وعدم اطلاعهم على قوانين الترتيب بحال التساوي بالنقاط وقيد اللاعبين على قائمة المنتخب أسهما في إقصاء “سوريا” عن مواصلة حلمها المونديالي.

ودع “القويض” سوريا بالتزامن مع بدء أزمتها مواصلا تجاربه التدريبية خارج البلاد مع عدة أندية كالوحدات الأردني والظفرة الإماراتي الذي انتدب له السوري “عمر خريبين” وقاده من خلاله للتواجد مع كبير آسيا “الهلال” بعد تألقه تحت قيادته.

وتولى “أبو شاكر” قيادة “الظفرة” في 75 مباراة آخرها في الجولة السادسة من الموسم الفائت، ففاز في 21 مباراة مقابل التعادل في 18 مباراة، بينما خسر في 36 مباراة.

مسيرة حافلة بالمحطات والألقاب والتحديات لرجل ما يزال حتى يومنا هذا واحدا من أكثر الخيارات التدريبية المفضلة للمشجعين السوريين لمنتخبهم الأول، لرجل الذكريات الأجمل في “الكرامة” الحمصي وسنوات الفخر الخالدة.

اقرأ أيضاً:الكرامة يبحث عن العودة للمنافسة بأبنائه .. ويحافظ على أوراق قوته

زر الذهاب إلى الأعلى