الرئيسيةسناك ساخن

بعد الهجوم على المشفى.. ليلة الحرب في السويداء وأضرار بالغة

هجوم على قيادة الشرطة وإخلاء سبيل موقوفين

عادت الحياة شبه طبيعية إلى “السويداء”، فربطات الخبز بيد الناس، والموظفين إلى أعمالهم، بعد ليلة ساخنة عاشها الأهالي في المدينة، على وقع القذائف الصاروخية والرشاشات وأصوات انفجارات ضخمة واشتباكات، ذهبت مع الليل وفي الصباح بدا الوضع كأن شيئا لم يكن، لولا آثار الاشتباكات التي بدت ظاهرة للجميع.

سناك سوري-السويداء

“جهينة” 46 عاماً، والتي تعاني من السعال منذ أسبوع، حاولت النوم عند الساعة العاشرة، لكن مع العاشرة والنصف كانت أصوات المعارك تتعالى، فنهضت تبحث عن هاتفها وتطمئن على ابنها، مطالبة إياه أن بيت ليلته هذه عند صديقه دون أن يخرج من المنزل.

أصوات الاشتباكات التي ازدادت حدتها بين الـ1 والـ2 ليلاً، أجبرت “صالح” 38 عاما على السهر في منزله بجوار “ساحة تشرين”، فأضاء الليدات واستمر في سهرته وهو يشعر باهتزاز البناء مع كل صوت قوي، وما إن هدأت الأصوات قليلاً حتى رمى نفسه على السرير منهكاً لينام قليلاً قبل النهوض للعمل، يضيف لـ”سناك سوري”: «هو إنهاك النفس قبل الجسد».

أما “نائلة” 40 عاماً، فحاولت عبثاً إقناع أولادها الـ3، بتجاهل الأصوات والنوم استعدادا للمدرسة في الصباح، فأصوات الاشتباكات غطت على صوتها، مضيفة أن أولادها رفضوا الابتعاد عنها خوفا من أن تصيب منزلهم قذيفة ما، وتابعت: «هم ناموا قليلاً، أما أنا فلم أستطع وحين بدأ الصباح خرجت لأشتري الخبز، وكان همي استطلاع الطريق إن كان آمنا لأعود وأرسلهم إلى مدارسهم».

صاحب أحد المراكز التعليمية وسط المدينة، قال لنا مفضلاً عدم الكشف عن اسمه، إنه لم يستطع الخروج إلى شرفة منزله القريبة من وسط المدينة، بل تابع أخبار الاشتباكات التي سمع أصواتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وأضاف: «تأكدت أن الأضرار ستكون كبيرة جداً، وبالفعل هذا ما شاهدته في الصباح حين ذهبت لمعاينة المركز والمحال القريبة منه».

اقرأ أيضاً: “السويداء”.. اعتصام لمحامي المدينة انتقدوا فيه “تراخي الأجهزة الأمنية”!

الاشتباكات الليلية التي جرت وسط المدينة بالقرب من ساحة الرئيس، شهدت إطلاق فصائل مسلحة النار على مبنى قيادة الشرطة والمحافظة، نتج عنها أضرار مادية، في سوق القمح وساحة الرئيس، وبالإمكان مشاهدة زجاج المحلات المحطم وبقايا قذائف وفوارغ الرصاص التي تملئ المكان، وقد داس فوقها الموظفين وكل من مر بالمكان ساعيا إلى عمله صباحا.

وبدأت المشكلة التي نتج عنها اشتباكات بين الجهات المعنية وفصائل مسلحة في “السويداء”، بعد قتل الشابين “عمران زين الدين” و”رواء مسعود” من قبل مسلحين مجهولين حاولوا سلب سيارتهم مساء الثلاثاء، وبعد إسعاف الضحايا إلى المستشفى الوطني، تجمع أقارب الضحيتين وبعضهم ينتمي إلى فصائل مسلحة، وقاموا بإطلاق الرصاص في الهواء بحرم المستشفى.

نتيجة ذلك، تدخلت كتيبة حفظ النظام، وأوقفت شخصين على خلفية إطلاق النار في ساحة المشفى، ليتطور الموقف بعد وصول العديد من عناصر الفصائل المسلحة، وانتشروا في الشوارع لتبدأ الاشتباكات بينهم وبين القوى الأمنية، وتركزت الاشتباكات وفق “السويداء 24” عند قيادة الشرطة ومبنى المحافظة اللذان تعرضا لإطلاق نار كثيف من قبل المسلحين.

وبعد تطور الاشتباكات، ووصولها إلى مركز المدينة والأسواق المجاورة، قامت الأجهزة الأمنية وفق الموقع، بإطلاق سراح الموقوفين وانسحب المسلحون من الشوارع في وقت متأخر من ليل اليوم الأربعاء.

يذكر أن مدير مستشفى “السويداء” الحكومي، الدكتور “خلدون أبو حمدان”، كان قد قال إن الكادر الطبي والتمريضي في المستشفى، يتعرض للإهانات والشتائم وحتى التهديد بالسلاح داخل المستشفى أحياناً، مضيفا أن تلك الحوادث أدت إلى انتشار «ظاهرة تقديم الاستقالات من الكادر التمريضي، جراء عدم الشعور بالأمان خلال العمل»، وطالب بتدخل الجهات المعنية وفرز عناصر أمنية لتؤازر المستشفى الهدف منها توقيف وضبط كل من يحاول دخول المستشفى مع السلاح.

اقرأ أيضاً: السويداء.. تهديد الكادر الصحي بالسلاح والشتائم داخل المستشفى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى