الرئيسيةيوميات مواطن

الفطر موسم رزق مؤقت لأهالي درعا

“لحسة العجل” و “الكلخ” والفطر المنزلي” أنواع الفطر التي يجنيها أبناء “درعا”

سناك سوري – هيثم علي

ينتظر “محمد حسان” من أبناء بلدة “زيزون” في محافظة”درعا” حلول موسم جني الفطر والذي يبدأ مع هطول المطر في شهر تشرين الثاني من كل عام ويستمر حتى نهاية فصل الشتاء، فهو بالنسبة له ولعدد كبير من أبناء المحافظة مصدر دخل مؤقت وفرصة لـتأمين وجبة من الفطر الغني بالبروتين في حال كان القطف قليلاً.

رحلة البحث عن الفطر يبدأها “حسان” مع ساعات الصباح الأولى وتستمر خمس أو أربع ساعات مهما انخفضت درجات الحرارة حيث يجول الأراضي بحثاً عن الفطر وهي عادة قديمة يمارسها منذ الصغر ويتشارك فيها جميع أفراد الأسرة كبارهم وصغارهم، حسب ما أكده في حديثه مع سناك سوري، ويضيف:«عملية جمع الفطر البري ليست أمراً سهلاً خاصة أن التمييز بين الفطر السام والصالح للأكل يحتاج خبرة ودراية بأنواعه».

اقرأ أيضاً:الفطر السام يغزو موائد السوريين… وفاة طفل في حماة وعشرات الإصابات حول سوريا

طبيعة أراضي “حوران” مناسبة لنمو الفطر لكه يحتاج أيضاً لظروف جوية خاصة أهمها المطر المترافق مع البرد والبرق وهو ينمو بين الأشواك وتحت أوراق الشجر وبين الصخور، ويتابع “حسان”:«نفرز الفطر بعد قطفه حسب النوع ثم ننقعه بالماء قليلاً ونقطعه ليصبح جاهزاً للاستعمال».

المتعة هي أهم ما يحصل عليه المواطن” سامي أحمد” أثناء رحلته لقطف الفطر فهو إن لم يحصل على كمية كبيرة فإنه يؤمن على الأقل وجبة صغيرة لمنزله، لكن الأهم بالنسبة له هو الاستيقاظ باكراً والتجول بين الأحراش وشرب الشاي الذي يصطحبه معه في العادة، وفي حال كانت كميات الفطر كبيرة يتم بيعها في السوق لمحلات الخضار كونه مادة مرغوبة وذات قيمة غذائية كبيرة.

المردود المادي الذي يحصل عليه “أحمد” من رحلته مرتبط بالكميات لكن في الغالب لايجمع الشخص أكثر من ثلاث إلى أربع كيلو غرام في اليوم الواحد ويعود ذلك لكثرة الناس الذين يبحثون عن الفطر في المنطقة ذاتها بالعادة، أما سعر الكيلو الواحد منه يصل إلى ثلاثة آلاف ليرة سورية.

عمليات البحث عن الفطر تتطلب أن يسير الجميع بنسق واحد وعرضي لتغطية قطعة الأرض التي يمشون فيها شرط ألا تتأذى المحاصيل المزروعة فيها وهي حسب ما أوضحه “عماد حريري” أحد أبناء منطقة “علما” بريف “درعا الشرقي”:«الفول والخس والسبانخ” ونتجول في بساتين “الملفوف” و”الزهرة”، موضحاً أن رحلته تصل لأطراف “وادي الهرير” الغني بمياهه النقية والذي يتوافر فيه الفطر بكميات جيدة، حيث يتابع السير حتى يصل إلى مجموعة من أشجار الكينا المعمرة والتي تضم بينها نباتات عديدة مثل “الخبيزة والقريص والفجيلة”، وبعض الأغصان المتكسرة اليابسة، في مكان يبدو أنه مناخ جيد لظهور الفطر.

وعن أهم أنواع الفطر الذي يعثر عليه يقول:« نوع “لحسة العجل” والنوع المنزلي ذو اللون الأبيض، والثالث “الكلخ” الذي يعرف بكبر حجمه».

اقرأ أيضاً:“سوريا” ستتوقف عن استيراد الفطر وتتجه لتصديره

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى