الرئيسيةرأي وتحليل

اليوم العالمي لمنع الانتحار.. انتقم من الحياة وعشها!

أنتم.. توقفوا قليلاً.. لا شيء يستحق.. هناك حياة علينا أن نهزمها أولاً قبل أن نغادرها

هل فكرت يوماً بالانتحار؟، حسناً أنا فكرت، بتلك اللحظة تجسدت لي الحياة، كشيطان أسود الروح، يقف أمامي ساخراً. شامتاً بضعفي، خجلت، اعتذرت من نفسي، وقررت الانتقام من الحياة بعيشها، هي لا تستحق أن أغادرها مهزومة، ولا أنا أيضاً أستحق.

سناك سوري-وفاء محمد

تذكرت تجربتي القديمة تلك، اليوم في الـ10 من أيلول، حين علمت أنه يصادف اليوم العالمي للانتحار، إنهم في هذا الكون الواسع جداً. ينكشون أدق التفاصيل، لينشئوا لها أياماً، ذلك الوسع كله لن ينقصه شيء إن غادر أحدنا بمحض إرادته الحياة نحو الموت. لكن عوائلنا، أصدقائنا، أحلامنا، روحنا المكسورة، سينقصها أنها لم تكافح بما يكفي، واختارت أن تستهل الأمر فقط.

يقول رئيس الطبابة الشرعية في البلاد، الدكتور “زاهر حجو“، في تصريحات عام 2020 إن حالات الانتحار ارتفعت هذا العام. وبتنا نشهد حالة انتحار كل يومين، إنه مؤشر خطير، والأخطر أننا لم نسمع عن إجراءات حكومية للنجاة من هذا الواقع. بالمقابل على المستوى الفردي نستطيع أن نفعل الكثير.

فلنبدأ من أنفسنا، ولنوقف تنمرنا على الضعفاء من حولنا، فالتنمر يعتبر أحد أهم الأسباب التي تدفع ببعض الأشخاص للانتحار. خصوصاً الأشخاص الذين لا يملكون خبرة في الحياة، أو أولئك الذين يعانون من مشاكل نفسية، كما حدث مع الطفل السوري. “وائل السعود“، 9 أعوام، الذي قرر وضع حد لحياته، بعد تعرضه لتوبيخ شديد من أستاذه بالمدرسة التركية، العام الفائت.

تقديم يد العون للأشخاص من حولنا، ابتسامة واحدة قد تكفي، هل تعلم مقدار ما يعانيه الأشخاص من حولك؟. وكم يحتاجون في لحظة ما، لرؤية ابتسامة صغيرة تشعرهم، أن هناك بعض اللطف من حولهم، ربما تستصغر الأمر قليلاً. لكنه يفي بالغرض حقاً.

الكثير من حالات الانتحار، عرضتها وسائل الإعلام، وحتى كشفت عنها وزارة الداخلية، خلال الأعوام السابقة والعام الحالي. تقودك للحزن والتفكير مطولاً، وربما أكثر ما حفر في ذاتي من تلك الحالات، هي حادثة انتحار والد في “الحسكة“. ترك عائلته وأطفاله وأقدم على الانتحار، ترى هل كان الأمر يستحق أن يترك وراءه أطفالاً يعانون لوحدهم، أطفالاً سيكبرون في مجتمع متنمر يذكرهم بكل لحظة أن والدهم تركهم وانتحر؟.

هل أنت مفلس/ة؟، هل أرهقتك الديون؟، هل تعاني/ن ضغوطات الحياة؟، لكن هل أنت لوحدك في خضم هذه المعاناة؟. هل تريد الاستسلام بهذه البساطة، ألا يوجد في الحياة منفذ أمل، كضحكة طفلك، عيون والدتك، ابتسامة زوجة أو زوج. حبيب أو حبيبة، أحلام تريد أن تحققها، حين تقرر فكر قليلاً بعد، امنح نفسك بعض الوقت، وحول قوة قدرتك على الانتحار. إلى قوة لتحقيق أهدافك، لا شيء يستحق، انتقم من الحياة وعشها، افعل مثلي، لم أندم أبداً.

اقرأ أيضاً: ارتفاع عدد حالات الانتحار في سوريا يدق ناقوس الخطر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى