الرئيسيةسوريا الجميلة

“سوريا”.. مُدرستان تتعاونان مع الأهالي لصنع نشاط مختلف في المدرسة

“فاتن السعدي” و”رنا بيطار” طبقتا نشاط المناهج الحديثة رغم انعدام التجهيزات وصنعنّ شيئاً من لا شيء.. الأطفال كانوا مسرورين جداً

سناك سوري-اللاذقية

لم تكن تدرك مُعلمة الصف الأول الابتدائي “فاتن السعدي” أن اقتراحها تطبيق أحد الأنشطة الصفية في كتاب العلوم، سيلاقي تعاوناً كبيراً من الأهالي الذين أرسلوا المراويل وبعض المستلزمات مع أطفالهم، في محاولة منهم بالتعاون مع المعلمة لخلق نشاط تفاعلي مختلف عن التلقين النظري المستمر في مدارسنا.

المعلمة فاتن السعدي مع الطلاب
المعلمة فاتن السعدي مع الطلاب

شارك أطفال الشعبة الأولى من الصف الأول في مدرسة “الحسين بن علي” في “اللاذقية” بنشاط إطعام الطيور وصنعوا كرات طعام لهم، وكان ختامها مسك مع صنع البيتزا وتوزيعها على الطلاب وحتى إرسال بعضها إلى الأهالي ليتذوقوا شيئاً من فرح أطفالهم في نشاطهم الصفي.

تقول “السعدي” لـ”سناك سوري”: «الأهالي كانوا متعاونين جداً مع الاقتراح الذي تركته لهم عبر مجموعة الواتساب المشتركة معهم، جميعهم يريدون إخراج أطفالهم من الإطار النظري إلى الأنشطة التفاعلية الهامة جداً لبناء شخصية الطفل».

الهدف من النشاط كما تقول المُعلمة كان تعليم الأطفال التعاون والتشارك بالإضافة إلى المحبة والألفة فيما بينهم، مضيفة أن المدارس تحتاج قاعة مدرسية خاصة لمثل هذه الأنشطة التي تحفل بها المناهج الحديثة، لكن للأسف ماتزال المدارس غير جاهزة.

بالنسبة للمواد التي احتاجها الطلاب، فقد أحضر كل منهم غرضاً ما وذلك عبر اتفاق مسبق، حسب السعدي: «حضرت في المنزل حشوة البيتزا التي اتفقت مع زميلتي رنا بيطار على إنجازها ومكافأة الطلاب بها بعد انتهاء النشاط، والفرن تبرعت إحدى الأمهات بإحضاره ومن ثم أعدناه لها في نهاية الأمر».

اقرأ أيضاً: سوريا: مدارس حكومية تستخدم المسرح والغناء في تحفيز الطلاب على تعلم لغة أجنبية

النشاط الذي حاز على تفاعل كبير من طلاب الصف الأول، كان يحتاج وقتاً وجهداً كبيراً ولم يكن ليتحقق لولا مشاركة معلمة العربي “رنا بيطار” الأعمال مع “السعدي” كما تقول الأخيرة، التي أظهرت امتناناً كبيراً لزميلتها ولكل الأمهات اللواتي ساهمنّ بإنجاح النشاط، تضيف: «لم أشعر بالتعب إلا حين عودتي إلى المنزل، كان الأمر مرهقاً لكنه استحق فعلاً».

مجموعة الواتساب لمشاركة مشاكل الطلاب بين المدرسة والأهل

الطلاب فرحون بصنع طعام الطيور

تقول “السعدي” إن الهدف من مجموعة الواتساب التي تضم كل أمهات الطلاب، هو للتواصل الدائم ومشاركة مشاكل الطلاب الصغار بين المُعلمة والأم ليتثنى حلها بطريقة أسلس، ما يجعل الطفل أكثر انفتاحاً على المدرسة والتعليم.

تضيف: «المجموعة أيضاً تتيح للأمهات التعرف على بعضهن البعض، والإجابة على أي استفسار لديهن بطريقة سهلة ومريحة وغير مكلفة، كما أننا نقوم بتحميل صور وفيديوهات الأنشطة التي نقوم بها في المدرسة على المجموعة لترى الأمهات ما يفعله أطفالهنّ في المدرسة».

في هذه التجربة تذهب المعلمات بعيداً في مفهوم المدرسة وعلاقتها مع أسرة التلاميذ، كما أنهن يلتزمن بحداثة المناهج وغاية تحديثها على أمل أن تتكرر هذه التجربة في المدرسة وتجد طريقها إلى مختلف المدارس بدعم من التربية.

اقرأ أيضاً: “دروس المتابعة” تقضي على عملية التعلم.. حشو صباحي ومسائي وتلقين ببغائي

المعلمتان فاتن السعدي ورنا بيطار
أطفال مندمجون في النشاط الصفي
ختامها مسك مع البيتزا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى