الرئيسيةتقارير

عبد الملك.. مهندس صنع نبيذه المفضل وفق المقاييس الدولية

من عنب السويداء إلى جوز الهند.. عبد الملك يؤسس مشروع صناعة النبيذ

ينظر المهندس “عدنان عبد الملك” للنبيذ من زاوية مختلفة عن المفهوم الدارج، فبينما يراه كثيرون “بعبئ الرأس”. يراه ابن مدينة “السويداء” أنه للتمتع بالنكهة. معيداً رؤيته تلك أمام مسامع الزبائن الذين يحضرون لشراء النبيذ الذي يقوم بتصنيعه وفق الطريقة التقليدية.

سناك سوري-رهان حبيب

“عبد الملك” اختبر تصنيع نبيذ التفاح والرمان والتوت الشامي وجوز الهند بنكهته الرائعة وآخر التجارب كانت نبيذ العنب التي استمرت وتحولت إلى مشروع رابح. فقد خصص وقتا للتجربة وفي عام 2012 فكر بتصنيع الكمية التي يحتاجها بشكل شخصي، كما قال لـ”سناك سوري”.

المهندس اشترى كمية بسيطة لا تزيد عن 50 كغ من العنب للتجربة، وأخذ يجمع معلومات عبر الإنترنت لطرق التصنيع الصحيحة. والاستفادة من معلومات المجتمع عن المادة التي تنتج منزليا.

الكمية القليلة التي صنعها وقدمها لأصدقائه وأقاربه لتذوقها، أظهرت سلاسة المنتج وجودته وأخذ يطور التجربة بزيادة كميات العنب لتصنيع النبيذ المعتق.

اقرأ أيضاً: “ربيع الجباعي”.. لايحرق الخشب بل يعتق فيه النبيذ

يقول “عبد الملك” لـ”سناك سوري”، إن «الطريقة التقليدية شبه معروفة للجميع لكن كيفية الحصول على نبيذ قابل للتعتيق وبجودة عالية كانت فكرتي. بعد إنتاج أول كمية مناسبة بشهادة من تذوقها ولتطوير الفكرة بدأت القراءة بالاعتماد على تمكني باللغة الإنكليزية والاختبار. واستعنت بصديق للحصول على كتاب تخصصي من دولة مجاورة للتعلم على تفاصيل الصناعة التي جربتها بصناعة نبيذ الفواكه إلى جانب الاستفادة من الانترنت والحصول على أجهزة اختبار لدراسة نسبة الحلاوة والكثافة عندما أخذ مشروعي يتحول إلى الإنتاج واعتمدت عليه مادياً».

“عبد الملك” كانت فرحته كبيرة عندما تعاقد معه مطعم كبير من مطاعم المدينة على شراء 96 زجاجة من نبيذه المعتق وأضاع الدرج بعد أن طلب منه المطعم شراء كامل انتاجه من النبيذ المز المعتق. بمعدات بسيطة ومنزلية لرغبة صناعة النبيذ الذي يحب ارتشافه بهدوء وسلاسة وبات يوزع على عدة مطاعم منذ العام 2015 لغاية هذا التاريخ والدائرة باتساع وفق حديثه.

ويضيف: «النبيذ من المنتجات الزراعية المنزلية الحساسة جداً ولإنتاجها وتعتيقها نحتاج لسلسة طويلة من المراحل تبدأ بالغسيل والتنقية والفرط والهرس. فالعنب الأبيض يهرس مباشرة ويؤخذ منه العصير مباشرة والعنب الأحمر يهرس ويتم التخمير المفتوح لفترة معينة ويؤخذ العصير إلى براميل مقفلة مع تنفيسة لغاز ثاني أكسيد الكربون الكربون. إلى مراحل تصفية ومعاينة وترقيد ومن بعدها التعتيق من 40 إلى 50 يوما ومن بعدها التعتيق لسنوات».

المهندس صمم مشروعه في وقت يشهد كثافة بالمنتجين كونها صناعة تقليدية لكنه حرص على التطوير باعتماد مقياس الكثافة ومعالجة العصير في المراحل المختلفة وقدم المنتج لمتذوق عالمي زاره في السويداء وحصل على شهادة تقييم عالية خولته لتحديد السعر المناسب للعبوة التي زينها بملصق باسم “هبتايا” الشخصية التاريخية التي تأثر بقصتها.

معاناة العمل وفق “عبد الملك” لا تقف عند فكرة  الجهد وكِلف العمل بل بشروط الترخيص التي تفرض الحاجة لمنشأة كبيرة وسأل لماذا لا يتم استثناء هذا الشرط كون النبيذ صناعة منزلية تقليدية بالمجمل.

“عبد الملك” استجر هذا العام ٧ طن من العنب ويخطط للاتفاق مع مزارعين لأنواع العنب التي يحتاجها وأمامه مشوار طويل للحصول على معدات إضافية، وخزانات كروم لكنه واثق أنه قادر على تقديم منتج معتق قابل للتصريف ومطلوب داخل المحافظة وخارجها وله زبائنه الذين يقدرون قيمة منتجه.

اقرأ أيضاً: النبيذ عبر تاريخ سورية _حسان يونس

زر الذهاب إلى الأعلى