الضيافة والهدايا.. عبء كبير على عوائل الطلاب الناجحين وأقاربهم
"سطل حليب" وتياب.. بتتذكروا شو الهدايا يلي حصلتوا عليها وقت نجحتوا؟

رتبت فرحة نجاح ابنها بالشهادة الإعدادية، أعباء مادية على “بشرى” 41 عاماً من “اللاذقية”، والتي اشترت شوكولا للضيافة من النوع الشعبي، كلفتها 135 ألف ليرة لنحو 4 كيلو من الشوكولا والملبس والبومبون.
سناك سوري-خاص
لن تكفي تلك الكمية لضيافة المهنئين من الجيران والأصدقاء والأقارب، تقول “بشرى” وتضيف لـ”سناك سوري”، أنها ستضطر لتجديد الكمية، إلا أنها تتمنى أن تكفيها على الأقل ريثما تحصل على راتبها نهاية الأسبوع الجاري من وظيفتها الحكومية.
زوار محال الشوكولا في اللاذقية هذه الفترة، سيجدون الكثير من علب الضيافة الفاخرة، والتي يقبل عليها نسبة لا بأس بها من أهالي الطلاب الناجحين، مقابل شريحة أخرى لا تملك أن تشتري سوى بعض الأنواع الشعبية القليلة، يقول صاحب محل شوكولا شهير في المدينة لـ”سناك سوري” مفضلاً عدم الكشف عن اسمه، إن بعض علب الضيافة المخصصة لشخص واحد تبلغ كلفتها نحو 15000 ليرة، وتتضمن 3 حبات شوكولا وحبة راحة واحدة وملبس بالإضافة إلى العلبة التي تبقى كذكرى من المناسبة.
اقرأ أيضاً: هدايا بابا نويل للسوريين.. رغيف خبز وفيز تكفي الكل
أمام عبء الضيافة، يلوح عبء الهدية في الأفق، قسم كبير من السوريين لم يعد يقدم الهدايا في المناسبات، والتي بات تبادلها خاصاً بالأقارب من الدرجة الأولى، أو الأصدقاء المقربين جداً، تقول “عفاف” 38 عاماً وتعمل ممرضة في أحد مشافي “اللاذقية”، إن ابن شقيقتها نجح بالثانوية مؤخراً، وقد اختارت العائلة أن تقدم مبلغ مالي له بحيث كل واحد يضع 5000 ليرة، ومن ثم يجري تقديم المبلغ له، لافتة أنهم جمعوا 60 ألف ليرة.
تعود “عفاف” بالذاكرة إلى سنين طويلة خلّت، وتتذكر كيف أنها حين نجحت في الإعدادية وحتى الثانوية تلقت العديد من الهدايا في قريتها، مثل الملابس والإكسسوارات، وحتى “الحليب” و”اللبن”، فقد كانت العادة حينها أن من يمتلك بقرة يستطيع أن يقدم حليبها كهدية أيضاً في تلك الأيام الغابرة من تسعينيات القرن الماضي.
سابقاً كانت الهدايا عبارة عن ذهب أو ملابس أو أدوات منزلية خصوصاً فناجين القهوة، لكن اليوم ثمن أقل دزينة فناجين قهوة يبلغ نحو 50 ألف ليرة، والتيشرت لا يقل عن 25 ألف ليرة بالحد الأدنى، وأما الذهب فلم يعد حتى بالإمكان التفكير به لإهدائه لدى غالبية السوريين.
يذكر أن طقس تقديم الهدايا للناجحين، طقس قديم جداً في “سوريا”، لكن اليوم تراجع كثيراً بسبب ظروف الغلاء والأوضاع الاقتصادية التي يعيشها غالبية المواطنين.
اقرأ أيضاً: سوريا.. هدايا المغتربين باتت حوالات مالية عوضاً عن العطور
