الرئيسيةرياضة

بذكرى رحيله.. هيثم كجو لاعب كرة القدم التي لعبها بغرفة نومه

هيثم كجو هداف الدوري السوري الذي أجاد هزّ الشِباك والتعاون مع زملائه

لم يكن يوم 16 تشرين الأول 2002 أي قبل 20 عاما بالضبط عاديا في مدينة “القامشلي” أقصى الشرق السوري حين فجع أهلها وعشاق نادي “الجهاد” برحيل هداف الكرة السورية ونجم ناديهم الأول في ذلك الزمن “هيثم كجو” إثر حادث سير.

سناك سوري – عبد العظيم عبد الله

قبل تسعة عشر عاماً وفي مثل هذا اليوم 16 شهر تشرين الأول من العام 2002، فجعت الأوساط الرياضية في مدينة “القامشلي” بوفاة أحد أبرز الهدافين على مستوى “سوريا”، اللاعب “هيثم كجو” وذلك بحادث سير أثناء رحلته مع فريقه الجهاد إلى مدينة “دير الزور” للمشاركة في مباراة ضمن دوري الدرجة الأولى.

يروي “جنكو كدو” الإداري في فريق الجهاد الذي كان برفقة البعثة، وهي تتجه إلى “دير الزور” في حديثه مع سناك سوري تفاصيل الحادث المروري الذي أدى لوفاة “كجو” فيقول: «تعرض الفريق خلال ذلك اليوم لحادث سير توفي على إثره اللاعب “هيثم كجو” وسائق الباص، حيث اصطدمت الحافلة التي كانت تقلهم بصهريج يضم أغنام قرب مدينة “صور” التي تبعد 30 كم عن مدينة “دير الزور”، ما أدى لانقلاب الحافلة ووفاة اثنين وإصابة الباقين من أفراد البعثة الذين نقلوا لمشفى “دير الزور” لتلقي العلاج اللازم».

اللاعب هيثم كجو

الكابتن “قذافي عصمت” وهو آخر من خرج من الفان بعد انقلابه يروي لنا تفاصيل ماحدث ذلك اليوم أيضاً فيقول:«حاولت الاطمئنان على “هيثم” جسست نبضه لكنه كان قد فارق الحياة، كانت لحظات عصيبة وصعبة جداً».

فاجعة كبيرة منيت بها العائلة في ذلك اليوم، حسب الوالد “عبدالله كجو” الذي تم إخباره أولاً بأن ابنه يرقد في المشفى وهو بحالة صحية سيئة، وطلب منه الذهاب إلى مشفى “دير الزور”، حيث كان من المفترض تشييع جثمان ولده إلى “القامشلي” إلا أن جماهير الرياضة في المدينة ومحبي اللاعب لم يرضوا إلا أن يتم تشييعه من الملعب المكان الذي أحبه وكانت له ولهم فيه أجمل الذكريات، لافتاً إلى أن المشاركة الواسعة من قبل الجمهور والقيادات الرياضية في المحافظة حملت له بعض العزاء برحيل ولده، مؤكداً أن ابنه كان منذ طفولته محباً لكرة القدم مارسها في كل مكان بالحي بالشارع وحتى في غرفة نومه كان يضع السرير هدفاً ويسدد عليه.

في الملعب كان “كجو” أحد أبرز المهاجمين والهدافين، تدرج في كافة فئات نادي الجهاد ولعب لمنتخبات مدارس “الحسكة” كما لعب موسم واحد للشرطة المركزي وأحرز له 20 هدفاً في ذلك الموسم، وفقاُ لحديث الكابتن “فؤاد القس” رئيس نادي الجهاد السابق ومدرب “الكجو” في كثير من المواسم، ويضيف لـ”سناك سوري”: «عام 1991 انتسب للنادي بفئة الأشبال وتدرج بكافة الفئات، كما توج مع شبابنا ببطولة الدوري على مستوى القطر وهو هداف الدوري بـ 15 هدف، و في الموسم 1998 كان هداف الدوري بـ 18 هدف في فئة الرجال بفارق هدف عن المهاجم “أنس الصاري”، أما في العام 1999  فكان هداف الدوري السوري بـ 23 هدف وكذلك الهداف على مستوى الوطن العربي، دعي لتمثيل المنتخب الوطني للشباب وعام 2000 لتمثيل المتتخب الأول».

اقرأ أيضاً: الإدارة الذاتية تمنع نادي الجهاد من “التدرب” على ملعبه

ويضيف: «خسرنا أحد أبرز المهاجمين الذين يتقنون فن المراوغة بالكرة ومن ثم إحراز الهدف، وفي كل موسم كان ينافس على لقب الهداف ومع ذلك كان يحرص على العمل الجماعي في الملعب ويتعاون مع زملائه ويساعدهم لإحراز الأهداف».

في كل موسم كان ينافس على لقب الهداف ومع ذلك كان يحرص على العمل الجماعي في الملعب ويتعاون مع زملائه الكابتن “فؤاد القس” رئيس نادي الجهاد السابق

 

يصف اللاعب ومدافع نادي الجهاد السابق “حسن جاجان” زميله “كجو”، الذي لعب معه مواسم كثيرة بالمهاجم الصعب الذي أجاد هز الشباك، ويضيف: «عندما يستلم الكرة ضمن منطقة الـ 16 للمنافس فإما نحصل على ركلة جزاء أو يحرز هدفاً، كان أكثر مهاجم تخشاه الأندية وحراس المرمى، هذا الكلام سمعناه كثيراً، كان شخصاً متواضعاً يحب زملاءه، يحب الفوز وإحراز الأهداف، و في إحدى المباريات سجل 10 أهداف لوحده وهو رقم ربما غير متكرر في كل الدول».

في العام 2000 كانت هناك فكرة لانتقال الاعب “كجو” للعب مع نادي “دبا الحصن” الإماراتي”، إلا أن إدارة نادي الجهاد لم توافق حسب ما أوضحه الكابتن “مصطفى الأحمد”،  لافتاً إلى أنه أقام معه بذات الغرفة مرات كثيرة ووصفه بأنه قليل الكلام، أما الميزة الأهم له حسب تعبير “الأحمد” أنه كان بعد نهاية كل مباراة يحدد علامة بعيدة يصوب نحوها وهذا مازاد من مهاراته وقدراته على إصابة الشباك بدقة.

يذكر أن اللاعب “كجو”  رحل عن عمر 26 عاماً، من مواليد 1976، وفارق الحياة ولديه طفلة اسمها “لافا” لم يكن يتجاوز عمرها أكثر من عامين، ولم تنساه جماهيره ومحبيه فالكثير من الشخصيات والخبرات الرياضية تنظم باسمه بطولات كروية بشكل دائم.

اقرأ أيضاً: سوريا: وفاة لاعب رياضي وزوجته بحريق في منزلهما اليوم

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى