الرئيسيةتقاريرشباب ومجتمععلمهم بمحبة

التكميلية ماتزال “حلم الطلبة”… الامتحانات حشو والبحث العلمي غائب

د أحمد العيسى لـ سناك سوري: الدورة التكميلية كلها أخطاء.. والنظام الفصلي لن يساهم في رفع تصنيف الجامعات السورية

سناك سوري – جعفر مهنا

تحلم “يارا حنون” طالبة في السنة الرابعة في كلية الهمك-جامعة دمشق بالتأهل إلى الدورة التكميلية ذات الثمانية مواد، راجية ألا تتكسر أحلامها على أعتاب الفصل الدراسي الأول، فعودة الجامعات إلى النظام الفصلي المعدل، ساهمت إلى حد كبير في نسف أمانيها وتفاؤلها.

تقول “حنون” لـ “سناك سوري”:«تطبيق النظام المعدل على الطلاب القدامى شكل عبئاً كبيراً علينا خصوصا أن الدورة التكميلية ليست مفتوحة وإنما محددة بثمانية مواد، وليست هناك أي مراعاة لضخامة المقررات والمدة التي نحتاجها لدراستها، وهذا ظلم لنا فنحن درسنا على النظام القديم وأي تغيير يجب أن يشمل الطلاب المستجدين ويستمر القدامى على النظام الذي بدأوا به ونسقوا دراستهم على أساسه».

حال “يارا” كحال الكثير من الطلاب الذين وجدوا أن عودة النظام المعدل ليس إلا حجراً وضِعَ كعائق في طريق تحصيلهم الدراسي، ولم تستطع المبررات التي وضعت لهذا النظام “المعدل” أن تغير من نظرتهم إليه، تقول الطالبة “ريم الشماط” (طب بشري-جامعة دمشق) ” سيظهر العديد ممن ساهموا في وضع القرار ليقولوا لنا أن النظام الجديد هدفه تعويد الطالب على الدراسة والتحضير خلال الفصل، وكيف لهذا أن يحصل، إذا كنا مجبرين بموجب قرار الحرمان الأخير على حضور كامل الدوام النظري فضلاً عن العملي، بحيث لا يتبقى لنا وقت خلال النهار للدراسة.

من شهر إلى سبعة عشر يوم

لم يأتي قرار عودة العمل بالنظام الفصلي منفرداً بغير رفيق، بل أتى مدعوماً بقرار يقضي بتقليص مدة الامتحان إلى سبعة عشر يوم بعد أن كان شهر كاملاً، الأمر الذي تسبب بكارثة حقيقة، وذلك بحسب الطالبة “هبة منصور” (كلية الصيدلة-جامعة دمشق) التي قالت لـ سناك سوري:«هذا القرار ظالم جداً ومبني على أسس ضعيفة، فلم نتمكن من دراسة المقررات كاملة لأن المدة لا تكفي اطلاقا، كان يجب عليهم دراسة القرار بشكل جيد قبل تطبيقه»

يوافق” عمران نجيبه” (طب بشري-جامعة دمشق) على كلام زميلته “هبة” ويقول:«كمية المقررات ضخمة جداً وطبيعة الأسئلة لا تتناسب ابدا مع الوقت المعطى للدراسة، الأمر هو سوء تخطيط وزاري ويجب إصلاحه».

د أحمد العيسى يدعم الطلبة

يدعم الدكتور “أحمد العيسى” مدرس في جامعة تشرين وجهة نظر الطلبة الذين ضاقوا ذرعاً بقرارات لم توضع في مسارها الصحيح بما يخدم مصلحتهم، فقد وجد أن النظام الفصلي ليس له سوى إيجابية وحيدة فقط وهو أنه يجعل عدد المواد قليل خلال مدة الامتحان، مما يمكن الطلاب من الحصول على معدلات أعلى، نافياً أن تكون له فوائد أخرى، وأضاف “العيسى” لـ سناك سوري “: «النظام الفصلي لن يساهم أبدا في رفع مستوى التعليم لأنه قائم على الامتحانات، والامتحانات في جوهرها تدمير للتعليم، الحل استبدال الامتحانات بالبحث العلمي، فالتصنيف العالمي للجامعات قائم على مقاييس بحثية وليست امتحانيه».

“العيسى” انتقد الدورة التكميلية ووصفها بأنها كلها أخطاء، وأضاف:«لا يجوز أبدا تحديد عدد المواد بثمانية لأن هذا ليس في مصلحة الطالب أولا وسوف يربك إدارات الكليات التي ستنشغل بإحصاء عدد المواد التي يحملها كل طالب، وسوف تحصل أخطاء نتائجها كارثية على الطلبة، يجب أن يكون عدد المواد مفتوحا في الدورة الصيفية، والأهم من ذلك يجب أن تكون الدورة الصيفية مسبوقة بفصل دراسي مكثف لمدة شهر واحد لتقوية الطلبة وتمكينهم من النجاح، إذ من المستحيل أن يتذكر الطالب في الصيف المواد التي أخذها في الفصل الأول أي منذ سبعة أو ثمانية أشهر، وهذا الموضوع ينطبق على تحديد عدد المواد التي يقدمها طلبة سنوات التخرج الراسبون من الفصلين بأربعة مواد فقط».

*هل المشكلة في النظام الفصلي؟؟

ربما مشكلة الجامعات الأساسية غير متعلقة بالنظام الفصلي الذي لا شك بأنه ” زاد الطين بلة ” ولكن المشكلة الرئيسية هي في الامتحانات التي عودت الطلاب على البصم والحشو والببغاوية وكانت المسبب الرئيسي في قتل الإبداع لديهم، وللتغلب على هذه المشكلة ربما يجب على المعنيين في وزارة التعليم العالي النظر في قرارات تفعيل البحث العلمي وتحول كل طالب إلى باحث ومطور، بدلاً من اصدار قرارات تعرقل تقدم الطلاب علمياً وتحولهم إلى آلات تصوير ونسخ، وبذلك تكون الجامعات قد أدت دورها الحقيقي ألا وهو بناء الإنسان.

اقرأ أيضاً: أنا ابن الآنسة…. الجملة التي أساءت لمدارسنا وخلفت أثراً عميقاً في نفوس بعض الطلبة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى