الرئيسيةشباب ومجتمع

في ظل أزمة النقل الخانقة.. هل يمكن استخدام البسكليت كبديل؟

في بلد يعاني من نقص حاد بالمحروقات كيف يمكن التحفيز على استخدام البسكليت؟

تعاني سوريا منذ عشرات السنين أزمة نقل خانقة تطورت مؤخراً وترافقت مع نقص حاد في المحروقات. ماجعل السوريين يهدرون الكثير من يومهم على الطرقات ينتظرون وسيلة نقلٍ يركبونها فتحملهم إلى منازلهم أو أعمالهم.

سناك سوري – خاص

وبعيداً عن البدائل كالميترو والترامواي والقطار السريع بين المحافظات وغيرها من الحلول. والتي كانت أمام أعين الحكومات السورية منذ الاستقلال عن فرنسا إلى اليوم. والتي لم تطبقها بل دمرت بعض ما كان موجود منها. فإنه يظهر بين الحين والآخر حل الدراجة الهوائية كبديل مطروح على أنه مناسب.

من حيث الشكل يبدو استخدام الدراجة الهوائية حلاً جميلاً. كما أن البعض يضرب مثلاً، هولندا وكيف تنتشر فيها الدراجات الهوائية. حتى أن رئيس الوزراء هناك يستخدمها. لكنها مقارنة للأمانة غير مناسبة في كثير من المدن السورية. فـ هولندا معروفة بأنها “الأرض المنخفضة” وطرقاتها بغالبيتها الساحقة مستوية وقليلة “الانحدارات”.

اقرأ أيضاً: “يالله عالبسكليت”.. مبادرة لفريق دراجات “طرطوس” للتخفيف من أزمة البنزين

وبالتالي فإن المقارنة مع أوروبا لا تبدو عادلة، لناحيتي البنية التحتية والثقافة المجتمعية. فلا يمكنك ببساطة أن تعود المجتمعات على طريقة وتطالبهم بيوم وليلة بتغييرها. لكن أيضاً عندما يتغير الظرف عليك أن تغير من بعض أدواتك وتذهب باتجاه الحلول والأفكار الأخرى.

تراجع استخدام الدراجات الهوائية في سوريا بدل زيادة نسبة المستخدمين

خلال السنوات الماضية أُطلِقت بعض الحملات التي تشجع على استخدام الدراجات الهوائية. وقد أَقبَل البعض عليها لكن الذين استمروا باستخدامها لا يتجاوزون النصف وهو ما يدفع لطرح سؤال لماذا؟.

تجيب “ندى” _وهي طالبة في جامعة دمشق تخلت عن استخدام دراجتها_ لأن السبب يعود لندرة الأماكن التي يمكن ركن الدراجات بها. كما تطالب المجالس المحلية بتخصيص أماكن لركنها في كل المواقع الرئيسية بالمدن. وتخصيص مسارب لها في الطرقات وتحديد شوارع لايمكن المرور بها إلا للدراجات الهوائية.

البعض الآخر تخلى عن استخدامها بسبب غلاء قطع الغيار لها وأجور الصيانة. يقول “معاذ” وهو مختص بصيانة الدراجات أن تكلفة تغيير النقال الأمامي مستعمل تصل إلى قرابة 120 ألف ليرة وجديد قد يتجاوز 200 ألف.

عوائق الاستخدام؟

إضافةً للطرقات غير المجهزة هناك صعوبات أخرى كثيرة تعيق الاستخدام ربما يكون أبرزها بُعد المسافات الجغرافية بين السكن ومقرات العمل.

يقول “فاروق” 45 عاماً وهو من سكان ركن الدين في محافظة دمشق أنه من الصعب جداً استخدام الدراجة للانتقال بين مكان سكنه وعمله. ويضيف أن الحي مرتفع عن دمشق وبالتالي فإن استخدام البسكليت يتطلب جهداً بدنياً كبيراً للسير خصوصاً في طريق العودة فكله باتجاه الاعلى. بينما قد يكون سهلاً النزول بواسطتها. ويتابع ضاحكاً أستخدمها بالنزول وأحملها بالطلوع!؟. وينطبق الأمر على أحياء عديدة أخرى مثل المزة جبل و86..إلخ.

اقرأ أيضاً: رويدة شقير.. تخلّت عن مصروف التكاسي واستخدمت الدراجة الهوائية في عملها

المسافات الطويلة أحد العوائق، خصوصاً بالنسبة لسكان الريف مثل “سلمى” 33 عاماً، والتي تعيش في قرية تبعد عن “اللاذقية نحو 30 كيلومتراً، تضيف: «من المستحيل قطع كل تلك المسافة ذهاباً وإياباً بالبسكليت، خصوصاً في الصيف الحار والشتاء الماطر».وتقترح تشجيع من يستخدمون الدراجات بنقلهم إلى دوائر قريبة من مواقع سكنهم. علماً أن دول أوروبا ممطرة وباردة وتستخدم فيها الدراجات الهوائية ويرتدي كبار الموظفين فيها معطفاً من النايلون وقفازات خلال قيادة الدراجة تحت المطر.

أما المشكلة الكبرى فتكمن في الأسعار المرتفعة والقدرة الشرائية المنخفضة، حيث يصل سعر الدراجة الهوائية من النوع الجيد قرابة “مليون” ليرة سورية. بينما الحد الأدنى للمستعمل “250” ألف ليرة. ويقترح “رضوان” على وزارة التجارة الداخلية توفير الدراجات الهوائية في مقرات السورية للتجارة وبيعها بالتقسيط طويل الأمد ومن دون فوائد.

باختصار إن اسنخدام الدراجة الهوائية في سوريا كبديل يحتاج بيئة مناسبة وثقافة حكومية ومجتمعية مختلفة، فقد تناولنا أعلاه المشاكل اللوجستية ولم نتطرق للمشكلات المجتمعية مثل ثقافة السخرية والتقليل من قيمة الدراجة. لكن حتى لو غيرنا الثقافة وهذا ممكن تدريجياً فإن تغيير الواقع المعيشي والظروف اللوجستية لاستخدام الدراجة يحتاج خطة حكومية تبدأ بتوفير البيئة ولا تنتهي بتوفير الدراجات بأرخص الأسعار.

وعلى قولة أحد الحكماء، بالمصاري يلي وفرتوها من رفع الدعم اشتروا ناقلة دراجات بدل ناقلة نفط ووزعوها لمرة واحدة مدعومة على الشعب ووقتها ممكن تبدأ ثقافة الدراجات تنمو على الاقل عند من يستطيع استخدامها.

اقرأ أيضاً: دمشق.. محمد يبحث عمن يشاركه ركوب البسكليت للوصول إلى الجامعة 

زر الذهاب إلى الأعلى