أخر الأخباريوميات مواطن

بسرفيس الدائري.. انكبسنا مخلل وما ضل أوكسجين

اعذروني المكدوس مادة محترمة ما بتنقبل تنكبس مثلنا أو مثل المخلل

سناك سوري-وفاء محمد

“أوكسجين يا جماعة، شوية أوكسجين”، كنتُ على وشك أن أصرخ بسائق سرفيس “دائري شمالي” في مدينة “اللاذقية” صباح هذا اليوم، بعد أن كُبسنا فيه كقطع مخلل دون رحمة.

السرفيس الذي يتسع لـ14 راكباً، كنا فيه أكثر من 17 راكباً، دون أن يرأف السائق بحالنا، وهو يقف بعد كل إشارة من راكب ما على الطريق، متوجهاً إليه بعبارة “دبرّ حالك إذا فيك”!، “طب ونحن، قطع المخلل المكبوسة، منين بدنا نلاقي أوكسجين بهالرطوبة يا جماعة الخير”!.

لا أحد مُكترث، ولا أحد عاتب السائق، إلا أنا “صاحبة المعلاق الكبير” كما يصفونني عادة، ليقول لي والمنشفة تمتد حول عنقه، و”العرق عميشرشر شرشرة من وجهه”، “إذا مو عاجبك انزلي وانكبسي مخلل بسرفيس تاني”، “ابن الذين” وكأنّه قرأ أفكاري.

اقرأ أيضاً: لقطة اليوم شاب يدخل السرفيس من الشباك

صمتت استسلاماً للفكرة، “إنو وين للاقي أقل من ربع مقعد بسرفيس جديد بهالزحمة”، اتفقت مع نفسي على فكرة “خلص كني متلك متل غيرك”، وكلها كم كيلو متر “وبوصل على دوامي العزيز”.

وصلّت، “وحق الله وصلت”، قلتها في نفسي وأنا أرى مكان عملي يقترب، ولا شيء يغريني سوى “كم ذرة أوكسجين” أتمكن من تنفسها بحرية بعد النزول من “قطرميز المخلل” هذا، وليعذرني الجميع لا أعتقد أن وصف “قطرميز المكدوس” ملائماً لأنها مادة غذائية محترمة يستحيل أن تقبّل بما نقبل به نحن أو المخلل.

“وهيك” وصلّت، تنفست الصعداء وأنا أعلن نصري الكبير في الوصول إلى العمل، أنظر إلى “قطرميز المخلل” الذي يبتعد مشيرة له بإصبعي الوسطى “وصلت وهزمتك ومانزلت منك وها”، نصر أتمناه لكل مواطن سوري بدءاً من المسؤولين وليس انتهاء بصغار الكسبة من أمثالنا نحن المواطنين العاديين، قطع المخلل الصامدة الصابرة.

“بيني وبينكم”، ولن أخفيكم سراً، أني بانتظار النصر الأكبر، المتمثل بالحصول على حقي كمواطنة بالتنفس، وركوب السرفيس باحترام “بشري”، وحقي “هداك” بالوصول إلى عملي وأنا بكامل قواي العقلية والنفسية والجسدية، وحق آخر برفض التعود والتأقلم على هذا الواقع، ومطالبة تصحيحه، ولا تقولوا عني متذمرة، أنا فقط مواطنة ترفض التأقلم مع الواقع الشاذ، مهما اشتد بريق تصريحات المسؤولين بالصمود وأهميته، (نداء أخير للجهات المعنية سامحونا هالمرة، لسه الأوكسجين مافات عدماغي مظبوط لميز بين وهن عزيمة الأمة الممنوع ووهن عزيمة المواطن المسموح).

اقرأ أيضاً: دمشق: شجار على مقعد في سرفيس

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى