الرئيسيةرأي وتحليلرياضة

بالرياضة صراعات وبالسياسة مؤامرة… أين نجد من يتحمل المسؤولية؟

جاري البحث عن من يتحمل المسؤولية- وباقون مع المنتخب بكل حالته

سناك سوري – بلال سليطين

كان لافتاً بعد الخسارة المدوية لمنتخبنا أمس أمام نظيره الصيني بكرة القدم 3-1 انتشار سردية “الصراعات” والتلميح إلى أنها سبب خسارة المنتخب في مباراة منتظرة منذ عام و4 أشهر لنعرف من خلالها المستوى الحقيقي لمنتخبنا الوطني بقيادة مدربه الجديد “نبيل معلول”.
سبق المواجهة الصينية مباريات ودية قابلنا فيها منتخبات كالبحرين وإيران ورسمية واجهنا فيها أضعف منتخبات آسيا “غوام والمالديف” وظهر منتخبنا في جميع مبارياته الودية والرسمية تحت قيادة “المعلول” بمستوى ضعيف ومن دون هوية كروية، سواء في المباريات التي حضر فيها معظم النجوم أو التي غابوا عنها فالمستوى كان متشابهاً جداً.

اقرأ أيضاً: بعد الخسارة من الصين… لاعبو منتخب سوريا يغردون: سنبقى ضحية صراعات

خلال الفترة الطويلة التي سبقت مباراة الصين كان الحديث دائماً عن سوء المستوى فيها يدور حول أن المباريات التي خضناها “ودية” أو مناسبة لتجريب اللاعبين واختبارهم وووإلخ من تبريرات مرتبطة بالاستعداد لمتابعة التصفيات المؤهلة لنهائيات آسيا والتي كنا قد خضنا ذهابها تحت قيادة المدرب السابق “فجر ابراهيم” وحققنا العلامة الكاملة دون أي خسارة، ولم نكن نحتاج لأكثر من “نقطة” واحدة في الإياب للتأهل عن مجموعتنا.
في المحصلة انتهى التجريب والاختبار في مباراة “الصين” التي كانت الامتحان الحقيقي، وكانت نتيجة الامتحان خسارة من منتخب ضعيف يصنف في الدرجة الرابعة بين منتخبات آسيا، وبأداء سيء أصلاً من المنتخب الصيني الخصم فكيف بأداء منتخبنا الذي لم يلعب فعلياً سوى 5 دقائق طوال المباراة!؟.

اقرأ أيضاً: نزار محروس: المنتخب السوري لعب بشكل جيد 5 دقائق فقط

بعد هذه الخسارة التي سبقها تطبيل وتشبيح لإدارة المنتخب ومدربه، وتطبيل وتشبيح مضاد لهما من جهة أخرى، خرج علينا بعض اللاعبين بسردية “الصراعات” وتحميلها ولو بشكل غير مباشر مسؤولية الخسارة (دون أي توضيح هذه الصراعات بين من ومن)، وفي اليوم التالي أطل علينا المدرب بتصريح صحفي اتهم فيه الاتحاد الرياضي في سوريا بشكل غير مباشر بأنه مسؤول عن أداء المنتخب وألمح إلى أن الصراعات بين اتحاد الكرة والاتحاد الرياضي العام، ومن ثم اتهم الأخير بأنه لم يدفع مكافأة اللاعبين فرد عليه رئيس الاتحاد “فراس معلا” بنشر صورة عن قرار المكافآت وتاريخه 8 حزيران الجاري وقيمتها 1000 يورو لكل شخص من أفراد البعثة.

اقرأ أيضاً: عماد خانكان: منتخبنا كان ضائعاً ونبيل معلول بعيد عن اللاعبين

في الأثناء لم يعلق اتحاد الكرة على المستوى الهزيل الذي ظهرنا به، أو على تحرك اللاعبين غير المسبوق على السوشل ميديا، لكن عشرات الشبيحة وعشرات المدافعين خرجوا معلقين على الخسارة ليس بالدفاع عن إدارة المنتخب وإنما بالهجوم على منتقدي هذا الأداء وإظهارهم على أنهم إما منتفعون وحاقدون، وإما لديهم تصفية حسابات مع الاتحاد، أو صحفيين يريدون منفعة، أو حمقى لا يفهمون كرة القدم، وكل هذه الاتهامات قد يكون بعضها وارداً وأن نسبة من كل المعلقين المعترضين لديهم مصالح شخصية، لكن هل هؤلاء يتحملون مسؤولية الصورة التي ظهر بها بها منتخبنا والمستوى الذي قدمه؟ وهل اذا ظهر ميسي مثلاً وهو أفضل لاعب بالعالم بصورة سيئة لن تنتقده الصحافة الأرجنتينية؟ وهل يستطيع مثلاً مدرب ريال مدريد القول إن النقد السلبي هو سبب خسارته؟ وهل قال مدرب منتخب الصين عندما خسر من منتخبنا في الذهاب واستقال بعد الخسارة أن فلان أو علان سبب سوء مستوى فريقه؟.

اقرأ أيضاً: منتخبنا يخسر أداء ونتيجة أمام الصين بالثلاثة

يتجاهل المخونون ومهاجموا المنتقدين أهم جزئية وهي المستوى الذي ظهر به المنتخب، وأن حصاد الاستعداد كان صفراً، وأن مواجهة الصين الضعيف كشفت كل عيوب منتخبنا، فلا يتحدثون عن المباراة وما حدث بها بل يبحثون عن شماعة يعلقون عليها ماحدث، وبلا أدنى شك هناك عوامل عديدة تقف خلف الخسارة، لكن كل هذه العوامل لا تلغي أن هذا المستوى الذي ظهر به المنتخب اليوم هو أسوأ من المستوى الذي كان عليه مثلاً في آخر مبارياتنا بآسيا، أو في التصفيات السابقة.

اقرأ أيضاً: مساعد مدرب سوريا: تحضيراتنا جدية للفوز على الصين

سردية الصراعات هي سردية مضحكة، وتبادل الاتهامات أيضاً بين الاتحاد الرياضي واتحاد الكرة والمدرب والمطبلين للثلاثة أمر مضحك أيضاً، فيكفينا مؤامرات السياسة حتى تخرجوا علينا بسردية “الصراعات”، لقد مللنا هذه الخطابات ونريد من يخرج ليقول أنا مسؤول، أن يقال فلان لأنه مسؤول، أن يحاسب فلان لأنه مسؤول…. إلخ من خيارات غير الكلام الفارغ الذي نسمعه الآن.

اقرأ أيضاً: شبيحة المعلول يتقدمون على شبيحة أردوغان وأبو علي بوتين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى