الرئيسيةرأي وتحليلشباب ومجتمع

عن قضية ويليام نون… الاحتجاج على الظلم أمرٌ حتمي -ناجي سعيد

غياب العدالة يدفع الناس نحو العنف...

يعلم خبراء اللاعنف بأنّ الاحتجاج على الظلم أمرٌ حتمي طبعًا. و من الطبيعي أن يفتقر كثيرون إلى الاستراتيجيّات اللاعنفيّة لتحقيق غاياتهم المُحقّة. فالثقافة المنتشرة في بلادنا هي ثقافة العنف. وبالتالي أي سلوك احتجاجي لا يخلو من العنف!.

سناك سوري – ناجي سعيد

وبالتالي، إنّ ما حدث في بيروت من سلوك احتجاجي، للناشط “ويليام نون” ضحيّة انفجار العصر (4 آب) قد يكون خاطئًا من منظور اللاعنف. ولكنّه مُحقّ تمامًا من منظور ردة الفعل. نعم فمن التخاذل والجُبن أن يترك الإنسان قضيّته الوطنيّة. فكيف الحال إذا ما كانت بالوقت عينه شخصيّة!.

“ويليام نون” فقد شقيقه الإطفائي “جّو نون” الذي هرع لإطفاء الحريق الناجم عن انفجار العصر. وخسر حياته في التفجير الثاني مع غيره من أبطال الإطفاء.

لا أودّ الدخول في الحديث عن المُذنب الحقيقي الذي يخفي الحقيقة عن أهالي الضحايا الذي يُمثّلهم “وليم” الناطق الرسمي باسم لجنة أهالي الضحايا. لكنّ أودّ أن أسأل: «أليس من الطبيعي أن يمتلك الحقيقة كلّ من كان يتبوّأ المسؤوليّة وقت حدوث الإنفجار؟. ويشارك إخفاء الحقيقة من كان على علم بتخزين خاطئ لا بل مؤذٍ لموادّ قابلة للإنفجار في أي لحظة؟».

اقرأ أيضاً:الشماتة بالموت .. وتحريم الترحم؟ -ناجي سعيد

ولن أحمل ضمير اللاعنف في حديثي الآن. لا بل فليسمحوا لي المسؤولون بالحديث نيابةً عن أي شخصٍ، ليس خبيراً دستورياً وسياسياً. لا بل مجرّد مُبتدئ بالسياسة ولا يفقه بالدستور!.

أليس من المُتعارف عليه أن يكون النظام -بأركانه وأحزابه السياسيّة المُشاركة بالسلطة- مسؤولاً عن حدوث الإنفجار؟. لا بل ما قبل الإنفجار؟ وكمثال أبسط عن ذلك:«حين تشتري ربطة خُبزٍ. تضعها الوالدة (أو الوالد) في البرّاد لحفظها من حرارة الشمس!. فهما المسؤولان عن الأمور المنزلية. وحين يغفل أحدهما عن المُهمّة، يهرع الثاني للقيام بها، أو تنبيه الآخر على خطئه».

فبعد الإنفجار تظاهر أتباع جهات سياسية (مُشاركة يالسلطة). وذلك احتجاجًا على تعيين قاضٍ اشتهر بنزاهته على خلفيّة اتهامه بتمثيل جهة مناهضة لهم. مع العلم بأنّ الحقيقة أنّه لا يُمثّلهم ولا يُمثّل أحد.

“وليام نون” وبشكل عفوي نابع من “حرقة” قلبه كما أهله، قام برمي الحجارة على قصر العدل. بما يمثّل من مكان مسؤول عن كشف الحقيقة، للمضيّ قُدمًا بتكليف القاضي النزيه الذي أُبعد لأسباب سياسيّة.

“ويليام نون” واللبنانيون كافّةً يحلمون بإجراء التحقيق لكشف المذنبين بارتكاب “جريمة العصر”. وذلك كفيل بوضع المسار المواطني على السكّة الصحيحة. فمن المُضحك أن يجتمع المجلس التشريعي عشر مرّات بانتظار إشارة خارجية تدلّ على الرئيس.. العريس!.

بمنطق اللاعنف لا السياسة، كيف يُحتجز بريء لا بل ضحيّة والقضاة المسؤولون عن إجراء التحقيق ينامون على حرير؟. لا يمكن أن تُبنى دولة بدون قضاء عادل. ولا يمكن لدولة نوافذها من زجاج أن تُراشق الأبرياء بالحجارة.

اقرأ أيضاً:الشفقة على الذات في مواجهة الغضب-ناجي سعيد

لقد بادر “ويليام نون” البريء المُحقّ برشق الحجارة على العدل المُعطّل (بفعل فاعل)، فاحتجزوه. ولم يُخلى سبيله إلاّ بعد أن احتجّ الأهالي. وبالمناسبة أنا لا أؤيد أي سلوك عنفي أياً كان نوعه بما في ذلك رمي الحجارة التي قد تؤذي أحداً.

لكن في الوقت عينه قَتل الأبرياء في 4 آب كان جريمة، وغياب العدالة في هذه القضية كان جريمة ثانية بينما سلوك “ويليام” هو رد فعل قادته إليه السلطة ومن ثم احتجزته وهذه جريمة ثالثة.

وكما يقول الدكتور وليد صليبي (في حملة إلغاء عقوبة الإعدام) : جريمتان لا تصنعان عدالة!. وأقول للسلطة المتوارية وراء كراسيها، وعن لسان “عطرشان” في مسلسل “خربة”: الّلي تحت باطه مسلّة بتنعره!!!

اقرأ أيضاً:توقعات الفلك والتفكير الغيبي -ناجي سعيد

زر الذهاب إلى الأعلى