الرئيسيةسناك ساخر

عالبساطة للصبوحة.. حين نحوّلها لعملية حسابية في سوريا

بالورقة والقلم.. كلفة البساطة بأغنية الصبوحة تجاوزت 4 مليون ليرة سورية

تجاوزت أغنية “عالبساطة” للفنانة اللبنانية “صباح”، كونها مجرد تعبير عن رأي فتاة أرادت إيصال مشاعرها وتسهيل الحياة المشتركة مع حبيبها. لتتحول عند أخرى لعملية حسابية أحبت أن تكتشف ما تكلفة هذا النمط المعيشي “البسيط”.

سناك سوري _ عالبساطة

تمكن إحساس “الصبوحة” من الوصول إلى قلب من أهدته أغنيتها، أي الفنان المصري “فريد شوقي” خلال فيلم “أهلاً بالحب”.

ولأننا بتنا نميل لمعرفة ما وراء الستار دوماً، بدأنا التدقيق بكلمات الأغنية للمؤلف “ميشيل طعمة” وألحان “سهيل عرفة”.  ومفرداتها العفوية السلسة الهادفة لإحياء الحب فقط.

ومن “سوريا” ولأجل الحب و الكثير من الواقع معه، عذراً لروحك أيتها الشحرورة فبساطتك هي نوع من الترف حالياً. والأرقام بتشهد.

موعد مع الأرقام

عندما رددت الصبوحة “غديني جبنة وزيتون وتعشيني بطاطا”، يحين موعد حساب وجبة الغداء، فقد وصل سعر كيلو الجبن من 18 ألف إلى 25 ألف ليرة سورية. وواحد كيلو من الزيتون الأخضر المخلل بلغ قرابة 10 آلاف ليرة سورية. (مارح نقرب عالعيطون ورح التزم بالكلمات).

وفي حال اكتفيتما بالكمية هذه لمدة أسبوع، فخلال الشهر الواحد ستحتاجون إلى 120 ألف ل.س ثمن وجبات الغداء. (أكتر من راتب الموظف بنتفة). وبالانتقال للبطاطا على العشاء، فلنفترض أنكما تحتاجان إلى 6 كيلو شهرياً بسعر 2000 ليرة للكيلو. يعني 12 ألف ليرة.

تطيب الحياة حسب الأغنية بجانب أبو الدراويش”، وقالت له “الصبوحة” (تعيشني بغرفة صغيرة، مافيها غير حصيرة). وهنا وجب الوقوف طويلاً طويلاً طويلاً.

سأل أحد العاملين بمجال البناء عن تكلفة بناء الغرفة ولو أردنا أن تكون بحجم 4*4 المعتاد (وجاءني الرد التالي)، أن تحتاج ما يقارب 500 بلوكة والتي يبلغ ثمن الواحدة منها 1500 ل.س. بكلفة نهائية 750 ألف ليرة سورية.

وأخبرني أيضاً أن بناءها يحتاج قرابة 30 كيس من الإسمنت وربما أكثر، والذي وصل ثمن الكيس الواحد منه إلى نحو 30 ألف. أي 900 ألف ل.س كحد أدنى.

ويبلغ أجار اليد العاملة بالساعة الواحدة 5 آلاف ل.س سورية، وعن عدد ساعات العمل تبلغ باليوم الواحد 5 ساعات أي 25 ألف لكل عامل.

ولأنه استرسل بالتفاصيل قلت له: «معلش بعد إذنك نتيجة نهائية»، لينهي حديثه مع تمديدات الكهرباء والدهان والبلاط. وكرقم شبه مؤكد حوالي 4 مليون ليرة سورية. (يعني حق بيت من 12 سنة).

لم تطمع تلك العاشقة بالأغنية بأثاث منزلي ولم تكن متطلبة، يقيها حنان محبوبها من الحر والبرد. لتطالبه فقط “بحصيرة”. والتي يبلغ قيمة المتر الواحد منها حالياً 22 ألف ل.س. ولمثل تلك الغرفة تحتاج مترين أي 44 ل.س.

حان موعد الحساب

وما كان مني إلا أن أحضر الورقة والقلم لأبدأ عملية الحساب ما بين حيط وأكل وحصيرة، تصل قيمة البساطة التي نطرب لها صباحاً. 4 مليون و172 ألف ليرة سورية بالحد الأدنى. (لو فرضنا ما احتاجو زيارة دكتور وأدوية نظراً لقلة العناصر الغذائية والاكتفاء بالحب).

صدحت الشحرورة ماقبل المقطع الأخير بموال أغنته بحة صوتها «قالوا السعد بقصوري ومالي، وبخزناتي الذهب طافح ومالي، ولما طل محبوبي ومالي، عشقت الفقر كرمال الحّباب».

ولك مني الرد تعديلاً بما يناسب واقعنا «قالوا الفقر عنا طافح ومالي، وبالصاغة الذهب عنا طالع بالعلالي العلالي. ولما يمر نهارنا عادي وبالليالي،تجينا القرارات عن أبو جنب».

زر الذهاب إلى الأعلى