الرئيسيةيوميات مواطن

سوريا: السيول تدمر 130 منزلاً وتهجر 450 عائلة.. والنفط يجري مع المياه

نداءات استغاثة عاجلة… الأرصاد تؤكد الأمطار مستمرة حتى نهاية الأسبوع الجاري.. واجتماع طارئ لمجلس المحافظة

سناك سوري – عبد العظيم العبد الله

ترك “حسين الخليل” من أهالي قرية “الحنوة” بريف “تل حميس” منزله بكل ما فيه من أدوات وملابس ومواد، لينقذ زوجته وأطفاله الخمسة، من السيول الجارفة التي وصلت القرية.

“الخليل” لم يكن الوحيد فقد فر معه جميع أهالي القرية بحثاً عن مكانٍ أكثر أمناً،  معه أكثر من 1200 شخصاً، فرارٌ لم يخلُ من الصعوبات والمشقة، فمنهم من عبر سيراً على الأقدام ومنهم من ركب على ظهر الجرار بالعشرات فوق بعضم بعضاً، قاصدين منازل أقربائهم أو معارفهم في “تل حميس، القامشلي، القحطانية، ومدن أبعد”.

نزوح أهالي “الحنوة” هو الثاني مع اختلاف السبب، فقد سبق لهم أن شهدوا معاناة النزوح التي لم يكونوا يريدون تكرارها، وذلك عندما هاجمت فصائل مسلحة (تكفيرية) مناطقهم وحولتها إلى ساحة حرب، لكنهم عادوا إليها مؤخراً وأعادوا بنائها من جديد في محاولة منهم لبث الروح فيها وتفعيل دورة الحياة لكن السيول عادت لتنبش الجراح من جديد، وتهدم المنازل الطينية وتودي بحياة طفل وامرأة على أقل تقدير، ناهيكم عن الإصابات الأخرى التي تم نقلها إلى مشفى القامشلي.

المدارس فتحت ابوابها لاستقبال النازحين من ريف “تل حميس” وامتلئت مدرستا “زهدي سلمو وسليمان سليمان” بالزوار النازحين، وبحسب “خالد الشهاب” وهو من اللجان الأهلية لقرية “غسان” النازحة أيضاً فإن الخسائر كبيرة، يقول “الشهاب” لـ سناك سوري:«هناك أضرار مادية كبيرة على قرى الريف، خاصة في ريف تل حميس الجنوبي بسبب فيضان نهر الجراحي، حيث تهدم أكثر من 130 منزلاً، إضافة لنزوح قرابة 450 عائلة من قرى “الحنوة، الجيسي الأولى والجيسي الثانية، الواوية، خربة عمر، غسان”، وهم الآن في مدارس تحولت لمراكز إيواء مؤقتة لهم وهي غير مجهزة، كما أن غالبيتهم مصابون حالياً بأمراض صدرية نتيجة البرد الذي تعرضوا له، ونحتاج للأغطية ومواد غذائية، وفراش للنوم، الجو بارد جداً، والأمطار مستمرة لإشعار آخر، وقرى كثيرة تحتاج لدعم فوري حتى لا تغرق مثل قرانا، ونشيد بموقف الأهالي في تقديم موادهم وأغطيتهم وفراشهم لمن يقيم في المدارس».

الأهالي اشتكوا قلة الدعم وضعف الاستجابة من المنظمات الدولية والجهات المعنية، بدوره مجلس المحافظة اجتمع بحضور المحافظ وأعلن الاستنفار لمتابعة الواقع ميدانياً وتأمين المتطلبات الضرورية، وقال مدير الشؤون الاجتماعية والعمل في الحسكة “عصام الحسين” لـ سناك سوري: «تم تجهيز 2500 حصة غذائية، مع أفرشة وأغطية للأسر التي نزحت في بلدات اليعربية وتل حميس وتل براك بمحافظة الحسكة، بالإضافة إلى إرسال 3 آليات كبيرة، لتقيم سواتر ترابية أمام عدد من القرى في ريف “تل حميس”، وعدم السماح للسيول بالوصول للمنازل، العائق الوحيد أمامنا استمرار غزارة الأمطار على المنطقة، وعدم قدرة الآليات على تجهيز السواتر بشكل مطلوب، سنبقى مع المواطنين وسنكون معهم حتى تأمين ما يلزم لهم ومهما كان العدد كبيراً».

المعاناة تضاعفت مع تلوث مياه السيول بالنفط نتيجة خروج بئر في بلدة “معبدة” عن الخدمة وجريان النفط في شوارع وأحياء البلدة.

مصدر من الأرصاد الجوية أكد لسناك سوري أن الأمطار مستمرة على المنطقة حتى نهاية الأسبوع الجاري، ومن المتوقع أن تكون بداية شهر نيسان أيضاً حاملة لأمطار الشتاء والربيع معاً.

اقرأ أيضاً: في العاصمة ترقب للعاصفة ومخاوف من تكرار لسيناريو “غرق الشوارع” وسيول “ركن الدين”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى