الرئيسيةحكي شارع

“عبد الباسط سيدا” يكتب عن مناطق التقسيم غير الرسمي

تقسيم غير رسمي ملامحه شبه واضحة للجميع

سناك سوري – متابعات

يفتح “عبد الباسط سيدا” المختص بالحضارات القديمة، الباب على شكل الخريطة السورية الحالية التي على ما يبدو يستحي العاملين والفاعلين بحدودها وجغرافيتها إيضاحها لأسباب لم تعد خافية على أحد. خاصة بعد أن بدأ اللاعبون الكبار بتصفية الفصائل المعارضة، أو تحييدها وجعلها أداة لإكمال التقسيم وتثبيته.

وكتب في صحيفة “الحياة” رؤيته عن ذلك قائلاً: «بدأنا نقترب من مرحلة تثبيت أحجار حدود مناطق النفوذ التي ستكون على الأغلب مشاريع لتقسيم غير رسمي لسورية بين كيانات، أو أقاليم عدة، باتت ملامحها شبه واضحة سواء في الجنوب، أم في القسم الغربي، أم الشمالي الغربي، وأخيراً في الشمال الشرقي. ويبدو أن التوافقات قد تمت على الإطار العام لخطة ما زالت في حكم المجهول بالنسبة للسوريين. غير أن متابعة التطورات والتصريحات والتموضعات، توحي بوجود صيغة من صيغ التفاهم والتكامل بين مختلف الأطراف. فما جرى في “الغوطة الشرقية”، وما يجري راهناً في “القلمون” وجنوب “دمشق”، ليس بعيداً عما جرى في منطقة “عفرين”، وربما عما سيجري في “إدلب”، وريف كل من “حماة”، و”حلب”».
وأضاف واصفاً الترتيبات الجارية في الشمال والجنوب: «الترتيبات التي تجري في منطقة “شرق الفرات”، والتصريحات الأميركية المتلاحقة المتباينة بخصوص الانسحاب والتريث، والحديث عن إدخال “قوات عربية” إلى المنطقة الشرقية، والصمت المتفق عليه حول المنطقة الجنوبية التي لا يمكن ترتيب أمورها بمعزل عن تفاهم “أميركي- روسي- إسرائيلي- أردني”».
ويستند “سيدا” الذي استلم سابقاً رئاسة “المجلس الوطني السوري” المعارض إلى تصريحات السياسيين في هذا المجال، «مثل بعض التصريحات الروسية ذات العلاقة باحتمالية “تقسيم سوريا” التي تطفو على السطح من حين إلى آخر، وربما أهمها التصريح الأخير لنائب وزير الخارجية الروسي “سيرغي ريابكوف”. وكذلك ما صدر عن “دي ميستورا” في مناسبات عدة، وهي تصريحات أعطت انطباعاً بأن خيار التقسيم ليس مستبعداً، لا سيما في ظل أجواء عدم وجود إرادة دولية حقيقية لمعالجة الموضوع السوري».

اقرأ أيضاً “سيدا”: لا حل يلوح في الأفق … وقبل سبع سنوات توقعنا أن النهاية سريعة

ويؤكد “سيدا” على المناطق الأكثر سهولة التي لا مشكلة فيها من ناحية التقسيم كما في منطقتي الشمال الغربي والجنوب، على عكس المنطقة الأوسع في القسم الغربي من “سوريا” التي ستتقاسمها الحكومة مع “روسيا”، و”إيران”. وأضاف: «بالنسبة إلى كل من “روسيا” و”إيران”، فلكل طرف أهدافه، التي قد تتقاطع حيناً بصورة مرحلية، ولكنها على المدى البعيد متفارقة. فروسيا تريد عبر “سوريا” حضوراً قوياً في “الشرق الأوسط”. وبناء العلاقات مع القوى الإقليمية الأخرى، مثل “تركيا”، و”إسرائيل”، و”السعودية”، و”مصر”، الأمر الذي سيتعارض عاجلاً أم آجلاً مع المشروع الإيراني».
وبخصوص “الكرد”، أو المنطقة الشمالية الشرقية، الخاضعة للنفوذ الأميركي، التي تتم بالتنسيق مع “قسد” فأكد “سيدا”: «أن هي الأخرى لم تتبلور ملامحها النهائية بعد. ولكن الذي يُستشف من السياسات والتصريحات الأميركية هو أنها لن تكون منطقة لمشروع دولة “كردية” كما يُروج لها. فالمنطقة في الأساس مختلطة، وقد تراجع فيها الوجود الكردي نتيجة الهجرة الواسعة، وهذا معناه أن أي “مشروع أميركي” في المنطقة سيعتمد على صيغة من العلاقة الإدارية بين المناطق الكردية في شمال “الجزيرة السورية” وصولاً إلى “كوباني”/ عين العرب، والعربية السنية جنوباً. الأمر الذي ربما يطمئن “تركيا”، وهو ما يفسر المطالبة الأميركية بقدوم “قوات عربية”. وقد تُعتمد صيغة مشابهة في “العراق” أيضاً على صعيد العلاقة بين الكرد والعرب السنة، وذلك في إطار عملية إعادة هيكلة شاملة للمنطقة على صعيد الكيانات والعلاقات في ما بينها، والمعادلات التوازنية، وضبط عملية ترسيم الحدود الجديدة، وقواعد التعامل».
بغض النظر عن صحة ما ذهب إليه الكاتب والسياسي “عبد الباسط سيدا”، والذي كان في صفوف المعارضة السياسية وقياداتها منذ بدء الأحداث في العام 2011، يدرك السوريين وإن بدرجات متفاوتة أن اللاعبين الكبار يقسموا بلادهم إلى مناطق نفوذ لأهداف تهم مصالحهم، غير أن هؤلاء السوريون يطمحون لمعجزة في التوحد من جديد (تحت سقف وطن واحد) على أمل أنه ما زال هناك متسع للمعجزات.

اقرأ أيضاً “رضوان زيادة” يبحث عن سيناريوهات المستقبل السوري بعد الغوطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى