رياضة

تجديد المنتخب..خطوة مدروسة أم وسيلة لإرضاء الشارع الرياضي؟

تجارب التجديد الأخيرة عرفت نجاحاً جزئياً..والتحضير لكأس آسيا أولوية

في مؤتمر صحفي مقتضب عقد صباح أمس في “دمشق” اختار “حسام السيد” مدرب المنتخب السوري التجديد كعنوان لمرحلة العمل القادمة في صفوف “نسور قاسيون”.

سناك سبورت – دمشق

وعلى موجة حديث المشجعين وكلام “السوشال ميديا” تكلم “السيد” عن عناصر خبرة لن يحتاجهم المنتخب حالياً وعن لاعبين وصلوا لمرحلة الإشباع الكروي وأنه لا يوجد مكان “مطوّب” للاعب ما في صفوف منتخب “سوريا”.

كلام “السيد” يفترض أنه افتتاح لمرحلة جديدة على صعيد المنتخب الأول، تعيد ذكريات 2019 حين نفذ “فجر ابراهيم” شعار “التجديد” عملياً في مرحلة الاستعداد لتصفيات المونديال، ليعود ويعتمد في أولى مراحل التصفيات تلك على الأسماء التقليدية في المنتخب.

تجديد “فجر ابراهيم” غرقَ في بحر غياب الاستراتيجية، فشعار التجديد يطبق حين يكون من المضمون للمدرب بقاءه في منصبه لعدة سنوات على الأقل، في حين غادر “إبراهيم” موقعه بعد عدة أشهر وحلّ محلّه المدرب التونسي “نبيل معلول” بفلسفة تدريبية مغايرة.

التذكير بحالة “ابراهيم” يأتي من إمكانية أن يلقى “السيد” مصير سلفه، إذ لم يحسم المدرب أو اتحاد الكرة مسألة بقائه مديراً فنياً للمنتخب أقلّه خلال بطولة كأس آسيا المقبلة.

وبما أننا ذكرنا كأس آسيا، لنتذكر أننا أمام فرصة مثالية للتحضير الجيد له بعيدا عن العبارة الكلاسيكية “ضيق الوقت أربكنا” حيث ذكر مدرب المنتخب “حسام السيد” بالأمس أن: «كأس آسيا سيقام بعد سنة وشهرين من الآن».

كأس آسيا الذي نُقلت استضافته من “الصين” إلى “قطر” كان من المقرر إقامته في حزيران 2023 في “الصين” لكن لم يصدر قرار حاسم بتحديد موعد له بعد نقل البطولة إلى “قطر” وسط تضارب في الأنباء حيال ذلك باستثناء تأكيد مدرب المنتخب السوري إقامته مطلع 2024، ما يعني أن المنتخب سيكون  أمام وقت كافٍ ومريح  للتحضير للبطولة “بالورقة والقلم”.

اقرأ أيضاً:حسام السيد يستبعد 7 لاعبين من المنتخب وقلفاط أبرز الغائبين

الاستعدادات تعني خلق مجموعة منسجمة ومتجانسة فيما بينها لتخوض مباريات ومعسكرات تحضيرية متتابعة لا أن نواجه مثلاً “فنزويلا” بتشكيلة وبعده “عمان” بتشكيلة مختلفة بنسبة كبيرة، ولا أن يشارك اللاعب في الاستعدادات طيلة العام ليعود ويستبعد قبل البطولة لترك مكانه للاعب من دفعة الجيل القديم.

“حسام السيد” كان قد أشار لتلك النقطة تحديداً حين ذكر أن العناصر التي دخلت المنتخب في 2012 واستمرت بعدها لسنوات لن يغلق الباب في وجهها لكنه سينظر في أمر تواجدها قبل النهائيات الآسيوية حسب أدائها مع أنديتها وحسب حاجة المنتخب لها.

وهنا مربط الفرس، فالتجديد ليس غاية بحد ذاتها وإنما وسيلة لتحقيق نتائج إيجابية، ومفهومه البسيط يكمن في تواجد من يستحق أن يحضر في المنتخب حسب أدائه بغض النظر عن عمره أو النادي الذي ينشط به أو السنوات التي خاضها مع المنتخب.

المطلوب ختاماً ألّا يكون التجديد مجرد شعار رفع لإرضاء المشجعين باعتباره كلمة “بياعة” لديهم، وأن استبعاد اللاعبين الكبار جاء من باب تلبية مطالب الجمهور،كما ألا ينفذ التجديد باستسهال فيأخذ معه “الصالح بالطالح” بل أن يكون الأداء وحده معياراً لتواجد اللاعب أو استبعاده من المنتخب، وأن يكون التوجّه لتخفيض المعدل العمري وتجديد شباب المنتخب خطوةً في استراتيجية متكاملة على طريق الاستعداد لتصفيات مونديال 2026.

يذكر أن عملية التجديد الأولى للمنتخب في 2012 حصدت ثماراً جيدة لاحقاً سواء في حصد بطولة غرب آسيا في العام ذاته أو في التألق بتصفيات مونديال 2018 مع التنويه إلى أن المنتخب حينها فشل في التأهل لكأس آسيا 2015، فكيف ستكون نتائج عملية التجديد الحالية؟

اقرأ أيضاً:حسام السيد يعلن افتتاح عصر التجديد في المنتخب السوري

زر الذهاب إلى الأعلى