الرئيسية

سوريا: آباء يعلمون أطفالهم على حمل السلاح

الظاهرة تشكل خطراً على مستقبل الطفل وتنتهك حقوقه

سناك سوري – السويداء

انتشرت في السويداء خلال الفترة الأخيرة مشاهد لتدريب أطفال على حمل السلاح وإطلاق النار في ظل جو من التوتر والقلق تعيشه المحافظة عقب الأحداث التي شهدتها الشهر الماضي خلال هجوم عصابات داعش عليها ما أسفر عن ارتقاء مئات الضحايا الأبرياء.

تدريب الاطفال على حمل السلاح تعد انتهاكاً لحقوق الطفل وخصوصيته، ورغم تأييد البعض لها إلا أن الدراسات والأبحاث المتعلقة بالأطفال تشير إلى أن هذا الفعل يؤثر على حياة الطفل ومستقبله أيضاً.

يقول “شادي صعب” وهو ناشط مدني في محافظة السويداء لـ سناك سوري: «عناصر المجموعات الرديفة التي واجهت داعش ونجت من الموت يعتقدون أن تعليم أبنائهم من كلا الجنيسين حمل السلاح واستخدامه جزء من المعارف التي ينبغي تزويدهم بها خلال المرحلة الراهنة، وهم يجدون لذلك الذرائع منطلقين من هول الأحداث التي شهدتها المحافظة».

اقرأ أيضاً “مشاجرة بالرصاص الحي” تودي بحياة ثلاثة مدنيين وعدد من الجرحى في “السويداء”

يضيف “صعب”: الآباء لا يكتفون عند هذا الحد بل يقومون باصطحاب الأطفال معهم إلى الحواجز أثناء المناوبات الليلية والزيارات التفقدية لخطوط الاشتباك وحتى نقل الذخائر.

“صعب” ينظر بعين الخوف والريبة من هذه الظواهر التي تمتد لاستغلال الأطفال في مواقف معينة حيث يتم تحميلهم السلاح لإطلاق الرصاص في مواكب التشيع وإطلاق شعارت معينة غالبا ًماتكون دينية أو طائفية أو عائلية أو حزبية أو إيديولوجية!.

نشر الفيدوهات يشعر الآباء بالفخر وإثبات الوجود، فهم يعتبرون حسب زعمهم أن الطفل ابن بيئته ومنخرط فيها، فيحزن لحزنهم ويفرح لفرحهم وإذا كانوا يستخدمون السلاح لإظهار ما يشعرون به، فلا ضير أن يتعلم الأطفال أيضاً بعمر صغيرة كيفية مشاركة أهاليهم ذلك، متجاهلين التأثيرات السلبية التي يمكن أن تحدث، والأخبار التي ترد عن مشكلات تسبب بها السلاح المكشوف في المنزل.

ويختم “صعب” الذي حذر من تنامي هذه الظاهرةبالقول في حديثه لـ سناك سوري: «من وجهة نظري أياً يكن السبب الذي يدفع الأهل إلى تعليم أطفالهم حمل السلاح، فإن النتيجة واحدة، فالطفل الذي اعتاد سلوك العنف والعدوان قد يشكل يوماً ما خطراً على المجتمع، ويصبح بدوره فاعلاً في نشر ثقافة حمل السلاح. لكن الأمر يزداد خطورة حين يترافق السلاح مع النعرات العنصرية والطائفية وخطاب الكراهية، لأن الطفل لا يمكن أن يحلل في عمر صغير كل ما يقال أمامه ليكوّن رأيه الخاص، بل يُقلّد الكبار ويعتمد أفكارهم وسلوكياتهم مهما كانت».

اقرأ أيضاً “السويداء”.. ناجون من هجوم “داعش” يروون تفاصيل اللحظات الأخيرة!

الناشط الإعلامي” “ريان معروف” يقول إنه ضد هذه الظاهرة، ولكنه يجد لها أسبابها الموجبة في “السويداء” خلال هذه المرحلة، وأضاف: «في ظروف الحرب يفرض على المواطنين تعليم أبنائهم على استعمال السلاح، ولكن الذي جرى في “السويداء” أظهر بشكل واضح حاجة المواطنين للأمان والابتعاد عن الخطر الذي طال الأطفال والنساء معاً لأول مرة بهذا الشكل العنيف. والإحساس بعدم وجود حماية هو أكبر دافع لتدريب الأطفال والنساء على حمل السلاح، فهؤلاء تعرضوا لانتهاكات عديدة في هجوم “داعش” من قتل وحرق وخطف وتعذيب، وبالتالي التدريب على السلاح بالنسبة لبقية أفراد المجتمع بات ضرورة. لكن من حيث المبدأ أنا ضده، فالسلاح يحتاج لوعي، واستخدامه يحمل أبعاداً خطيرة، خاصة عندما يوجه لأمور أخرى تضر بأمن واستقرار المجتمع».

وشهدت “السويداء” خلال الأشهر الماضية عدداً من حالات الانتحار والموت غير العمد بواسطة السلاح الحربي، كان غالبيتهم من اليافعين والقاصرين، أثناء استخدامهم السلاح بعيداً عن أهلهم.

فيما شهدت أيضاً المحافظة حادثتي قتل كان أبطالهما أطفال صغار قاموا بالجريمة عن عمد بسبب تواجد السلاح بين أيديهم.

بقي أن نشير إلى أن القوانين والأنظمة الدولية تمنع منعاً باتاً استخدام الأطفال في الحروب أو إشراكهم بها أو تعليمهم على الأسلحة وإطلاق النار … إلخ.

شاهد أيضاً:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى