الرئيسيةرأي وتحليلشباب ومجتمع

فتاتا المنصورة والأردن.. ضحايا الجرائم الذكورية

المنطق الذكوري وخلفيات الجريمة على أساس الجنس

شهدت مدينة المنصورة في مصر، جريمة بشعة راح ضحيتها طالبة جامعية. بعد إقدام طالب جامعي على ذبحها أمام بوابة جامعة المنصورة لرفضها الزواج منه. ” بعد قراءتي لهذا الخبر، بدأتُ بالتفكير بما يدعونه الناس “جريمة شرف”!.

سناك سوري – ناجي سعيد

ثم صدمني خبرٌ آخر، عن جريمة حصلت في الأردن. وبحسب شهود عيان، فإن الجاني دخل حرم الجامعة متنكراً، وأطلق 5 رصاصات نحو الطالبة، أصابت إحداها رأسها بينما أصابت 4 رصاصات أخرى جسدها.

والمشترك بين الخبرين أنّ المجرم لذكر، والضحية أنثى، مايجعل الحديث ضرورياً عن المنطق الذكوري السائد في التربية التقليديّة.

فلو قرأنا تاريخ هذين الخبرين لأيقنّنا بأننا في القرن الحادي والعشرين ولسنا في بدايات القرن التاسع عشر. حيث كان الناس يرسلون “الصبي” إلى المدرسة، أمّا “البنت” فتبقى رهينة المنزل بانتظار “العريس”.

اقرأ أيضاً: العنف والشهرة – ناجي سعيد

وهذا السلوك هو وليد تفكير نمطي جذوره الدين والمجتمع التقليدي. وتقودني هذه الأحداث إلى جرائم الشرف، والتي تنطلق من منطلق ذكوري بحت. والتعريف المتداول لها دائماً قائم على أن ذكراً شك أو تيقن من ارتكاب أنثى أو مجموعة إناث في أسرته فعلاً لا يراه مناسباً له.

فيقوم هذا الذكر بجريمة القتل التي غالباً ما تكون لأسباب ظنّية. وتتعلق بشكوك حول ارتكاب الأنثى (المرأة أو البنت إلخ) فعلا يخل بالأخلاق بنظر الجاني.

ويزعم الذكور مرتكبو مثل هذه الجرائم أن جريمتهم حصلت من أجل “الحفاظ على شرف العائلة”. أو ما يوصف في أوساط قبلية بعملية “غسل العار”.

بالعودة لجريمتي المنصورة وجامعة الأردن، فإنهما قامتا على أساس مفهوم الطاعة والرضوخ الذين رسختهما عقلية ذكورية يعتقد بها البعض تجاه المرأة. فلا يجوز بالنسبة لهم أن ترفضهم المرأة، أو أن يكون لها رأي مخالف لهم، حتى وصل هؤلاء لاعتقاد أن رفضها الزواج منهم ممنوع. علماً أن أساس الزواج في الدين “القبول”.

اقرأ أيضاً: هل يولد الإنسان على فطرة الخير واللاعنف – ناجي سعيد

إن  التفكير الذكوري، هو من تسلّط على المرأة، فسجنها بمعتقدات وسارت المجتمعات المُتخلّفة وراء هذا الجهل. فسوّقوا وما زالوا، بأنّ شرف المرأة موجود بين فخذيها، والرجل “الذكر” هو المسؤول..عن تصرّفاتها فقط.

فكانت المحصلة أن كثيرين منا كبروا في بيئة يُصنع فيها العنف ضد المرأة عبر العادات والتقاليد. فتحولت الجريمة القائمة على أساس النوع الاجتماعي بالنسبة لهم، إلى حق مشروع يستسهلون القيام به ضد نساء مستقلات لهن كامل الحق بالاختيار والقبول والرفض. كما أن لهن الحق باختيار ما يردنه في الحياة والحق بالعيش بحرية واستقلال وكرامة دون سلطة ذكورية تحيط بهن ولا تمارس عليهن.

زر الذهاب إلى الأعلى