الرئيسيةشباب ومجتمع

كيف باتت حياة النساء بعد نكبة زلزال سوريا؟

قصص لنساء بعد كارثة الزلزال.. كيف انهارت المفاهيم كما البنايات دفعة واحدة؟

لا تكترث “ندى” 43 عاماً بكل احتفالات ناشطي مواقع التواصل الاجتماعي اليوم 8 آذار باليوم العالمي للمرأة. بقدر ما تصب اهتمامها للحصول على كرتونة معونة، من إحدى السيارات العابرة بقريتها بريف “اللاذقية” المنكوبة جراء الزلزال.

سناك سوري-رحاب تامر

“بماذا سيفيدني الاحتفال وتلقي التهاني بعيد المرأة”، تقول “ندى” وهي موظفة بالقطاع الحكومي، وتضيف لـ”سناك سوري”. أن كل تلك الاحتفالات “الفارغة” لا يمكن أن تشتري لطفلتها علبة حليب واحدة، ولا حتى سقف منزل يتآوون تحته. وهي التي خسرت منزلها في الزلزال.

على المقلب الآخر، تروي “ليلى” 41 عاماً، كيف كافحت وحاربت حتى حاجتها للقمة والملابس الجميلة. لتؤسس منزلاً تمنحه لطفلتها الصغيرة حين تكبر. وتضيف لـ”سناك سوري”: «لست مطلعة كثيراً على النسوية ولا أفكارها. أنا فقط سيدة عادية دراسياً ومادياً، قررت أن تدخر منزلاً لطفلتها الصغيرة حين تكبر. كون ابني الآخر شاب وسيحصل على منزل من عائلة زوجي».

في بعض المجتمعات لا تحصل المرأة على ميراث مشابه لشقيقها، لذا تعمل بعض النساء القليلات على تأمين مستقبل بناتهنّ. بعيداً عن المطالبة بحقوقهنّ من العائلة ذاتها، كما فعلت “ليلى” التي خسرت منزلها وضمانة مستقبل طفلتها في الزلزال. تقول “ليلى”: «هالزلزال قضى على كل الأحلام، للذكورة والنسوية أيضاً».

اقرأ أيضاً: صديقتي العدوة.. سوريات يعايدنّ بعضهنّ بيوم المرأة العالمي
لا جندرة في المساعدات

رغم أن المنزل المنهار باسم “ليلى” إلا أنه حين التسجيل على المساعدات في قريتها. فإن اسم زوجها ورقم هاتفه هو من تأخذه الوحدة الإدارية أو المختار. لا تمانع السيدة الأربعينية الأمر، أو ربما هول اللحظة يجعلها غير مكترثة، وفي ردها على سؤال سناك سوري حول السبب تقول: «لا أعلم ربما تماشياً مع الحالة. كل النساء تضع اسم الزوج أو الأخ».

لقد ترك زلزال الـ6 من شباط مآسي كثيرة وكبيرة، لا يمكن حصر ارتداداتها على النساء فقط، فالكل يعاني منه سواء كانوا رجالاً أو نساءً وحتى أطفالاً. إلا أن للنساء دائماً حصة مميزة في أي كارثة بشرية أو طبيعية تحدث.

على سبيل المثال، تتحمل “منى” 42 عاماً عبئاً مضاعفاً منذ ليلة الزلزال، حيث تستضيف في منزلها عائلة أحد الأقارب الذين فقدوا منزلهم جراء الكارثة. ما حمّلها أعباءً كبيرةً مثل زيادة في ساعات العمل المنزلي، وعدم امتلاك المساحة المناسبة لتمارس أعمالها التي تعتاش منها بنظام العمل عن بعد.

تقول “منى”، إن أشد ما يؤلم هو عدم وجود سقف زمني لحل المشكلة، وهي لا تتذمر من وجودهم على الإطلاق. لكنها لا تخفي انزعاجها من فكرة أن يخيم الصمت على المنزل لأن أحد الرجال فيه نائم. بينما لا أحد يكترث فيما إن كانت هي أو أي امرأة أخرى نيام.

وتضيف لـ”سناك سوري”، أنها ورغم حرصها على تعليم مفاهيم الجندرة لأطفالها، وجدت نفسها اليوم في صراع مع المجتمع بقلب منزلها. ويوشك كل ما بنته مع أطفالها أن ينهار دفعة واحدة.

اقرأ أيضاً: لا أستطيع النوم قبل الكتابة عن اليوم العالمي للمرأة

 

زر الذهاب إلى الأعلى