أخر الأخبارالرئيسية

في إدلب الحرب حرمتهن حتى من “الزي الشعبي”!

سناك سوري-خالد عياش

في الذاكرة القريبة كان أهالي ريف إدلب يفاخرون بامتلاكهم إرثا كبيرا من الأزياء الشعبية التراثية التي تختلف بحسب كل منطقة في المحافظة الكبيرة، حيث كانت تنتشر الثياب الشعبية المزركشة بتطريزات خطتها أيدي الخياطات بكل عناية وإتقان، لتتشكل على الأكتاف والصدر.

تقول “هند” من معرة مصرين لسناك سوري إن جدتها كانت دائماً تحدثها عن “تجهيزات زفافها” من الثياب الشعبية المزركشة وكيف أنها خبأت كل ملابسها بكل عناية لابنتها “أمي” تاركة لها مطلق الحرية في إعادة تدويرها ليتناسب مع ذوقها ومقاساتها، لكن أمي التي ارتدتها لم تستطع أن تبقيها لابنتها، الحرب كانت أسرع.

الزي التراثي الإدلبي سابقا

كان هذا اللباس الشعبي حتى الأمس القريب اللباس الرسمي لعدد لايستهان به من الريف الإدلبي، بينما كان البعض الآخر يرتدينه في المناسبات التراثية أو الاحتفالات الشعبية مثل مهرجان أبي العلاء المعري، أو مهرجان إدلب للفنون الشعبية .. إلخ.

الزي الشعبي الذي يعد جزءاً من الهوية الثقافية والتراثية لمنطقة إدلب لم يعد متاحاً في هذه المرحلة من الزمن خصوصاً في قرى “سرمين، معرة مصرين، بنش … إلخ، وذلك بسبب فرض زي جديد يسمى اللباس الشرعي الذي يغطي المرأة من راسها حتى أخمص قدميها.

لا تستطيع النساء الدفاع عن زيهن تقول “حسيبة” وهي في الستين من العمر، قبل الحرب كنت أرتدي الزي الشعبي، لكنني منذ العام 2013 اضطررت على تغييره بسب التطورات التي شهدتها منطقتنا، لكنني مازلت أحتفظ به في خزانتي على أمل استعادته يوماً ما.

وكان الزي الشعبي لمنطقة سراقب أكثر أزياء إدلب شهرةً وهو يتألف من (الحطاطة) توضع على الرأس، القندورة وهي من القماش الممتاز وذات لون أسود فاتح، ومطرزة بالحرير الأحمر الخام، وتخاط القندورة يدوياً مايجعل من ثمنها غالٍ، يضاف إلى ذلك الشمبر  الذي يتكون من قطعة قماش طولها سبعة أمتار وعرضها 20 سم مصنوعة من الحرير الخام تغطي عنق المرأة والصدر والظهر وهي قطعتان ويحلى بمجموعة من القطع الذهبية على جانبي الوجه وتسمى (العوينة) كما يحلى أعلى الرأس والظهر بسلسلة يبلغ طولها المترين محملة بالقطع الذهبية وتوضع على لفتين على الظهر وتسمى (المرسلة) ويعلق الشمبر على الحطاطة بما يسمى “الدح” وهي قطعة محملة ببعض القطع الذهبية على جانبي الرأس.
أجل لقد خسرنا زينا الشعبي الذي يمتد لمئات السنين مكرهين، لم تعد ملابس سرمين وخان شيخون وبنش والمعرة وغيرها من المناطق الإدلبية مختلفة في بعض التفاصيل كما الماضي، صارت كلها سوداء بنقاب يخفي الوجه لكنه يفشل في ستر الوجع والألم.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى