الرئيسيةحكي شارع

“بندر عبد الحميد”.. رحيل مُضِيف الشعراء وملاذ التائهين

دمشق تودّع الشاعر و السينمائي “بندر عبد الحميد”.. سوريون: «ستبقى مضيئاً في الذاكرة»

سناك سوري – متابعات

نعى عدد من الكتّاب والفنانين السوريين، الشاعر و الناقد السينمائي “بندر عبد الحميد”، الذي غيّبه الموت عن عمر 73 عاماً، إثر نوبة قلبية تعرّض لها يوم أمس الإثنين 17 شباط 2020، وفقاً لما ذكرت وكالة “سانا” الرسمية للأنباء.

وزارة الثقافة السورية، بدورها نعت ابن مدينة الحسكة الشاعر “بندر عبد الحميد” و كتبت على صفحتها الرسمية “فيسبوك” ملخّصاً عن مسيرة حياته، ختمته بالقول «ما أشد الحزن الذي يكتنف النفوس عندما يترجّل الكبار ويختطفهم الموت، رحيل الكاتب والشاعر والناقد السينمائي الكبير “بندر عبد الحميد” يُعتبر خسارة كبيرة، يبقى العزاء أن ما خلّفه من أعمال سيكون قصة تشهد على حياة مبدع أعطى من قلبه الكثير».‎

اقرأ ايضا عمر أميرالاي أخرج طوفان في بلاد البعث ولم يشهده

العديد من محبي الشاعر الراحل عبّروا على “الإنترنت” عن حزنهم لغيابه، كيف لا و هو كان بمثابة ضمان ليستمر شعورنا بوجود السينما وصالاتها والشغف الذي لا ينبض إليها، و كتب السينمائي “علي وجيه” «رحل بندر.. هيك الاسم لحالو كفيل تعرف و تستعيد آلاف الصور والأحاديث و السكرات وآيات الجمال..بندر خسارة فاجعة بكل معنى الكلمة».

«من غرفة بندر، بأحد تفرعات شارع “العابد” وسط دمشق، في سبعينيات القرن الماضي، مرّ الشعراء جميعهم.. آخر مرة ذهبت فيها إلى غرفته التي ماعاد يسكنها منذ زمن، رأيت الباب مفتوحاً، لكن لم يكن بالغرفة أحد، فأغلقته، بعدها علمت أنه كان مسافراً وترك غرفته مفتوحة بكل ما تحتويه لمن يحتاجها»، هكذا علّق الشاعر والكاتب “منذر مصري” ابن مدينة اللاذقية على وفاة “بندر” و نشر مقطعاً صغيراً من قصيدة للشاعر الراحل، يقول فيها «و أنتَ تخُطُّ شُطآنًا ونُجومًا.. موسيقى وأسماء.. انتبِه.. انتبِه أيُّها البَريء.. كُلٌّ شيءٍ يُمزَّق.. وخلفَ ظهرِ يدِكَ.. تقِفُ وردة».

و لم يتأخر أيضاً أصدقاء الشاعر الراحل و أبناء مدينة الحسكة عن إظهار حزنهم على غيابه، منهم الكاتب “هيثم حسين” الذي سهر ليلته الأخيرة معه عام 2012، كانت ليلة دمشقية حميمة، غادر بعدها “حسين” سوريا، بينما تمسّك “عبد الحميد” بغرفته الصغيرة في دمشق.

وكتب “حسين” «بندر عبد الحميد آخر شخص ودّعته في دمشق حين غادرتها، مازحني حين توادعنا أنّه لن يغفر لي بألّا يكون أوّل من أزوره حين أعود، وعدته على أمل ذلك، وفي قرارتي خشية من ألّا أنفّذ ذاك الوعد، حدّثته قبل شهور، شعرت بأنّ أسى عميقاً كان يتخلّل صوته المُنهَك، كنت أؤجّل مهاتفته منذ أيّام، لأطمئنّ عليه، لكن هذا الرحيل المباغت بدّد الأمل بسماع صوته والاستمتاع بحديثه.. بندر عبد الحميد من أنبل وأكرم مَن عرفتهم».

ابراهيم حج عبدي والراحل بندر

الصحفي “ابراهيم حاج عبدي” نشر صورة تجمعه بالشاعر والناقد السينمائي الراحل على صفحته الرسمية “فيسبوك”، عبّر فيها عن حزنه لفراقه المفاجئ، وخذلانه من هذا الغياب الذي سرق أعز الأصدقاء، استذكر أيضاً غرفة الشاعر الراحل في شارع “العابد” التي كانت ملتقى للشعراء فيما مضى، وكتب «غرفتك بملايين الأصدقاء، في الشام على مفرق شارعي العابد والباكستان، ستبقى حسرة أبدية في القلب، و عنواناً للقاء لن يتكرر، وشم معصمك أيها البدوي الجليل، سيبقى مضيئاً وناصعاً في الذاكرة..وداعا أيها الأصيل الجميل النبيل..وداعاً بندر عبد الحميد»

اقرأ ايضا مجلة “الثقافة” قبل 87 عاماً..سوريا تتقدم الدول العربية بالتعليم

عالم “بندر” كان كملاذ للتائهين تقول الكاتبة سعاد جروس:«وقت الدنيا كانت تضيق وتصير بشعة، يخطرلي روح لبيت بندر عبد الحميد البيت اللي ما تسكر بيوم من الايام بابه ، بهالبيت كان عالم بندر الخاص جدا اللي كل شي فيه على حبته، عالم عامر بالجمال خالي من العقد ومن الغلاظة عالم من كتر ألفته ودفاه صار علامة فارقة بالشام ، ملاذ التائه وواحة المتعب واستراحة المسافر ومنبر الشاعر وملتقى المثقف».

الشاعر والناقد السينمائي “بندر عبد الحميد” ابن قرية “تل صفوك” القريبة من الحسكة ولد فيها سنة 1947، حصل على إجازة في اللغة العربية قبل أن يدرس الصحافة في “هنغاريا”، ثم ينطلق في ميدان الصحافة وكتابة الشعر والنقد السينمائي، كما عمل في مجلة “الحياة” السينمائية وهو أحد مؤسسي مجلة “آفاق” السينمائية الإلكترونية ومستشاراً للتحرير، ومن مؤلفاته الشعرية والروائية “احتفالات كانت طويلة في المساء” و”مغامرات الأصابع” ورواية “الطاحونة السوداء” وغيرها الكثير إضافة إلى كتب بحثية منها “مغامرة الفن الحديث” و”ساحرات السينما”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى