إقرأ أيضاالرئيسيةقد يهمكيوميات مواطن

اشتري خضاراً ملوثة .. واحصل على مرض مجاناً

نهر الجغجغ..يلّوح بوباء يجتاح المنطقة!!

سناك سوري – آزاد عيسى

يجتاح “نهر جغجغ” 100 كم من الأراضي السورية، قادماً من جبال “طور عابدين” التركي حاملاً معه الأمراض الخطيرة التي نتجت عن الصرف الصحي، وكافة ملوثات المعامل والمنشآت الصناعية التي تصب سمومها في مياهه بعيداً عن رقابة السلطات المحلية بكافة مسمياتها التي لا تعبئ لوباء أو مرض.

ويعتمد عدد كبير من مزارعي الخضار على مياهه في سقاية أرضهم من النهر الذي يجتاز مدينة “القامشلي”، حتى يصل نهر “الخابور” في مدينة “الحسكة”، ليسقي أكثر من 50 ألف دونم، حيث تبدأ مراحل تلوثه من الجانب التركي. لكن سقاية الخضار من مياهه الملوثة يقوم بها مزارعو “القامشلي”، “الحسكة” دون أي رقابة أو رادع على الرغم من انتشار الأمراض.

اقرأ أيضاً بلديات بلا مشاريع ولا خدمات .. أكوام من القمامة وشوارع محفرة وإقالات بالجملة

الطبيب “سعيد خلو” ومن خلال حديثه لـ سناك سوري عن هذه الظاهرة، قال: «بين الحين والآخر نرصد إصابات معوية، خاصة إصابات الكبد، وجميع التوقعات تشير إلى أن السبب من هذه الخضار التي تملئ أسواق “القامشلي”، و”الحسكة “دون رادع ورقيب، ولا بدّ من وضع حد لها، فهي يمكن أن تجلب وباء كارثياً على الجميع».

أمّا “نور الدين سليم” فقد خرج من سوق “القامشلي” مستاءاً وشاكياً من سوء البضاعة داخله، وقال:«رائحة كريهة كانت تخرج من باقة البقدونس، والخضار التي بجانبها، والسبب من سقايتها بالمياه الملوثة. يجب أن يكون معيار الصحة هو الأهم عند من يجعل من نفسه حامياً ومدافعاً عن هذا الشعب المسكين. الوباء خطير وكبير، ونترقب من أحد الجهات التصدي لها، وهو ما لا نتوقع حدوثه في القريب».

دائرة الرقابة الصحية في “مجلس مدينة القامشلي” لا حول ولا قوة لها، فقد جمد عملها كما جمدت مئات الدوائر والمؤسسات من قبل “الإدارة الذاتية”، ولا يسمح لها بالتحرك والعمل، حيث قال مصدر من المجلس البلدي  لسناك سوري: «إن آلاف المخالفات تغزو المدينة، والفوضى في كل الجوانب، وهل بقي الأمر على سقاية الخضار، نحن لا نملك شرطياً واحداً ليقضي على هذه الظاهرة، ومخالفة المزارع ومصادرة الغطاس، ومع هذا سنتابع ضمن الحدود الدنيا كل المزارعين الذين يسقون بالمياه الملوثة، لكن هناك العشرات يسقون من مدينتي “الحسكة”، و”القامشلي”، وهم غير آبهين بالقانون والنظام، ويحتمون بأنهم ضمن مناطق مسيطر عليها من قبل “الوحدات الكردية”.

نشطاء البيئة في الحسكة يتهمون الإدارة الذاتية المسيطرة على المنطقة بالتقصير وعدم مواجهة المخالفات المتمثلة بتحويل عدد كبير من المنازل الصرف الصحي إلى النهر، إضافة إلى مخالفات المعامل التي ترمي نفاياتها في النهر ما ألحق ضرراً كبيراً بالبيئة وامتد للزراعة وحتى للسكان.

يذكر أنه تم تنظيم حملة لتنظيف النهر في العام الماضي وقد حسنت وضعه إلا أنها لم تمنع مصادر التلوث رغم مشاركة الإدارة الذاتية بالحملة.

اقرأ أيضاً تلوث المياه يصيب أهالي “ريف حمص” بالتهاب الكبد والحكومة لا تملك نقوداً للحل!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى