أخر الأخبارسناك ساخر

لماذا نحن هنا؟ .. الحكومة رفعت أسعار كل شيء واستثنت الراتب

ألا يستحق الموظف مكافأة على بقائه حياً؟

على غرار أغنية “لماذا نحن هنا؟ سؤال صعب يراودني” التي كانوا يعرضونها لنا في زمن الطفولة مع أفلام الكارتون فقد بدا السؤال حين كبرنا صعباً حقاً.

سناك سوري _ دمشق

والحقيقة أن السؤال الأدق والأصح لماذا تفعلون بنا هذا؟ لماذا نحن تحديداً من يقع علينا عبء ما يجري؟ لماذا نحن الحلقة الأضعف في دائرة البلاد؟ والحكومة تتولى مهمة انتقاءنا كخاسرين أبديين لأي مصيبة أو حدث.

قبل أيام قررت وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك رفع أسعار الصمون والكعك بناءً على طلب الجمعية الحرفية لصناعة الخبز والكعك والمعجنات التي برّرت طلبها بارتفاع تكاليف الإنتاج.

فيما لم تكن المرة الأولى التي ترفع فيها وزارة الصحة أسعار الدواء، إذ قررت في كانون الثاني رفع السعر بنسبة 50% حرصاً على استمرار توفر الأدوية في السوق، واستجابةً لطلب أصحاب المعامل الدوائية الذين تذرّعوا أيضاً بارتفاع تكاليف الإنتاج سواءً لناحية استيراد المواد الفعّالة للدواء، أو لتكاليف حوامل الطاقة اللازمة لتشغيل المعامل.

الأمر ذاته ينطبق على تسعيرة وسائل النقل التي تضاعفت مراراً ربطاً بأسعار المحروقات التي لطالما بررت الحكومة رفع أسعارها بأنه ضرورة للحفاظ على توافرها بغض النظر عن تراكم أعباء أسعارها على المواطن إثر رفعها مرة تلو أخرى.

لكل شيء مبرر، أو بالأحرى لكل رفع سعرٍ مبرر من الذهب إلى النفط إلى الدواء إلى الخبز وصولاً إلى كيلو البصل حتى، فصعوبات الاستيراد وتكاليف إنتاج الطاقة والعقوبات وخسائر الحرب ذرائع جاهزة للتبرير.

الأمر الوحيد الذي لم يجد مبرراً هو رفع راتب الموظف الحكومي، والذي على ما يبدو لم تجد الحكومة فيه حاجة للرفع على غرار كل شيء، فيما ينبغي لها أن تعلّل زيادته بأبسط سبب وهو ضرورة توفّر الموظف على قيد الحياة، وارتفاع تكاليف أنفاسه اليومية وطاقته المبذولة في عمله.

ربما عليها صرف تعويض له تحت اسم مكافأة البقاء حياً وسط هذا الغلاء والظلم والتغول في القهر، مكافأة لأنه لا يزال يصحو يومياً ليخوض معركة النجاة من مصائب البلاد ونكباتها التي لا تنتهي، أو ربما عليه هو بعد اليأس من إمكانية أن تشعر به حكومته الرشيدة العتيدة أن يفهم المطلوب منه أخيراً ويكفَّ عن الحياة.

اقرأ أيضاً:الحكومة لم تنسَ رفع المازوت والمياه المعدنية.. هل تنسى الرواتب؟

 

زر الذهاب إلى الأعلى