الرئيسيةرأي وتحليل

تفاؤل باستعادة العلاقات مع العرب وتشاؤم من التوافق الداخلي

هل يكفي التعاون الاقتصادي مع العرب لحل الأزمة السورية؟

سناك سوري _ زياد محسن

تتسارع وتيرة تطور العلاقات السورية الأردنية والتي توّجت باتصال هاتفي قبل أيام جمع الرئيس السوري “بشار الأسد” بالملك الأردني “عبد الله الثاني”.

وتتزايد زيارات الوزراء السوريين إلى “عمّان” وفي مقدمتهم وزير الكهرباء “غسان الزامل” لبحث ملف تمديد الكهرباء عبر “سوريا” وصولاً إلى “لبنان”، كما أن العاصمة الأردنية شهدت في وقتٍ اجتماعاً ضمّ “الزامل” مع نظرائه من “الأردن” و “لبنان” وحتى “مصر”.

بموازاة ذلك، كان لافتاً اجتماع وزير الخارجية السوري “فيصل المقداد” بنظيره المصري “سامح شكري” في “نيويورك” على هامش اجتماعات “الجمعية العامة للأمم المتحدة” في لقاء هو الأول من نوعه بين وزيري البلدين منذ انقطاع العلاقات قبل سنوات، ما أوحى بتقارب جديد بين “القاهرة” و”دمشق”.

بينما كانت “الإمارات” تستضيف مشاركة سورية في معرض “إكسبو دبي 2020” حضرها وزير الاقتصاد “محمد سامر الخليل” والذي بحث مع نظيره الإماراتي “عبد الله طوق” سبل تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين، علماً أن “الإمارات” كانت الأسبق بين الدول العربية في استعادة علاقاتها مع “سوريا”.

التحوّلات الجديدة في العلاقات السورية مع المحيط العربي أشاعت أجواءً من التفاؤل في الداخل السوري وإن كان مبالغاً به من قبل بعض الذين رأوا في تغريده السفارة الإماراتية لدى “دمشق” للتهنئة بمناسبة حرب “تشرين” إنجازاً هاماً.

اقرأ أيضاً: هل تلقّى الأردن ضوءاً أمريكياً أخضر للانفتاح على سوريا؟

لكن اللافت أن الحديث عن انفراج الأزمة من بوابة استعادة العلاقات مع العرب، يتجاهل أهمية أن ينبع الحل من الداخل السوري بالاعتماد على استعادة علاقات السوريين المنقسمين ببعضهم وليس فقط على استعادة العلاقة بالخارج، علماً أن الخارج ذاته -بما فيه العرب- تم تحميله منذ مطلع الأزمة مسؤولية ما يجري في البلاد، ما يثير التساؤلات حول منطقية ألّا يتم التوجّس من الخارج بدون تحصين الداخل؟

من جهة أخرى معظم الملفات التي يتم بحثها مع الدول العربية تركّز على الشق الاقتصادي، وعلى الرغم من أهمية الجانب الاقتصادي نظراً لما يعانيه الشارع السوري من تأثر للوضع المعيشي بتردّي الواقع الاقتصادي، فإن الحلول الاقتصادية لا تبدو كافية في حال لم تترافق بحلول سياسية تصل بالبلاد إلى حل نهائي يوصلها لمرحلة جديدة تتجاوز فيها سنوات الحرب العشرة.

وعلى النقيض من أجواء التفاؤل بالعلاقات مع الجوار، فإن نوعاً من التشاؤم أو أقلّه انخفاض سقف التوقعات يسبق الجولة السادسة من اجتماعات اللجنة الدستورية في “جنيف” والتي اتفق على موعدها بعد طول تفاوض في الـ 18 من تشرين الجاري.

الأمر الذي يبدو منطقياً بالقياس مع الجولات الخمس الماضية التي لم تشهد إحراز أي تقدّم ما يوحي بأن الجولة المقبلة لن تكون أفضل حالاً.

يذكر أن الداخل السوري لم يتلمّس بعد بشكل فعلي أي أثر إيجابي لتحسّن العلاقات مع المحيط العربي لكنه يدفع يومياً ثمن عدم التوافق بين الأطراف السورية.

اقرأ أيضاً: اتصال هاتفي يجمع الرئيس الأسد بالملك الأردني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى