الرئيسيةسناك ساخر

اليوم العالمي لحرية الصحافة.. ماذا قد أرتدي بهذه المناسبة؟

في هذا اليوم.. ضحكت في سري وتذكرت أني صحفية مكبلة حتى بالتفكير.. سخرت من نفسي وهزمني الخجل

سناك سوري-رحاب تامر

ماذا سأرتدي اليوم؟، يؤرقني التفكير في هذا السؤال، فاليوم يصادف مناسبة عزيزة جداً على البلاد ومسؤوليها، إنه اليوم العالمي لحرية الصحافة، وأخاف حقاً أن أتماهى مع الحدث وأخرج عارية بما يعرضني لفعل فاضح ما، أُعتقل على إثره، وتتهم سلطات بلادي باعتقال الصحفيات زوراً وبهتاناً!.

في الغالب سأختار اللون الأسود، ليس لأنه أنيق أو سيد الألوان كما يقولون، إنما حداداً على بقاء زميلي مدير مكتب مجلة بقعة الضوء الصحفي و المدرّس “وضاح محيي الدين”، 11 يوماً في السجن شهر آذار الفائت.

أفكر أيضاً، أن يكون فستاناً صالحاً للرقص، فالربع الثاني من العام الجاري شارف على نصفه دون أن نشهد سوى حادثة اعتقال واحدة لصحفي، بمقابل حادثتي اعتقال ونقل لأساتذة جامعيين.

اقرأ أيضاً:سوريا.. أستاذ جامعي انتقد مسؤولاً بعثياً موقوف منذ 18 يوم

سيكون يوماً بهيجاً، وسأستمد الدعم من جرأة زملائي وزميلاتي في محافظة “اللاذقية”، الذين سبق وأن طالبوا تأمين وسيلة نقل لهم خلال تغطية المهمات، وحجز مقعد لهم خلال الأنشطة والفعاليات، بكل جرأة دون خوف أو جُبن، سأجاريهم وأطلب في يومنا هذا كروسانة شوكولا وعلبة عصير “فريش”.

قولكم هيك فستان بيكسر النمطية؟

ربما سأرتدي أحد الفساتين “الصرعة”، لأساعد رئيس اتحاد الصحفيين “موسى عبد النور”، بكسر الصورة النمطية للاتحاد، تلك الصورة التي قال إنها أتعبت الإدارة الحالية، التي تحاول جاهدة تغييرها، ومع ذلك لم تنجح حتى اليوم، وأبصر الحق على مين؟.

في الحقيقة خيارات اللباس صعبة جداً في هذا اليوم، وتزداد الصعوبة، وأنا أشعر بالغيرة من التاجر الذي يتحكم بالسوق بحرية لا أملك ربعها كصحفية تريد انتقاد العمل الحكومي الذي يستحق النقد، وإن كنت سأختار ملابسي بناء على هذه الفكرة، قد لا أحتفل بهذا اليوم كله على بعضه، وأقدمه هدية للتجار فهم يستطيعون الاحتفال به قلباً وقالباً بخلافي.

اقرأ أيضاً: الـ2019.. العام الذي اعتزل فيه الصحفيون العمل “بكل جُبن وخوف”!

بعد التفكير ملياً في موضوع اللباس والخيارات المتاحة، ضحكت في سري وتذكرت أني صحفية مكبلة حتى بالتفكير والحلم والطموح، سخرت من نفسي وهزمني الخجل، وقررت الخروج بذات الطريقة، وأرتدي نقاباً كاملاً، لأحتفل بالحرية، واليوم العالمي لحرية الصحافة، وسأردد أغنية كوكب الشرق “أم كلثوم”: “أعطني حريتي أطلق يديّ”، ويرد رجع الصدى: “خديها والحقينا عالفرع”.

اقرأ أيضاً: وعدونا أنها ستكون خالية من التهريب.. سوريا خالية من الحرية!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى