الرئيسيةسوريا الجميلةشباب ومجتمع

لتعويض الفاقد التعليمي.. أم تقدّم منزلها للطلاب ومعلمة تعطيهم الدروس

رغم صعوبة المكان ووضع الكهرباء.. تعاون جميل بين الطلاب ومعلمتهم لإتمام الدروس

تشارك الآنسة “ريم فارس” ضمن مبادرة تعليمية، تستهدف تعويض الدروس لطلاب مدرسة “عماد علي” في منطقة “بسنادا” “اللاذقية”. جراء تضررها بعد الزلزال.

سناك سوري – اللاذقية

بدأت فكرة المبادرة التعليمية بعد أيام من وقوع الزلزال، حيث لاحظت “فارس” حسب ما قالت لسناك سوري، أن الحل قد يطول. فلجأت إلى إنشاء مجموعات عبر “واتساب” خاصة بكل شعبة، يتم من خلالها مراجعة الدروس وإعطاء التمارين على مدى أسبوعين تقريباً.

إلا أن عدداً من الأهالي بعدها بدأوا بالمطالبة بحل جذري، باعتبار “فارس” تعطي مواد “رياضيات، عربي” ولا يمكن إتمامها بشكل صحيح عن طريق “واتساب”. وتابعت لسناك سوري أنها طلبت منهم توفير مكان مناسب، وفعلاً تم تأمين أكثر من واحد. ليتم اختيار الأنسب وهو بيت أرضي قريب من المدرسة، عرضت والدة أحد الطلاب وهي السيدة “تمارا معلا” أن تقدمه للطلاب وتستضيفهم ليتلقوا دروسهم حتى تفتح المدرسة من جديد.

اقرأ أيضاً:الدروس الخصوصية وتكاليف الدراسة.. الأهل والطلاب يتكلّفون مشقة كبيرة

وأخبرت “فارس” سناك سوري، أن عدد طلاب شعبتها بالحقيقة هم 60 طالب، لذا من المفضل اختيار مكان واسع يتسع للجميع. وبالفعل بدأ الطلاب يتوافدون ووصل عددهم إلى 48 طالباً تقريباً، ولكي لا يفوّت الطلاب غير القادرين على القدوم لتواجدهم بمناطق بعيدة والأرياف، قالت “فارس” أنهم يقومون بتصوير الدرس وإرساله عبر “واتساب” ليتابعونه من منزلهم.

“نحن ناس وطبيعي نخاف، ولكن علينا أن نتمتع بالعقلانية”، بتلك العبارة لخصت “فارس” رأيها حول شعورها بالمسؤولية المجتمعية. وقت الأزمات والكوارث، فهي تحترم كثيراً إنسانية الإنسان ومشاعره، ولكن ترى أنه في الوقت ذاته عليه التمتع بقدرة معالجة الأمور. وإدارة أي أزمة بالحياة الشخصية والعامة.

اقرأ أيضاً:اسطامو.. المدرسة غير آمنة أين يدرس أبناؤنا؟

فطالما الحياة مستمرة، فمن المؤكد تعرض الفرد لمشاكل وعقبات، ولذا من الواجب أن يتمتع بالقدرة على تحمل المسؤولية. واجتياز المصاعب.

جاء حماس الطلاب دافعاً إضافيا لاستمرارية مبادرة “فارس”، كما قالت مضيفةً أنهم أبدوا تعاوناً كبيراً ورغبة بالتعلم مهما اشتدت الظروف. فهو ما شجعها بشكل زائد على التواجد معهم.

و أوضحت “فارس” ظروف إعطاء الدروس الحالية في صالون أحد المنازل، فوضع الكهرباء والإضاءة الضعيفة، دفعهم. للاعتماد على “فلاشات” الموبايل، ليتم تجميع عدد منهم للحصول على النور الكافي وتيسير الأمر.

وحتى بالنسبة للّوح كونه صغير ويختلف عن اللوح المدرسي، تضطر “فارس” لرفعه عالياً ليتمكن الطلاب من رؤيته ونقل ماهو عليه. ولكن شعور الإنجاز وإيصال المعلومة هوّن على الجميع تلك المعوقات.

اقرأ أيضاً:بعد وفاة طالبتها.. معلمة تبدأ مبادرة لتوعية الطلاب بخصوص الانتحار

وبما أن تلك المبادرات تهدف لتعويض الطلاب المتضررين واستمرار العملية التعليمية، قالت “فارس” أن أهالي الطلبة يشعرون بالسعادة. كونهم وجدوا من يقدم الدعم لأبنائهم. وبالنسبة لما يشاع حول تقصير بعض المعلمين وتواجدهم في مثل هذه المبادرات. فمشكلة التعليم الحالية أن سمعته وسمعة المعلم باتت سيئة ولكن لا تعلم السبب الحقيقي، إلا أنها تستعين بمثال وهي مدرستها. فجميع كادرها حسب ماذكرت لسناك سوري يسعى للتفوق كطلابهم، ويعيشون في جو منافسة إيجابية. ويتبادلون الخبرات والمعلومات لنشر أكبر قدر من الاستفادة على كل الطلاب. للحصول على نتيجة أفضل.

وعلى المستوى الشخصي، أبدت “فارس” تأثرها بتجربتها مع والدتها التي كانت معلمتها في مرحلة ما ومديرتها أيضاً، ومنها تعلمت أن الطفل هو حجر الأساس وبناءه الصحيح سيكون صحياً على مجتمعه ووطنه في المستقبل.

يذكر أن عدداً من المبادرات المشابهة حصلت في مناطق سوريّة، منها في منطقة “مصياف” حيث بادر بعض الأساتذة باستقبال.الطلاب الوافدين إلى المنطقة، في منازلهم لتعويضهم ما فاتهم جراء الزلزال الذي أصاب البلاد في السادس من شباط الماضي.

اقرأ أيضاً:مصياف.. البدء بمبادرات تعليمية لتعويض الطلاب المتضررين من الزلزال

زر الذهاب إلى الأعلى