الرئيسيةشباب ومجتمع

طلاب من ذوي الاحتياجات الخاصة يخوضون امتحانات الإعدادية ويحلمون بالجامعة

الطالب ابراهيم: كلمة معاق ظلم كبير

من قرية “زيزون” المحتمية بوادي اليرموك، قدم الشاب “إبراهيم ذياب” من ذوي الاحتياجات الخاصة، إلى مدينة “درعا”، ليتقدم لامتحان شهادة التعليم الاساسي، متغلبا على فقدانه البصر، بعد تعرضه لإصابة بلغم من مخلفات الحرب، أفقده يده اليمنى أيضاً.

سناك سوري-هيثم علي

الطالب إبراهيم ذياب-سناك سوري

يقول “الذياب”، لـ”سناك سوري”، إن ذوي الاحتياجات الخاصة، ليسوا فئة من الناس تستجدي الشفقة، وكثير منهم أظهروا قدرات استثنائية في التغلب على ما يعانونه، والمضي قدماً في الحياة العلمية والعملية، وأضاف أنه يتطلع للحصول على الشهادة الإعدادية، وبعدها الثانوية، ولاحقا الجامعة.

ومثله الشابة “رغد مصعب”، التي تعاني من ضعف شديد في البصر، إلا أنها لم تستسلم، وتابعت دراستها وتحلم بالوصول إلى الجامعة والتفوق ولتكون الأولى على دفعتها.

“رغد” و”إبراهيم”، والكثير من الطلاب يحاولون التغلب على أمور خارجة عن إرادتهم والتي أصابتهم بفعل الحرب أو القدر، تواجدوا في المركز الصحي الخاص بهم، لتقديم امتحانات الشهادة الإعدادية، محملين بدافع النجاح والوصول لتحقيق الأحلام والطموحات.

اقرأ أيضاً: سوريا: صف نموذجي يساعد التلاميذ ذوي الاحتياجات الخاصة على تجاوز صعوبات التعلم

الطالب عامر الصالح-سناك سوري
الطالب عامر الصالح-سناك سوري

فـ”عامر صالح الصالح”، الذي يعاني من ضمور في الدماغ، حولّ إصابته إلى مصدر للطاقة والتحدي، وها هو اليوم يتقدم للامتحانات بثقة عالية، كما يقول ويضيف: «أنا فخور بنفسي كثيراً رغم كل الصعوبات الموجودة، واعتبر ما حققته إنجاز لي على الصعيد الشخصي، بفضل متابعة عائلتي وخصوصا والدي الذي لا يتركني، حيث يترك عمله في سوق الخضار ليكون بجانبي ويعطيني القوة والارادة».

ولا تختلف تجربة “حسين الحريري”، الذي ولد مع مرض وراثي أدى إلى ضعف شديد في البصر، عن تجارب زملائه، وقال إنه ومنذ طفولته تفهم أنه لن يعيش حياة عادية، ويضيف أن أكثر ما يكرهه لفظ كلمة “معاق”، التي يرى فيها ظلما كبيرا له ولكل من في حالته.

ويضيف الطالب الذي يخوض امتحانات الشهادة الإعدادية، أن حالتهم تتطلب منهم العمل بشكل مضاعف وبالتأكيد ستكون النتيجة التفوق على الجميع.

الطالب حسين الحريري-سناك سوري
الطالب حسين الحريري-سناك سوري

ورغم أن المرض سلب من “إبراهيم الجاموس”، القدرة على الحركة، إلا أنه يؤكد أنه طالما يمتلك عقلاً، فإن مسألة الحركة تبقى ثانوية مقارنة بنعمة الفكر، كما يقول ويضيف: «رفضت أن أبقى حبيس المنزل، وأبقى على تواصل مع العالم الخارجي، بكل ما أستطيع من قوة، واتخذت قراري بالنجاح، فأنا أؤمن أن الاعاقة هي إعاقة العقل».

يذكر أن 104 طلاب من ذوي الاحتياجات الخاصة، تقدموا لامتحانات الشهادة الإعدادية في محافظة “درعا”، كما يقول مدير التربية فيها، “منهل العمارين”، مضيفاً أنهم قدموا لهم كل ما يلزم ليخوضوا امتحاناتهم بالشكل المطلوب.

اقرأ أيضاً: رياضي سوري من ذوي الاحتياجات الخاصة يحقق برونزية آسيا “للأصحاء”

زر الذهاب إلى الأعلى