الرئيسيةتقارير

الدروس الخصوصية وتكاليف الدراسة.. الأهل والطلاب يتكلّفون مشقة كبيرة

لولا عمل والد مرام في ليبيا لما تمكنت من التسجيل بأحد المعاهد الخاصة

لم يكن تأمين الكتب الدراسية، أقسى ما واجهه الأهالي من تكاليف مادية هذا العام، فالدروس الخصوصية لها حصتها الأكبر من الأعباء. التي تقع على عاتق أهل طلاب الثانوية بفرعيها الأدبي والعلمي.

سناك سوري-رهان حبيب

تقول المهندسة “إيمان” 52 عاماً من السويداء، لـ”سناك سوري”، أن ابنها وهو طالب بكالوريا علمي التحق منذ بداية الصيف بدورات تعليمية. مع مدرسة المتفوقين لثلاث مواد بكلفة ١٥٠ ألف ليرة وتابعت تأمين المستلزمات لتعبيد طريق ابنها لنيل الشهادة بعلامات. تتمنى أن تكون عالية للتسجيل باختصاص يحلم به.

كان سعر نسخة الكتب بداية الصيف 32 ألف ليرة، ارتفعت لاحقاً مع بداية العام الدراسي إلى 52 ألف ليرة، تقول “إيمان”، وتضيف. أنها كانت قد ادخرت بعض المال لابنها الثالث، الذي «يحق له الحصول على ظروف جيدة للدراسة. مثل أخوته وتأمين متطلباته التي لم تتوقف عند نسخة الكتب. بل هناك مصاريف يومية ترفع التكلفة بشكل واضح منها الأقلام والمسودات عدا عن الدفاتر والآلة الحاسبة وتكاليف أخرى».

دفعت “إيمان” 8 آلاف ليرة للدفتر الواحد، وازداد استهلاكه من الدفاتر نتيجة الحاجة إلى مسودة للدراسة كونه يدرس فرع علمي. يحتاج لحل مسائل والتدرب عليها باستمرار، وتقول إنه كان يحتاج كل 10 أيام ورق أبيض بـ2500 ليرة، لذا قررت التوفير وشراء الدفاتر له عوضاً عن الورق، الذي تجاوز سعر الماعون الواحد منه 32 ألف ليرة. كما لجأ الشاب إلى استخدام دفاتر إخوته القديمة واستثمار كل الأوراق الفارغة فيها من أجل التوفير ما أمكن.

مقالات ذات صلة

للأقلام مصروف آخر، إذ يبلغ ثمن الواحد 1500 ليرة بالحد الأدنى، وغالباً فإن ابن “إيمان”، يحتاج لقلمين كل أسبوع. وتضيف، أنها احتاجت لميزانية كبيرة حتى تصل مع ابنها لمرحلة الامتحانات، والتي تتطلب نماذج أسئلة محلولة وأسئلة دورات مثل الرياضيات والتي يبدأ ثمنها من 10 آلاف ليرة وما فوق. حسب عدد الصفحات والدورات.

عرقلة للدراسة

يرى “رائد” وهو والد لطالبة بكالوريا الفرع العلمي، أن تأمين الاحتياجات ربما يعرقل دراسة عدد كبير من الطلاب، نتيجة ارتفاع الأسعار وتدني المعيشة. ويضيف أن ابنته تريد علامة جيدة وهذا ما يجعلها بحاجة للحصول على دروس خصوصية. في بعض المواد مثل العلوم والرياضيات، بما يعادل ساعتين كل أسبوع لكل مادة.

يقول الوالد، إنه يعمل في مهنة حرة ودخله جيد، إلا أن الكلف أكبر بكثير مما توقع، فساعة العلوم تبدأ من 25 ألف وحتى 50 ألف ليرة حسب المدرس. والرياضيات 15 ألف ليرة، لكل قسم منها مثل الهندسة والجبر والتحليل، ما يعني أنه يحتاج أسبوعياً إلى 80 ألف ليرة لهذين الدرسين فقط.

تلك الكلفة لا تتضمن كلفة التدفئة والإنارة خلال زيارة الأستاذ لإعطاء الحصة في المنزل، كما يقول ويضيف أنه مع زوجته التي تدير محل ألبسة. يبذلان أقصى ما لديهما لمساعدة ابنتهما على النجاح. ولا يخفيان خشيتهما من العجز عن تأمين متطلباتها مع شقيقَيها الآخرين وهما أصغر منها.

الأب وزوجته التي تدير محل ألبسة في الحي المتطرف يبذلان أقصى ما لديهم لمساعدة ابنتهما على النجاح لكنهما أيضا يخشيان العجز عن استكمال كامل المتطلبات لها ولولديهما الذين هما أصغر منها.

اقرأ أيضاً: قرية في السويداء تتخلص من الدروس الخصوصية
عبء كبير

يزداد العبء على كاهل “مرام”، التي تعيش في قرية “قنوات”، وتضطر للانتقال كل يوم سبت إلى السويداء، للالتحاق بدوارت المتابعة. في الرياضيات والفيزياء والعلوم، حيث الأجرة هنا أقل بكثير من أجرة الدروس الخصوصية.

وتضيف لـ”سناك سوري”: «لتخفيف أجور الدرس أضطر للخروج باكراً لحجز مكان في القاعة التي نحتشد فيها حوالي ٥٠ طالباً. بكلفة من ٥ آلاف للجلسة الواحدة بينما الدرس الخاص ١٥ للساعة الواحدة».

بينما تستعين “مرام” بمدرسة من قريتها من أجل دروس العلوم والكيمياء، بأجر يبلغ 8 آلاف ليرة لكل مادة، حيث تحتاج لساعتين كل أسبوع. وتضيف بأن الكلفة عموماً لا تقل عن 32 ألف ليرة أسبوعياً، عدا عن مصروف تصوير المسائل المحلولة والنماذج الامتحانية. حيث تستهلك الطالبة كامل المصروف الذي يرسله لها والدها من ليبيا والذي لولا عمله هناك لما تمكنت من تغطية تلك المصاريف، كما تقول.

ويتكبد أهالي طلاب الشهادتين الإعدادية والثانوية الكثير من الأموال لقاء الدروس الخصوصية ودورات المتابعة، في حين يعجز طلاب كثر من الحصول عليها نتيجة تدني الوضع المعيشي وارتفاع كلفة تلك الدروس.

اقرأ أيضاً: وزير التربية: الدروس الخصوصية موضة والحق على الأهل

 

زر الذهاب إلى الأعلى