قالت صحيفة البعث المحلية، في افتتاحيتها اليوم الأربعاء، إنه «ورغم أن كل السوريين يستيقظون يومياً على هول الخسائر والفظائع المتسلسلة التي خلفتها عشر سنوات من الحرب بالوكالة فوق أرضهم، ويعرفون تماماً أن النزوع الإجرامي الغربي الأطلسي انتقل من استهداف سبل عيشهم إلى تدمير مقومات وجودهم نفسها، إلا إنهم على يقين كامل، أيضاً، بأن المؤامرة إنما سقطت لأنها لم تستطع، في المحصلة الأخيرة، اختراق مناعتهم الوطنية واستعدادهم للمقاومة والتضحية وتأهبهم للرفض، كأساس لرأسمال رمزي متجذر في صلب ثقافتهم الجماعية وتاريخهم وامتدادهم الحضاري».
سناك سوري-متابعات
وأضافت الصحيفة في افتتاحيتها التي حملت عنوان “انتصار مكلف.. ولكنه محرض ومحفز!!”، أن «من خاض المواجهة انطلاقاً من وعي سياسي ووطني محدد، وتمكن أخيراً من إجبار خصومه على الاعتراف بنصره، لا بد له من الاستمرار بتطوير خياراته نفسها؛ وطالما أن مقتضيات الانتصار تتطلب تحويل الحرب إلى فرصة فإن من الضروري والبديهي، العمل على المضي بدورتها إلى النقطة التي تستحيل فيها إلى دافع ومحفز إيجابيين، على الأقل من خلال العودة بالعلاقات السياسية والاستراتيجية العربية والإقليمية إلى نقطة تعادل، أو توازن».
وقالت الصحيفة إن «ما هو مطلوب ليس التطبيع مع سورية، أو “نظامها” السياسي، بل التطبيع الكامل للعلاقات العربية، واستعادة العنصر العربي مكانته الطبيعية فوق أرضه وترابه الوطني والقومي، كأمر حيوي وضروري لتحقيق الاستقرار والنمو في الشرق الأوسط الكبير، وفي العالم كله؛ وإلا فانتظار “ربيع آخر”، حقيقي هذه المرة، وبما ينسجم مع روح ووقائع ومستجدات المرحلة، حيث مشهد الأزمات التي تعصف بمن خطط وسهل ومول وساند العدوان على سورية طيلة عقد كامل».
اقرأ أيضاً: حزب البعث: عودة العرب اعتراف واقعي بنجاح سوريا
الحديث عن شروط أو إملاءات هو أشبه بالسخرية، بحسب الصحيفة مضيفة أنه «ليس لأية جهة أن تجادل أو تشكك في حقيقة أن أي تقارب مع سورية بمثابة انتصار لها. وعلى العكس، فإن الرسالة من أي تقارب تتمثل في التخفيف من وقع وأعباء الهزيمة، القائمة أو المرتقبة، للأطراف المضادة. وسيكون من المهم، في السياق نفسه، ملاحظة أن براغماتية البيت الأبيض جعلته يدرك أن العقوبات على سورية تجازف بانهيارات اقتصادية ليس في المناطق الخاضعة لسيطرة زبانيته من الانفصاليين والإرهابيين وحسب، بل وفي جميع دول المنطقة دون استثناء، بما في ذلك تركيا، فكان غض الطرف أو الإعفاءات الشفوية مما يسمى “قانون قيصر”.. وهكذا، أصبحت السياسة الأمريكية نفسها مصدر المزيد من التوترات بينها وبين الحلفاء أنفسهم، في وقت لم تظهر البراغماتية “البايدنية” حتى الآن إلا محدوديتها وعدم قابليتها للاستمرار كسياسة متماسكة».
وختمت الصحيفة قائلة: «لا يستطيع أحدهم الادعاء بأنه على علم بما سيحدث، وكيف سيتم تظهير العلاقات المعاد تنظيمها على الصعيد الجيوسياسي في الشرق الأوسط. وقد تكون هناك تداعيات خطيرة وقاسية، ولكن سورية اجتازت النفق، وهي مسلحة بانتصار.. صحيح أنه مكلف، ولكنه محرض ومحفز!!».
اقرأ أيضاً: البعث عن الزيارة الإماراتية: خطوة عروبية أصيلة وواعدة