الرئيسية

في “السويداء”: مهندس يصمم معملاً للتخلص من النفايات يوفر الملايين وينتظر تعاون البلديات

التخمير الهوائي منافس نظيف لكوارث التخمير العشوائي للنفايات

سناك سوري – رهان حبيب

يطرح المهندس “عماد صالح حمدان” مشروع التخمير الهوائي بديلاً للتعامل العشوائي مع النفايات النباتية، التي أرهقت البلديات نقلاً وحرقاً.
يقول المهندس “حمدان” لـ سناك سوري الذي زار موقع المشروع في قرية “الكفر”: «أطنان من ناتج تقليم البساتين في قريتي يتعامل معها المزارعون بطرق بدائية، دفعتني للتفكير بمشروع بيئي طورته بما يخدم فكرة التخلص من النفايات النباتية بأنواعها، لتتحول إلى سماد طبيعي “الكمبوست” للأراضي الزراعية، يعني بدل التخمير العشوائي والروائح المنفرة، يمكننا الحصول على سماد بكميات هائلة تعود بالخير على المزارع، وتخدم البيئة للتخلص من آثار ونواتج حرق هذه النفايات وهي الطريقة التقليدية المتبعة للتخلص منها».
لا يتوقع المهندس “حمدان” الحصول على أرباح مالية تعوض تكلفة المشروع التي بلغت كمرحلة أولى ثلاثة ملايين ليرة، بقدر ما يعلق الآمال على التواصل مع الجهات البيئية المختصة والمجالس المحلية للتعاون في وضع خطة بيئية لتنفيذ التجربة التي تتكفل باستثمار كميات هائلة من النفايات على الأقل في محيط قريته والقرى المجاورة.

المشروع عبارة عن معمل صغير مؤلف من خطين للإنتاج الأول لإنتاج الوقود الصناعي حسب وصف “حمدان” حيث قال:«نتمكن من الحصول على قطع أنيقة خالية من أي دخان أو روائح منفرة تصلح للتدفئة المنزلية بقدرة حرارية عالية مادتها الأولية نواتج تقليم البساتين، والخط الثاني الذي يكمل هدفنا البيئي وأعمل على تطويره كمشروع لإنتاج الأسمدة الطبيعية “الكمبوست” بالاعتماد على التخمير الهوائي، الذي نأمل أن يكون الخطة القادمة لعملية التخلص من النفايات بطرق حضارية مع العلم أن هذه النفايات هي النسبة الأكبر من النفايات التي تنقل للمكبات وما نحتاجه آلية جديدة لتدخل ضمن المواد الأولية للمخمر».

“حمدان” يسعى لتقديم المشروع للبلديات كونه يعتمد على تشاركية من نوع جديد خاصة أن البلديات وحدها الجهة القادرة على تنفيذ ودعم الفكرة.

يشار إلى أن مكبات القمامة العشوائية تعتبر من أهم الملفات التي تعترض عمل الوحدات الإدارية والتي تخصص لها سنوياً ملايين الليرات السورية على حساب المشاريع الخدمية والتنموية، فهل تبادر في الوقت القريب للاستفادة من تجربة المهندس وتطورها بالشكل الذي يحقق الفائدة المادية والبيئية؟

لمن لا يمتلك معلومات عن “التخمير الهوائي” يضيف: «التخمير في الهواء الطلق فكرة طبقت عالمياً وحاولنا تجربتها ضمن إمكانيات محدودة لغاية تأسيس مشروع بيئي طموح يستثمر النفايات بطرق صديقة للبيئة تحول الأنظار عن فكرة المكبات إلى المخمرات الهوائية كبديل، وتعميم فكرة إقامتها بقياسات علمية محددة تتشكل من طبقات أولها بقايا النباتات من نفايات أسواق الخضار والمزارع والنفايات المنزلية ونشارة الخشب والكرتون بعد فرمها بقطاعات خصصت لهذه الغاية يضاف فوقها التراب وزرق الطيور ومخلفات الأغنام بنسب محددة تنسق على شكل هرمي، يضمن التهوية والترطيب الدائم وعملية التقليب المطلوبة للحصول على سماد عضوي نظيف غني بالعناصر الداعمة للتربة، لتكون فترة شهر من التخمير كافية لإنتاج أسمدة لمزارع الخضار والبيوت البلاستيكية، وتمتد لشهرين ونصف لأسمدة الأشجار المثمرة، موضحاً أن المخمر قادر على إنتاج كمية “كمبوست” تصل إلى 65 بالمئة من كمية المواد المستخدمة القابلة للحفظ».

اقرأ أيضاً: في “السويداء” أحياء تخدّم نفسها بنفسها وأخرى تبحث عن مطارح للثقة والتواصل مع المجالس المحلية.

السماد الطبيعي معد للاستخدام

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى