الرئيسيةتقاريرتنموي

السدات المائية بطرطوس نواة مشاريع سياحية وزراعية

سدتي السميحيقة والبيرة ساهمتا بتنشيط الشياحة وزيادة المزروعات الصيفية

سناك سوري- نورس علي

ساهمت سدتي “البيرة” و”السميحيقة” المائيتين المشادتين في ريف “طرطوس”، بزيادة نسبة الزراعات الصيفية خاصة بعد شهر حزيران، حيث باتت توفر المياه التي يتم تجميعها بها بكميات كبيرة تلبي الحاجة لري المزروعات وسقاية المواشي، في مناطق لا يوجد فيها مياه طبيعية كثيرة.

موقع الزيب لاين جنوبي سدة السميحيقة

على الصعيد الزراعي باتت زراعة التبغ ذات مردودية عالية ونوعية منافسة، وكذلك زراعة الخضار المكشوفة أو ما يعرف بالخضار الجردية ذات الطعم المميز والشكل الجميل، الذي يلقى رواجاً كبيراً في الأسواق، بحسب حديث المزارع “محمد يونس” الذي وجد في الزراعة بعد التقاعد الوظيفي وإنشاء سدة قريته “السميحيقة” فرصة مورد مالي جديد يعيل به أسرته.

ففي السابق بحسب “يونس” وقبل إنشاء السدة في وادي القرية لم يكن عدد البيوت المحمية في تلك القرية الريفية “السميحيقة” يتجاوز عدد أصابع اليد نتيجة ضعف كميات المياه المتوفرة للسكان والمخصصة أساساً للشرب وليس للري، حيث كانت الحاجة للزراعات المنزلية وسط الضغوط الاقتصادية تفرض بعض التجاوزات على شبكات المياه المنزلية لصالح الري، ولكن العدد الآن بعد إنشاء السدة تجاوز العشرات وتنوع المنتجات ومنها زراعة التبغ التي باتت ذات مردودية أعلى ونوعية أفضل.

السدات المائية نشطت الحركة السياحية

أما على الصعيد السياحي فقد شكلت هذه السدات نواة لمشاريع سياحية، بدأت تتشكل كياناتها بهدوء، بحسب حديث “مهدي محمد” من قرية “البيرة” حيث تم إنشاء سدة “البيرة” في موقع تجميعي يخدم المنطقة كلها ويحسن الظروف الزراعية، مما أدى إلى خلق بيئة سياحية مقوماتها المياه والمناظر الطبيعية والهدوء الريفي والمناخ اللطيف، فزاد عدد مرتادي المنطقة من خارجها ووفر دخول مادية جديدة للأهالي، من خلال العمل في السياحة الشعبية.

اقرأ أيضاً: فلاحون يناشدون الحكومة: نصف مساحة سهل الغاب معرضة للتصحر

أما على موقع سدة “السميحيقة” بحسب حديث “عماد سليمان” رئيس الجمعية الفلاحية في القرية، فقد نشطت الحركة السياحية كثيراً من خلال أعداد المتنزهين المتزايدة باستمرار للمنشأة السياحية فيها من مختلف المناطق والمحافظات، التي وفرت خدمات إطعام ومنامة كمنتزه “عشق” على موقع الشلال غربي السدة، وخدمات فريدة على مستوى المنطقة للتمتع بجمال الطبيعة كالزيب لاين، وهذا بمجمله ساهم بتحسين الوضع الاقتصادي للأهالي حيث زرعوا الخضار بشكل مستمر لزوم المطعم مثلاً وللعابرين، وأنتجت مشتقات الحليب وفتحت المحال التجارية لتلبية مختلف الأذواق.

من أحد منتزهات سدة السميحيقة

وفي حديث لمدير الموارد المائية في طرطوس المهندس “عيسى حمدان” قال: «إن الأهداف الرئيسية لمشروع السدات المائية هو زيادة الاستفادة من الهاطل المطري وإيجاد مصادر مياه إضافية، وتوفير مياه الري والزراعة وساقية المواشي ومناهل إطفاء الحرائق، إضافة لكونها مواقع طبيعية جميلة تنشيط السياحة الداخلية».

وعن النتائج بعد إنشائها قال: «لقد نجحت السدات المنفذة وعددها /2/ الأولى سدة “البيرة” والثانية سدة “السميحيقة” بتحقيق الأهداف المشادة لأجلها سواء في الري الزراعي أو سقاية المواشي، كما استخدمت مياه سدة “البيرة” في إطفاء الحرائق العام الماضي ضمن مناطق “مشتى الحلو” وما حولها، وساهمت بتنشيط سياحي لافت كما في موقع “السميحيقة”».

مياه سدة البيرة استخدمت في إطفاء الحرائق بمشتى الحلو العام الماضي

وعن الدعم الحكومي لها ومواصفاتها، قال: «لاقت هذه السدات الدعم الحكومي الكبير لإنجازهما وذللت الصعاب وبسطت الإجراءات لها، فبالنسبة لسدة “البيرة” الواقعة شرق منطقة “الدريكيش” على سفح جبل النبي “متى” وعلى الحدود الفاصلة بين محافظتي “طرطوس” و “حماة”، شمال غرب قرية “البيرة” على حدود الحوض الصباب لنهر “قيس” وسعتها التخزينية حوالي /100/ ألف م3، والمساحة المستفادة منها حوالي /300/ دنم، ويتم استثمارها من قبل المجتمع المحلي في القرية عن طريق جمعية مستخدمي المياه».

وأضاف: «أما بالنسبة لسدة “السميحيقة” التي تقع على أحد روافد نهر “بانياس” بجوار قرية “السميحيقة” بسعة تخزينية حوالي /45/ ألف متر3، والمساحة المستفادة منها /25/ دنم، ويتم استثمارها من قبل المجتمع المحلي».

يذكر أن هناك سدتان قيد الإنشاء، الأولى سدة “عين دليمة” وتقع في جرود منطقة “الدريكيش” ضمن الحوض الصباب لنهر “قيس” بسعة تخزينية /525/ ألف م3، حيث بلغت نسبة التنفيذ فيها 88.33% علماً أن المساحة المتوقع إرواءها منها هي /150/ دنم، بينما السدة الثانية وهي سدة “بمنة” وتقع في جرود منطقة “الدريكيش” ضمن الحوض الصباب لنهر “قيس” بسعة تخزينية تصل لحوالي /120/ ألف م3، ونسبة التنفيذ حوالي 86% والمساحة المتوقع إرواءها منها هي /150/ دنم.

اقرأ أيضاً: قرية تبعد 5 كم عن نبع “السن”.. والمياه مقطوعة فيها

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى