الرئيسيةحكي شارع

كيف سينعكس قرار رفع سعر المازوت الصناعي على المواطنين؟

جدل جديد تحدثه وزارة التجارة الداخلية وتخوف من ارتفاع الأسعار

سناك سوري-دمشق

رغم أن وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك “عمرو سالم”، ألمح في منشوره يوم الجمعة الفائت إلى رفع سعر إسطوانة الغاز المنزلي، إلا أن قراراً سريعاً برفع سعر المازوت الصناعي من 650 إلى 1700 ليرة صدر بعد يوم واحد من حديث “سالم”، ودون وجود أي تلميحات سابقة.

القرار الذي صدر وسط موجة غلاء كبيرة تشهدها البلاد، بالإضافة إلى فقدان أو ندرة وجود بعض الأصناف الغذائية مثل زيت دوار الشمس، أثار جدلاً كبيراً بين الناس في السوشل ميديا، بينما بررت التجارة الداخلية قرارها بمنشور عبر صفحتها الرسمية في فيسبوك، قالت فيه إن جميع الأنشطة التجارية والصناعية والزراعية ومربي الفروج، اشتكوا من شراء مازوت السوق السوداء بسعر وصل لـ4000 ليرة، وأضافت، أنه بعد اجتماعات مكثفة مع تلك الأنشطة لتأمين كميات كافية من المازوت، أصدرت الوزارة قرارها.

الوزارة طمأنت من خلال منشورها المُذيل باسم وزيرها، أنهم أعلموا أصحاب تلك الأنشطة بضرورة تخفيض أسعار منتجاتهم نظراً لانخفاض التكلفة، (كانت حجة أصحاب تلك الأنشطة في رفع أسعار منتجاتهم أنهم يشترون مازوت السوق السوداء بـ4000 ليرة، بينما اليوم بات بـ1700 ليرة).

التجارة الداخلية، أكدت تشديد الرقابة على كل منتج محلي يدخل المازوت في تكاليفه، مضيفة أن هذا السعر هو أقل من كلفة المازوت على الدولة.

نظرياً تبدو الفكرة منطقية، ومن البديهي أن تنخفض الأسعار، لكن على أرض الواقع وبحكم التجربة، يبدو أن الغالبية لا يتوقعون إلا موجة جديدة من رفع الأسعار، مثل الصحفي “هيثم محمد” الذي قال: «الله يسترنا بعد هذا القرار من أسعار معظم المواد التي ستشهد ارتفاعات كبيرة»، كذلك الصحفي “بلال سليطين”: «من البديهيات أن قرار رفع سعر المازوت الصناعي سيؤدي لرفع أسعار معظم البضائع في السوق بينما القدرة الشرائية للمواطن قبل القرار شبه معدومة، هذا إن لم يؤد لمزيد من هجرة الصناعيين».

رأي زميلهما “فراس القاضي” لم يختلف كثيراً عن سياق التخوف من رفع الأسعار، إذ قال: «أعتقد أن مَن رفعَ سعر المازوت الصناعي قبل قليل من 650 إلى 1700 ليرة اعتمد على أن التجار والصناعيين يشترونه أساساً من السوق السوداء بما لا يقل عن 3000 ليرة منذ أكثر من سنة، لكنه لا يدري – أو ربما يدري – أن السعر الآن قد يصل إلى ستة أو سبعة آلاف ليرة لليتر، على اعتبار أن الحرامي الذي سيبيعهم إياه، سيدفع ثمنه اليوم ثلاثة أضعاف ما كان يدفعه في العام الماضي».

رئيس اتحاد غرف الصناعة السورية، “فارس الشهابي”، علّق كذلك على الأمر، بقوله إن «من يشتري اليوم المازوت الحر باكثر من ٣ الاف ليرة لليتر ثم يرفع اسعاره غداً متذرعاً بالسعر الرسمي الجديد ١٧٠٠ ليرة لليتر ليس منا و لا يشرفنا ان نمثله او ندافع عنه..!، المفروض ان تتوفر المادة بالسعر الجديد و هذا ما وعدتنا الحكومة به حيث ان السعر القديم تسبب في انقطاعها في السابق، أما اذا لم تتوفر بالسعر الجديد فهنا المصيبة».

اقرأ أيضاً: مزارعون لوزير الزراعة: أمنوا لنا المازوت والسماد حتى نزرع

على صفحة وزارة التجارة الداخلية، تم تقييد التعليقات على منشور رفع سعر المازوت الصناعي، لتبقى التعليقات القديمة دون القدرة على إضافة أي تعليق جديد، وربما يكون السبب في التقييد هو الهجوم الشديد على القرار من قبل متابعين بينما أيده آخرون، إلا أن “عمار” لم يكن من بين من أيّد القرار إذ قال: «بدنا الأسعار تنزل لأن عم نموت نحن وولادنا اين انتم من لي عم يصير فينا»، و”حسام”: «كنا عم نقطع عن تمنا ونشتريه ب 4000 ليرة لحتى نتدفى عليه بالشتوية، هلء صار بدنا نقطع نفسنا لنشتريه ب 5500 اذا توفر».

بغضون ذلك وعقب صدور قرار رفع سعر المازوت الصناعي والتجاري، نقلت صفحة المكتب الصحفي لمحافظة “اللاذقية” الرسمية في فيسبوك، إعلان لشركة BS للخدمات النفطية، التي قالت إنها مستعدة لتوفير احتياجات الشركات والفعاليات لمادة المازوت وفق السعر الذي تم تحديده من قبل وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك، داعية أصحاب الأنشطة التجارية والصناعية لمراجعة الغرف المعنية للتزود بالمشتقات النفطية.

الإعلان بدا مفاجئاً جداً لمتابعي الصفحة، الذين تساءلوا عن أسباب نقل صفحة المحافظة لإعلان لشركة تجارية خاصة، إلا أنه وبعيداً عن هذه الفكرة، فإن إعلان الشركة الخاصة يتقاطع مع ما تحدث به “الشهابي” عن وعود تأمين المازوت بكميات كافية.

اقرأ أيضاً: المازوت في سوريا أعلى تكلفة من المازوت بأميركا الذي يعد الأغلى بالعالم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى