الرئيسيةفن

حكاية المتة.. مشروب الصداقة المحبب للسوريين

للمتة أسطورة تعرف عليها..

سناك سوري – شاهر جوهر

يروى في الأساطير الغوارانيّة (إحدى شعوب أميركا اللاتينية) أن أحد الفهود حاول الانقضاض على الآلهة التي هبطت في زيارة مفاجئة للأرض، لكن شيخاً جليلاً قدّم لهم المساعدة بالتصدي لذاك الفهد، وكعربون للمحبة والصداقة كافأته الآلهة بأن أعطته مشروباً أطلقت عليه اسم “مشروب الصداقة”، والذي يعرف محلياً اليوم باسم Yerba mate أي “جيربا متة” كما في اللفظ الإسباني وهو اللفظ المتداول سوريّاً اليوم.

في أيار الفائت تمكن السوريين من إثبات سر تلك الصداقة التي ينشرها هذا المشروب في روح عشاقه، حيث سرعان ما التف عشاق المتة حول بعضهم البعض بسبب ارتفاع أسعارها المفاجئ في البلاد، فأشعلوا وسائل التواصل الاجتماعي بضرورة مقاطعة المتة لحين مقاربة سعرها مع أسعار باقي المواد ومحاسبة من سمح برفع سعرها، وقد وجدت تلك الحملة صداها بشكل كبير في المناطق الساحلية و “جبل العرب” و “حمص” و”دمشق” وهي المناطق الأكثر استهلاكاً لهذا المشروب في البلاد.

اقرأ أيضاً:حملة مقاطعة المتة.. بدل علبتين متة اشتري فروج!

مقالات ذات صلة

في العموم تعد “أمريكا الجنوبية” هي الموطن الأصلي لشجرة المتة، حيث تنتج “البرازيل” أكثر من نصف الإنتاج العالمي في حين تنتج “الأرجنتين” ثلث هذا الإنتاج، و منذ مطلع القرن الماضي عرف السوريون هذا المشروب، وبات شيئاً فشيئاً يغزو طاولاتهم ولا تحلو سهراتهم ونقاشاتهم من دونه، ويعد المهاجرون السوريون القادمون من أمريكا اللاتينية هم من نقل هذا المشروب للبلاد، حتى باتت تذكر بعض المصادر اليوم أن سوريا هي البلد الأكثر استهلاكاً له في العالم بعد دول أمريكا اللاتينية.

ومنذ بداية الألفية الجديدة، أصبحت المتة مشروباً شعبياً لشريحة كبيرة من السكان، الأمر الذي دفعها لتنشط تجاريّاً فتم إنشاء أكثر من معمل لتعبئة وتوزيع المتة في البلاد.

و للسوريين اليوم طقوس خاصة في شرب المتة، حيث يفضل شاربيها أن تكون ساخنة، إذ يضعها البعض في كؤوس تشبه الإجاصة ويتم ارتشافها عبر قصبات خاصة، وبعضهم يضيف لها منكهات أخرى كالحليب مثلاً أو الزعتر البري أو النعنع البري أو قشر الليمون والبرتقال أو البابونج، كما لا تخلوا طاولة المتة من وجود المكسرات إلى جانبها.

اقرأ أيضاً:شركة استيراد المتة تتحدى وزارة التجارة الداخلية.. مين حيغلب؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى