الرئيسيةرأي وتحليل

ليس هذا أجمل ما قيل في الجندر – زياد محسن

القضايا الجندرية تحتاج إلى ما هو أكثر من مجرد هاشتاغ

انتشر منذ أيام هاشتاغ حمل عنوان “أجمل ما قيل في الجندر” وتم تداوله على نحو واسع بين السوريين على وسائل التواصل الاجتماعي.

سناك سوري _ زياد محسن

وتناقل مستخدمو الهاشتاغ العبارات المتداولة اجتماعياً لكنها تحمل تمييزاً جندرياً غالباً ما يكون ضد النساء، مع بعض العبارات التي تحمل تمييزاً ضد الذكور كذلك.

لكن اللافت في الأمر، أن تعليقات كثيرة جاءت رداً على الهاشتاغ، تساءلت عن معنى الجندر بالأصل، الأمر الذي كان جوابه لدى كثيرين وكثيرات يأتي بنقل ما جاء في “غوغل” من إجابات تتلخص بأن الجندر هو النوع الاجتماعي، وأنه لا توجد ترجمة أو معنىً دقيق لكلمة الجندر إذ تختلف فيه الآراء.

من جانب آخر، فإن ما يستدعي الانتباه أيضاً، هو أن أغلب العبارات التي تم استخدامها مرفقةً بالهاشتاغ، هي عبارات مستخدمة في المجتمع، وتحمل بلا شكّ طابعاً تمييزاً بين الذكور والإناث، أو بمعنى أدق تحمل طابعاً ذكورياً فجّاً، حتى وإن كانت منقولة عن نساء لديهن قناعات تمييزية ذكورية بشكل أو بآخر.

في حين، لم يلتفت أغلب مطلقي الهاشتاغ ومتناقليه إلى الشواهد الدينية مثلاً التي يتم تطويعها وتفسيرها بالشكل الذي تصبح فيه تمييزية ضد النساء، لا سيما في قضايا مثل الوراثة والزواج والقوامة وضرب الزوجة وما إلى ذلك.

اقرأ أيضاً:سوريا.. إعلاميات يشتكين من عدم تحقيق العدالة الجندرية

كما أن أصحاب الهاشتاغ لم يلتفتوا أيضاً إلى النصوص القانونية التي تحمل تمييزاً ضد المرأة، كحرمان الأم السورية من منح جنسيتها لأبنائها من غير السوري، أو إباحة ضربها باعتباره باباً من أبواب التأديب، وغير ذلك من البنود القانونية التي تقف على الضفة المعادية للمرأة.

بدون التشكيك بأول من أطلق الهاشتاغ، ونيته أن يكون توعوياً لعدم استخدام العبارات المتناقلة وما تحمله من ذكورية، إلا أن مناصرة القضية النسوية تحتاج إلى ما هو أكثر من هاشتاغ وأعمق من مجرد التوعية بعبارة من هنا أو هناك، وإن الحديث عن “الجندر” وليس عن النسوية بشكل مباشر، يشمل ما هو أبعد من ذلك، رغم أن أصحاب الهاشتاغ لم يقصدوا ذلك أو ينتبهوا إليه، إذ يعدّ الدفاع عن الجندر، مشتملاً على الذكور والإناث والعابرين جنسياً على سبيل المثال، والذين لم يكونوا مشمولين في العبارات التي تم تناقلها بل إن كثيرين من مستخدمي الهاشتاغ كانت ردودهم عدائية تجاه أي تلميح لحقوق “المثليين”، مؤكدين أنهم لا يتقصدون في “حملتهم” إن صحّت تسميتها بـ”الحملة” أي دفاع عن المثليين أو المتحولين جنسياً.

إن فهم القضية الجندرية يستوجب برأيي فحسب، رؤية أكثر عمقاً ومعركة أكثر جدية، انتصاراً لحقوق الجميع، من ذكور وإناث وعابرين ومثليين، دون استسهال في خوض هذه المواجهة والاكتفاء بهاشتاغ عبر فايسبوك، بل بتوجيه هذه المناصرة نحو محاولة اكتساب نتائج جدية من ناحية التوعية أو تغيير القوانين أو تعديل الرؤية الذكورية للأشياء في المجتمع، فضلاً عن التخلص من هذه “الهوموفوبيا” لدى الكثيرين الذين يؤكدون مسبقاً ودوماً معاداتهم للمثلية واعتبارها شذوذاً لدرء أي هجوم عن أنفسهم أو “شبهة” بأنهم مع حرية “المثليين” في اختيار ميولهم الجنسية رغم أن ذلك في صميم الفهم الجندري للحقوق لكن أغلب أصحاب الهاشتاغ لا يعلمون، ولذلك ليس هذا أجمل ما قيل في الجندر.

اقرأ أيضاً:حلاق: نريد دستوراً جندرياً… رزوق:يجب حماية حقوق النساء والرجال

زر الذهاب إلى الأعلى