الرئيسيةسناك ساخر

أنت كسوري قدي ممكن تلقى “دعك”.. (ابيضيت ولا لسه؟)-رحاب تامر

بعض السوريين هالأيام صاير فيهن متل “الهامستر”.. التنين بيركضوا بدائرة مفرغة والتنين في حدا بيضحك عليهن وهات يا ركض!

سناك سوري-رحاب تامر

أنت كسوري قدي ممكن تلقى دعك؟، أسأل نفسي مع بداية كل صباح هذا السؤال، لتعقبه إجابة “فالوجية”: «على قد ما هالرب دخيلو بيبعت ضغط»، ثم أنتقل إلى الأسئلة الوجودية مباشرة، هل الرب هو المسؤول حقاً؟.

أطرد تلك الأسئلة بسرعة من فكري “دي الحيطان ليها ودان”، الرب يسامح فهو “غفور رحيم”، لكن من تتجه إليه إيماءاتي الجريئة قد لا يسامح أبداً وأنا في غنىً شديد عن شر قادم!.

المواطن السوري هذه الأيام يتفوق على “الهامستر” الذي لا أحبه وليعذرني جماعة الرفق بالحيوان، ببساطة لست من النوع الذي يحبذ اقتنائها في المنزل، ببساطة أكثر أشعر بالقرف حيالها “وسامحونا”، هو القرف الذي يرافقني حديثاً تجاه العديد من الأشخاص والتصريحات وربما كليهما معاً!.

“الهامستر” يركض في دائرة لا بداية لها لا نهاية، وهو موقف يرسم الضحكة على وجوه الأطفال “بليدون حقاً، ومرة تانية سامحونا مزاجي الآن يريد أن يسمي الأشياء بمسمياتها”، ومثل “الهامستر” أنا كمواطن سوري، يبدأ نهاره بالركض خلف الأطفال، وينتقل للركض في العمل، ويعود للركض في المنزل، وينام ليلاً وهو يركض في حلمه عله يصل لمكان ما يريده حقاً.

اقرأ أيضاً: مشاعر مغرضة “لا تفهمونا غلط”! – رحاب تامر

الركض عملياً، يرضعه المواطن السوري من ثدي أمه منذ الشهقة الأولى، لحظة واحدة لا يركض فيها هي لحظة نزوله من رحم والدته، ربما يدرك أن الركض آتٍ لا محالة، فليستمتع قليلاً برفض الخروج من دفئه الأخير ذاك!.

شاهدت البارحة سيدة أعتقد أنها في السبعين من عمرها تركض خلف الباص الأخضر، بينما كنت أشجعها في سري، «يالله بسرعة، لسه شوي، ها وصلتي، يس يس وصلتي، مبروك نصرك يا حجة».

علت وجهي ابتسامة رضا، تصادف أنها ارتسمت بينما كنت أنظر من غير وعي إلى شاب أربعيني قبالتي في باص أخضر آخر، سرعان ما ركض نحوي، لا طاقة لي على الكلام يا هذا، قلت في نفسي وأنا أرفع في وجهه بنصري الأيسر، «لست متاحة وكفى»، لم يكترث سرعان ما عاودت عيناه الركض لتلتقي بضحية أخرى!.

وقبل ذلك مررت بالباص الأخضر صاحب الجولات الطويلة، من أمام مركز لتوزيع المساعدات الإنسانية، كان الجميع يركض، وبعضهم خرج بخطى خفيفة احتفالاً بانتهاء جولة الركض منتصراً بعد أن حصل على زيت وأرز من النوعية العاشرة، وبعض معلبات الفول!.

اقرأ أيضاً: ليلة حمراء ! – رحاب تامر

المسؤول أيضاً يركض، لا تستغربوا شاهدوهم حين يكونون مجتمعين وتأتي وسائل الإعلام الأجنبية والعربية التي يتواجد مراسلوها في البلاد، يبدأون الركض علّ الكاميرا ترصدهم، (يعني حتى لو الغاية مختلفة بس الجماعة عميركضوا متلن متل أي مواطن سوري تاني).

قفز “الهامستر” إلى ذهني مجدداً، ربما كان الأخير يشكل دائرة جميلة للقفز والركض من غير بداية ولا نهاية، جو مثالي لكل “هامستر” باحث عن فضاء ما!، الأفكار هي الأخرى تركض مثلنا، هائمة لا تدرك وجهتها مثلنا أيضاً!.

الحياة التي تقضيها راكضاً، لا تسمح لك غالباً لتقف وتفكر لماذا تركض؟، وهو ما يناسب الحكومة تماماً، لذلك تجدها تدفعنا للركض، وتسمح لنا بالتوقف فقط عند احتفال النصر، لكننا دون أن ندرك مدفوعين بـ”الدعك” ودون أن ندرك نبدأ بالركض مجدداً نحو حلقات الدبكة، (وعالمشفى يا بو فهد).

اقرأ أيضاً: رومنسية سيدة سورية.. هذا ما أحلم به!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى