إنقاذ نصف مساحة سهل الغاب يحتاج فقط لقرار بفتح السدات الترابية وإرواء الأراضي.. المعنيون لا يستجيبون والفلاحون أملهم بالحكومة
سناك سوري-متابعات
يعاني فلاحو منطقة “الغاب” الواقعة أراضيهم بين بلدة “جورين”، شمالاً، و”كرداش” جنوباً، من قلة المياه وهي مشكلة يحلها قرار بسيط حسب ما أكده الفلاحون هناك، بفتح السدات الترابية التي تقع على القناة A المعروفة بشقة الألمان، وفتح السدات الأخرى على القناة ج2، الفلاحون ينتظرون هذا القرار في الوقت الذي أطلقت فيه الحكومة خطة المواجهة الزراعية انطلاقاً من سهل الغاب ذاته.
المزارع “فراس علي”، قال في تصريحات نقلتها الفداء المحلية إنه يحتاج المياه بشدة لري المحاصيل الصيفية، متسائلاً لماذا يتم إغلاق القناة وحرمان المنطقة من المياه، ومثله زميله “محمد خضرة”، الذي قال إنه يحتاج المياه لري محصول التبغ الذي يمتلك ترخيصا بزراعته، مؤكداً أنه سيخسر محصوله كاملاً إن لم يتم فتح السدات المائية.
الفلاحون استغربوا لماذا يتم فتح القناة في الشتاء وإغلاقها صيفاً، بينما من المفترض أن يكون العمل بالعكس، في حين تساءل المزارع “وسيم عدرة”، عن الأسباب التي تمنع عودة الزراعات المرخصة إلى المنطقة مثل القطن والشوندر السكري والبصل الأبيض.
مزارع آخر فضل عدم الكشف عن اسمه بحسب الصحيفة، قال إن الحكومة تهتم بسهل “الغاب” كونه سلة غذائية مهمة جداً، وأضافت: «لكن بالسدات الترابية التي حرمت المنطقة من الزراعات الصيفية خسرت نصف السلة الغذائية أي نصف مساحة سهل الغاب تقريباً، بالرغم من التكلفة الباهظة التي صرفت عليها مليار وثلاثمئة مليون، وحتى الأن لم ينجز شيء منها».
اقرأ أيضاً: سوريا.. بدء التشغيل التجريبي لمشروع يستهدف تحسين دخل الأهالي
رؤساء الجمعيات الفلاحية خاطبوا المعنيين
رؤساء الجمعيات الفلاحية في قرى “شطحة” و”الفريكة” و”الحيدرية” و”مرداش”، قالوا وفق الصحيفة التي لم تذكر أسمائهم، إنهم خاطبوا «مديرية الري بالهيئة العامة لإدارة وتطوير الغاب عن طريق الرابطة الفلاحية في المنطقة لفتح السدات الترابية الموجودة على القناة A جنوب جسر مرداش وقناة الري ج2 لأنها تمنع وصول المياه الى أراضي المنطقة الشمالية وبالتالي حرمانها من الزراعة الصيفية».
رؤساء الجمعيات الذين لم يذكروا نتائج خطابهم للمعنيين، أضافوا أن «السدات الترابية تفتح بالشتاء لاغراق المحاصيل وتغلق بالصيف لحرق المحاصيل، والمنطقة تزرع محصول التبغ المرخص والخضراوات الصيفية و النباتات الزيتية»، وأكدوا أن السدات الترابية كان يجب أن تنجز من جورين نهاية القناة شمالاً وليس من بدايتها وحرمان مزارعيها من الزراعة الصيفية.
بدوره رئيس اتحاد الفلاحين في “حماة”، “هيثم جنيد”، أكد أن مطالب الفلاحين بفتح السدات التربية وصلتهم، «وسيتم التنسيق مع الموارد المائية لفتح السدات الترابية ودراستها على أرض الواقع لحل هذا الموضوع».
اقرأ أيضاً: المشروع الحكومي الذي انتظره أهالي الغاب 28 عاماً لاجديد حوله!
الموارد المائية: ليس عملنا!
مدير الموارد المائية في المحافظة “فادي عباس”، أكد أنهم لم يضعو أي سدات ترابية على القناة، مضيفاً أن هذا «عمل مديرية الري بالهيئة العامة لإدارة وتطوير الغاب ونحن مستعدون لفتح أي سدة ترابية في حال طلبت هيئة تطوير الغاب».
مدير الري بهيئة تطوير الغاب: الزراعة بهذه المنطقة مُخالفة!
مدير الري بهيئة تطوير الغاب المهندس “حسان محفوض”، قال في اتصال هاتفي مع الصحيفة، إن الزراعة في المنطقة ما بين “مرداش” و”جورين”، زراعة مخالفة ليست من ضمن الخطة الزراعية، وأضاف رداً على سؤال حول سبب ترخيص محصول التبغ الذي يزرع في تلك المنطقة صيفاً ويحتاج إلى إرواء: «محصول التبغ ضمن خطة التبغ ولكن ليس لديهم تصريح مائي، والمناطق الأخيرة من القناة لسنا مسؤولين عن الترخيص المائي فيها»، (بتحسوا إنو كل معني بالزراعة تابع لقارة، وين التخطيط والاجتماعات وهالقصص؟).
المفاجأة أن الصحيفة ذكرت بأن الاتصال انقطع مع “محفوض”، وقد حاولت الاتصال به مجدداً أكثر من 7 مرات إلا أن جواله كان خارج التغطية، (شكلها التغطية سيئة عندهم بالمنطقة لازم يقدموا شكوى عن جد).
الفلاحون الذين يئسوا من حلول المعنيين في منطقتهم، ناشدوا الحكومة التدخل لحل الموضوع وفتح السدات الترابية، قبل أن يدفعوا أرضهم ثمناً لعدم فتحها، حيث تتعرض الأرض لخطر التصحر وزيادة الملوحة وتقدر الأراضي بأنها نصف مساحة سهل الغاب تماماً، وهذا في حال حدث سيكون خسارة فادحة ليس فقط للفلاحين بل للبلاد بأكملها خصوصاً في الوقت الراهن.
يذكر أن هذه الكارثة التي لا تحتاج لمجهود كبير أو اعتمادات مالية لحلها، تحدث في وقت يزداد فيه الضغط على البلاد جراء العقوبات الغربية الجديدة ممثلة بقانون قيصر الأميركي، ولا سبيل للخلاص من خطر تلك العقوبات سوى بدعم الزراعة والفلاح، وليس خسارة المزيد من الأراضي الزراعية.
اقرأ أيضاً: الحكومة تُطلق خطة مواجهة زراعية.. مواطن: الله يكون بعون الفلاح