الرئيسيةسناك ساخن

ماذا بعد انتشار الجيش السوري في الجزيرة السورية… التفاهم العسكري هل ينتقل للسياسة؟

أبرز المتغيرات على الأرض في الجزيرة السورية منذ انتشار الجيش السوري

سناك سوري – الحسكة

قبل فترة وجيزة من الآن لم يكن أحد يتوقّع رؤية عنصر من الجيش السوري يشترك مع عنصر في “قسد” بخندق واحد يتشاركان فيه الطعام والشراب وتوجيه السلاح نحو العدوان التركي.

إلا أن المشهد أصبح واقعاً اليوم، يروي “محمود خليل 24 سنة” وهو أحد عناصر “قسد” من ريف “القامشلي” في حديث لـ سناك سوري تجربته بالقتال في خندق واحد إلى جانب عناصر الجيش السوري في مواجهة العدوان التركي، قائلاً: «قاتلنا معاً في ريف بلدة “تل تمر” قبل أسبوع، وتناولنا وجبة الأكل في قصعة واحدة، هدفنا واحد، وعدونا واحد، ومن الطبيعي، أن نكون في خندق واحد»، منوهاً بأن «الأمر ذاته يتكرر في جبهات أخرى، كبلدة “رأس العين” وهو ما يشكل ضرورة بالنسبة لي كمقاتل في صفوف “قسد” حيث يمنح الطرفين القوة في مواجهة العدوان ويحقق الراحة النفسية لأبناء المنطقة».

تحقق ذلك بعد التفاهمات التي توصلّت إليها الحكومة السورية مع “قسد” من أجل توحيد الجهود في مواجهة العدوان التركي، الأمر الذي ترك أثراً إيجابياً لدى أهالي المنطقة، وذكر “علي زانا” أحد أبناء بلدة “عامودا” أن التفاهم العسكري كان خطوة رائعة ساهمت في الحد من نزوح الاهالي وردع العدوان.

ولفت “زانا” إلى أن هذا التوافق انعكس أيضاً على الخطاب الإعلامي لدى الجانبين، الذين تخلّت وسائل الإعلام لديهما عن المصطلحات التي استخدمت سابقاً في توصيف بعضهما البعض، وهو الأمر الذي حدث للمرة الأولى خلال سنوات الحرب، إلا أن “زانا” أكّد أن الأهالي ينتظرون أن يكتمل التوافق العسكري بالوصول إلى تفاهم سياسي كامل يضمن تثبيت الاستقرار في المنطقة، حيث سيبقى الأهالي عرضة لخطر الصراعات الدولية والمحلية في ظل غياب الاتفاق السياسي بين الحكومة و “الإدارة الذاتية” حسب قوله.

من جهة أخرى ساهم الاتفاق في تشجيع الأهالي على العودة إلى منازلهم، فوفقاً لمدير الشؤون الاجتماعية والعمل في “الحسكة”، “عصام الحسين” فإن 2500 عائلة عادت إلى “رأس العين” خلال الأيام الماضية، مشيراً خلال حديثه لـ سناك سوري إلى أن عشرات العائلات التي نزحت إثر العدوان التركي عادت أيضاً إلى بلدة “الدرباسية” كما عادت 50 عائلة إلى بلدة “تل تمر”.

متغيرات على الأرض

أبرز المتغيرات على الأرض بعد انتشار الجيش السوري في منطقة الجزيرة السورية بتاريخ 13/10/2019، تتمثل في تواجد عناصر الجيش السوري وعناصر وحدات الحماية الكردية جنباً إلى جنب وهو مشهد غاب عن المنطقة قرابة 5 سنوات، حين كان هناك غرفة عمليات مشتركة وتنسيق عالي المستوى آنذاك.
كما سجل عمل وسائل الإعلام الحكومية والتابعة لقسد جنباً إلى جنب في تل تمر وغيرها وحتى في تغطية عمل الدوريات التركية والروسية في المنطقة.
إضافة إلى ذلك أصبحت مساحات العمل أوسع أمام الإعلاميين الحكوميين وشبه الحكوميين حيث سجل وصولهم إلى الباغوز آخر معاقل داعش قبل أيام، وهذا لم يكن متاحاً في السابق، حيث نشروا صورة لهم هناك.
لا يلحظ الأهالي في الحسكة والقامشلي انتشاراً واضحاً للجيش السوري الذي تواجد بشكل رئيسي في الخطوط الامامية، وحافظت حواجزه على وضعها ضمن المدن وهي حواجز مضى عليها سنوات. إلا أنهم يلاحظون تراجع الاحتقان على الحواجز العسكرية وبين العناصر بما في ذلك الأسايش والدفاع الوطني الذين سبق لهم الاحتكاك عدة مرات.

فريق الإعلام السوري في الباغوز

اقرأ أيضاً: الجيش السوري سيواجه العدوان التركي ويدخل “منبج” و”عين العرب” بالتوافق .. أبرز أحداث اليوم

ماهي الخطوة التالية؟

رأى “عبد الكريم دلف” من حزب “الإرادة الشعبية” أن الوصول إلى الحل يتطلب من “الإدارة الذاتية” أن تخرج نفسها من ملعب التجاذبات الدولية الخطير، كما يتطلب في المقابل من الحكومة السورية أن تتخلى عن الخطاب الاستفزازي، وتعمل على الوصول إلى حل سياسي للمسألة الكردية.

يضيف “دلف”: «انتشار الجيش لجم الغزو التركي للأراضي السوريّة، هي خطوة إيجابية وبها يتم استعادة الأجزاء الأخرى التي تتواجد فيها تركيا، كعفرين، رأس العين، وباقي المناطق، ودفع الحل السياسي إلى الأمام».

أنيس مديواية

الكاتب “أنيس حنا مديوايه” من الحزب القومي السوري الاجتماعي رأى أن «الغاية الأساسية هي الوصول لمصلحة البلد العامة وهي تتحقق بالمصالحة، وهذا ما ننتظره مصالحة شاملة وتفاهم شامل».

في حين رأى الناشط “خالد محمود” من “القامشلي” أنه من الضروري أن يكون هناك تفاهم سياسي يرتقي بالتنسيق العسكري، من خلال جلوس الإدارة الذاتية والحكومة على طاولة الحوار، وقد تكون هذه الصيغة بتفعيل اللا مركزية الإدارية وفقاً لقانون الإدارة المحلية رقم 107 أو أي صيغة جديدة يتوافق عليها الطرفان.

يأمل الأهالي في مناطق الشمال الشرقي أن لا يتوقف الأمر على التفاهم العسكري بين “قسد ” والحكومة السورية وأن ينتقل إلى تفاهم سياسي كامل يحسّن من الواقع الإداري والخدمي لمنطقتهم، ويخلّصهم من تعدد المرجعيات بين المؤسسات التابعة للإدارة الذاتية والمؤسسات التابعة للحكومة السورية، وعلى غرار التوحّد عسكرياً في مواجهة العدوان التركي يأمل الأهالي أن يتوحّد السوريون من خلال الحوار من أجل بناء بلادهم واستعادة عافيتها خاصة بعد سنوات من التباعد بين الأطراف المختلفة.

اقرأ أيضاً: وزارة الدفاع تدعو عناصر “قسد” للانخراط في الجيش السوري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى