الرئيسيةسوريا الجميلة

تل الفرس في الجولان : هنا تشعر برائحة التاريخ

الاحتلال ينهب "تل الفرس": سرقة المعادن الثمينة ونقل التربة

“النقرة ما تمحل” هذا ما يقوله سكان الجولان منذ القديم عن المنطقة الممتدة من “تل الفرس” حتى “بحيرة طبرية” وما بينهما من واديي “الرقاد واليرموك”، والتي تعتبر من المناطق ذات الأهمية الاستراتيجية في الجولان السوري المحتل وجنوب البلاد، حيث تنوع الطبيعة بين جبل وسهل ووادي وبحيرات ومناخ مناسب، أدت لتنوع النشاط الإنساني فيها عبر التاريخ بين زراعة بمحاصيل نوعية وتربية الحيوانات والتي كانت أشبه بمحمية طبيعية ومنطقة سياحة متنوعة.

سناك سوري – شاهر جوهر

ووسط هذه القطعة الانهدامية التي يسميها سكان الجولان منذ القديم بالـ “النقرة” ينتصب تل الفرس شامخاً وسط سهل وسيع، ينحدر شرقاً ليشكل وادي الرقاد بطول 200 – 250 م وعرض 100 – 150 م.

هنا تشعر برائحة التاريخ حتى كبدك، فعلى التل جرت أهم المعارك في التاريخ، وعليه ضريح لأحد الأولياء الصالحين يزوره السكان يوفون عنده نذورهم ويقدمون الذبائح ويوزعوها على الفقراء والمحتاجين ما يعطي التل خصوصية دينية.

سيطر الاحتلال الإسرائيلي على التل في التاسع من حزيران عام ١٩٦٧، ومنذ ذلك الحين حوّل الاحتلال “تل الفرس” إلى قاعدة عسكرية تحوي أجهزة رصد عسكرية واستشعارية، كما تم تزويد القاعدة بأجهزة قيادة وتوجيه وتشويش إلكتروني موزعة على ثلاثة طوابق داخل التل.

اقرأ أيضاً: سأقطف تفاحة من على شجرة في الجولان المحتل يوماً

وفي السابع من تشرين الأول عام ١٩٧٣، وفي تمام الساعة الثالثة بعد الظهر أعلنت القوات السورية عمليتها لتحرير تل الفرس، فقامت بعملية إنزال جوي للجهة الشمالية للتل بقيادة النقيب “مصطفى محمد أبو دبوسة” الذي أصيب في المعركة الأولى، وأجبرت القوة الإسرائيلية على الانسحاب حيث كانت مكونة من 14 دبابة من الكتيبة 188 و 180 جندي وضابط، لكن وبعد التطورات وانسحاب الجانب المصري من الحرب واشتداد المعارك على جبهة سوريا عاودت اسرائيل احتلال التل.

ومنذ تشرين ثاني عام ١٩٧٤ أطلقت قوات الاحتلال إسم “تل زوهر” على تل الفرس وذلك تخليداً لأحد ضباطه القتلى. كما منحت مستوطنة “ميروم غولان” على موافقة من الجيش وحكومة الاحتلال ببناء محاجر ومعامل في محيط تل الفرس لاستخراج المعادن الثمينة، ولنقل التربة الغنية بالرماد البركاني منه، حيث يلحظ الناظر للتل كيف تآكل جانبه الجنوبي الغربي بفعل عملية الحفر والسرقة للاستفادة من منتجاته.

ومن الأغاني الشعبية التي ترددها نسوة الجولان عن تل الفرس:

من شرقي تل الفرس .. ضيعت أنا ولفي
يا حسرتي يا هلي عل دار مين أنا ألفي
دق الحنك باربعة و دق الصدر يألفي
حراج عليشتري البوسة بألف و مية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى