الرئيسيةحرية التعتير

قصة هيام صاحبة الممتلكات المهددة بالحرمان من الدعم الحكومي

المواطنة "صاحبة الأملاك" حين أتتها رسالة البنزين لم تستطع التعبئة بانتظار الراتب!

أخذتها الأفكار بعد متابعة لقاء على إحدى المحطات المحلية، موضوعه رفع الدعم أتعب فيه الضيف نفسه بإقناع المتابعين أن الدعم لن يرفع إلا عن الشريحة التي تمتلك المال لشراء “الأطايب”، مثل الخبز والسكر والرز والزيت والشاي.

سناك سوري – رهان حبيب

“هيام” التي تعودت اصطحاب البطاقة الذكية معها في المحفظة إن خرجت إلى عمل أو زيارة أخواتها، وحافظت عليها لأنها ارتبطت بمزايا الحصول على الأطايب ولا تفهموني خطأ الأطايب لفظ يطلق على الطعام اللذيذ وبالنسبة لها، تعودت مع رفيقاتها إطلاقه على ما عجزت يد المواطن عن الوصول إليه، دون البطاقة وقد كنا نطلقها على اللحوم والبروتينات بالمجمل و الأجبان والحلويات العربية وأنواع الشوكولا الفاخرة وغيرها.

تلك القائمة التي تعتبر من أساسيات التغذية تعرفها “هيام” جيداً مع أنها وبعد تجربة لابأس بها مع المرض اختصرتها إلى درجة كبيرة لكنها أيضاً تعرف أن الشخص العادي المعافى لايمكنه الاستغناء عنها، وما تسمعه كل يوم من شكوى تلف الأعصاب وضعف الرؤية وشحوب الوجه ممن أحاطوا بها في العمل والطريق وكل زاوية تسترق فيها النظر إلى ملامح الناس يعود إلى نقص حاد في هذه القائمة الغذائية وحرمان واضح من عناصر أساسية.

قبل سنوات تركت “هيام” “الأطايب”، بسبب ظرف صحي، وباتت تتناول عوضا عنها أطايب من نوع آخر كالتمر والمكسرات والتين المجفف، واليوم اختصرت “هيام أطايبها تلك، وشيئا فشيئا ولأن الأطايب أمر يطلق على الأشياء التي غالبا من الصعب الحصول عليها بسهولة، باتت كل مكتنزات البطاقة الذكية من “الأطايب”!.

بالعودة إلى اللقاء ومجموعة من المنشورات التي تعودنا عليها كمقدمة لقرارات مصيرية، استيقظت “هيام” على حقيقة جديدة مفادها أنها بجرة قلم قد تفقد “محققة الأحلام” هذه ومصدر الأطايب وهي البطاقة الذكية كيف ولماذا لأنها ببساطة تمتلك عقارين الأول شراكة مع أخوتها وهو للسكن، والثاني عبارة عن شقة صغيرة لم ولن يرتفع إيجارها في الريف على بضعة آلاف وقطعة أرض لايزيد إيرادها السنوي عن مصروف شهرين.

اقرأ أيضاً: الدعم الحكومي الجديد.. هل يفقد صاحب الدجاج البياض دعمه؟

المشكلة الأكبر التي أخذت تراجعها مع كلمة المسؤول عن أصحاب الأملاك وشعرت أنها بالفعل من أصحاب الأملاك وكانت باستخدام الذكية تسرق من حق المواطن المدعوم الذي لايملك المال، والأخطر مما سبق وزاد في حزنها أنها تمتلك سيارة موديل بعد ٢٠٠٨ وبكل جرأة وفساد تستفيد من البنزين المدعوم، وأخذت تحصي أيضا فوائد الذكية التي حصلت بسببها أيضاً على خمسين لتر مازوت لتنعم بنار المدفأة وتتابع عملها على هيئة الكتاب خلف مكتب في غرفتها دون أدنى مسؤولية تجاه المواطن المحتاج للدعم وأعادت وحسبت وقسمت لدرجة أنها سعت إلى التطبيق لتلغي بطاقتها فهل من المعقول أن تتابع استغلال الدعم وحرمان من هم أكثر جدارة به؟؟.

كل ما ناقشه المسؤول كشف المجهول وأنار رؤيتها لماهية الدعم لكنها أخيراً تذكرت أنها أيضاً موظفة وبعد خدمة ٢٣ عاماً لم يرتفع راتبها عن ٧٦ ألف ليرة ولا تدري إن كان من محاسن الصدف أم المضحك المبكي أن رسالة البنزين التي انتظرتها وصلت في صباح اليوم التالي، واستعدت للحصول عليها لكن المحفظة ذاتها التي تتربع بها البطاقة الذكية وبطاقة الراتب وبطاقة البنزين ودفتر العائلة والهوية الشخصية وأربع صور شخصية أعدتها لتجديد جواز السفر لم تجد بجوارها إلا أربعة أوراق من فئة الألف ليرة لتجلس منتظرة هبوط الراتب إلى الصراف علها تتمكن من تعبئة ٢٥ ليتراً من البنزين المدعوم.

اقرأ أيضاً: حزب معارض ينتقد رفع الدعم: بدأ مع اقتصاد السوق الاجتماعي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى