الرئيسيةشباب ومجتمع

نساء يحضرن المونديال من الصالات ببعض القرى

الزمن تغير في بعض الأرياف ومازال واقفاً في قرى أخرى.. الانفتاح على النساء معيار رئيسي

كانت متابعة المباريات والمونديال لأعوام كثيرة مضت، حكراً على الرجال في القرية التي أعيش فيها بريف “اللاذقية”، لا أذكر أن أي فتاة منا امتلكت “طموحاً” بحضورها في المقهى الذي يعج بالرجال و”الألفاظ النابية”.

سناك سوري-كرة نسوية

أمس تلقينا دعوة أنا وطفلتي لحضور مباراة البرازيل و”الكاميرا” كما تدعو طفلتي الصغيرة منتخب “الكاميرون”، قبل أن تتقن اسمه جيداً ويستطيع عقلها الصغير فصل الشبه بين الكلمتين.

ذهبت وفي داخلي بعض الخشية من احتمالين الأول أن أكون الفتاة الوحيدة (وبالتالي لحقوا على نظرات)، والثاني خشية من سماع مفردات المباريات المشكلة نمطياً داخل عقلي، (معلش ماتواخذوني ماني متابعة رياضية بس إنو بسمع).

على بساطته هذا “الإنجاز النسوي” كان من الرائع رؤية مراهقة مع والدها، وأخرى مع أشقائها وثالثة لوحدها، ورابعة مع أصدقائها وصديقاتها. أحسست حينها فعلاً بالأمية، متى تغيّر العالم من حولي؟، يبدو أن “حبس العمل” اليومي يفوت عليّ الكثير من “الإنجازات النسوية”، وربما هو اختلاف القرية واختلاف عاداتها إلى حد ما عن عادات قريتي قبل الزواج، إذ قادني الفضول لسؤال شقيقاتي عن الوضع فيها وأكّدنَ لي أن النساء لا تذهبن لحضور المباريات في الصالات داخل القرية. (لأنو عيب).

عموماً فرحة رؤية النساء والمراهقات يتقاسمنَ المقاعد الرياضية في تلك “البقعة الفقيرة” قياساً بالملاعب الضخمة على الشاشة أمامنا، أنساني سبب الحضور الرئيسي للمباراة، حيث طلبت طفلتي مني أن “نزعق” حين تدخل البرازيل أهدافها المرتقبة داخل مخيلة كلتانا، أنا كوني أدرك أنه فريق قوي، وهي كونها تثق بخيار والدتها.

عموماً “لم نزعق” لكننا أيضاً لم نسمع شتيمة واحدة مسيئة لا “لأخت” ولا “لأم” أي لاعب من الفريقين، فيما خلا “انتهاكاً عنصرياً” واحداً. للاعب الذي سجل الهدف صاح رجل من خلفي: “ليك يازلمي تقول نافضة عليه الصوبيا”. فتسأل طفلتي: “يعني معقول ما يتحمم قبل ما يجي عالمباراة”، وأقول لها: “يمكن ما لحق”.

اقرأ أيضاً: لقاء إيران وأمريكا المونديالي ينشّط الكوميديا السورية السوداء

زر الذهاب إلى الأعلى