إقرأ أيضاالرئيسيةيوميات مواطن

أيها السوريون انضبوا قليلاً.. دعوا المسؤولين وشأنهم تكاد السجون تمتلأ!

بكل “شجاعة” أرى العصافير تزقزق والجو جميل جداً والمسؤولون أحلى من “جبل شيخ الجبل” بكامل وسامته بس نحنا مكيودين ولا إنسانيين!

سناك سوري-رحاب تامر

بعد عدة حوادث توقيف، و3 اعتزال للسلطة الرابعة، كان لابد أن أرى العصافير تزقزق، والسماء صافية، والجو صيف لا ينقصنا به سوى السباحة، تمهلوا قليلاً ولمَ السباحة؟!، الدنيا حرب والمطلوب أن نبقى على قيد الحياة فقط، فلماذا رفاهية السباحة؟!.

أنا لست “جبانة وخائفة” كزميلي، أنا أكثر شجاعة لدرجة بت أرى فيها عصفورا يزقزق، لا جرذاً يخرج من بحر قمامة!، وآخر تعلو منقاره ابتسامة رضا، أتساءل هنا لمَ على المواطن أن يكون راضي، إن كان بـ”الاعتقال” سيرضى!.

لماذا علينا أن نتذمر من قلة البنزين إن كان الماء موجوداً، ولماذا علينا أن نشتهي الطعام الفاخر إن كانت “البطاطا المسلوقة” متوفرة!، ألا تعلمون أن كل مسؤول في هذه البلاد يكتفي وعائلته بالبطاطا المسلوقة وصحن من السلطة، ليست السُلطة إنما السَلطة، فالأولى لا اكتفاء منها!.

مديري شخص لطيف جداً، إنه غير مستبد أبداً، إنساني، لطيف، يراعي ظروف زميلتي المدعومة ولا يكبدها مشقة الحضور للدوام الرسمي يومياً، فسيارتها تستهلك الكثير من البنزين الذي بات غالي الثمن، بينما فرض عليّ وعلى باقي زملاء السرفيس الدوام لكوننا لا نتكلف أموالاً إضافية، تلك الإنسانية لا تعجبنا أبداً، كم نحن جاحدون!.

اقرأ أيضاً: صحفي سوري يعتزل العمل الإعلامي بعد تجربة الاعتقال!

طيلة الأيام الفائتة وأنا عاجزة أبحث عن حل لوضع ابنتي بأحد النوادي التي تمتلك برنامجاً صيفياً للأطفال، المشكلة التي تواجهني تكمن في أزمة النقل، أخيراً وجدت “المواساة”، لماذا أتذمر من هذا الوضع عبر الفيسبوك وأوهن نفسية الأمة، بينما أستطيع أن أحبس طفلتي في المنزل وأنا أدرك أن أبناء المسؤولين يرفهون عن أنفسهم بكل اقتدار، في النهاية المهم أن هناك بعض السوريين قادرين، نظرت لنصف الكأس المليان وصمتت!.

صديقي يمتلك معلاقاً كبيراً جداً، لقد طرح مبادرة لتطوير العمل الهندسي حيث يعمل، لكن مديره قابلها بالرفض هو خائف أن يحل صديقي صاحب المعلاق الكبير مكانه وهو الحكيم الذي يعلم كيف يرضي المسؤولين ويحفظ هيبتهم أمام المراجعين، نقم عليه ونقله إلى مكان يريحه من مبادراته الفارغة!.

قريبتي تتذمر من نقص البنزين وتقنينه وإلغاء الدعم خارج المخصصات لكون زوجها قد فقد عمله، يالها من “نقاقة”، أفرغت نكدها في زوجها وهي اليوم توجهه باتجاه المسؤولين، (الله يحمل معهم).

أحد معارفي يتذمر أمامي من زميله الذي رفض المدير أن يوضع اسمه بجدول المناوبات دون تقديم تبريرات عن الأمر، ياله من “حسود”، فعوضاً من أن يشكر مديره الجميل الذي أراح موظفاً لديه ها هو يتذمر منه!.

اقرأ أيضاً: 20 تهمة تلاحق “أمجد بدران”، ودعوة لإعادة النظر بقانون الجريمة الالكترونية

ما ذنب المسؤولين بفقرنا وقلة حيلتنا!، ما ذنبهم إن كنا لا نستطيع أن نصمت، ونريد أن نعطي رأياً بما حولنا!، ما ذنبهم أن الواقع سيء، نحمد الله أن القانون الوحيد الذي أعلن عنه وبدء العمل رسمياً به بوتيرة عالية هو قانون الجريمة الإلكترونية (عالمسطرة ماشي)، فما حاجتنا لقانون الإعلام وقانون الجمارك وتعديلات قانون العاملين بالدولة الذين نسمع عن قرب الإعلان عنهم منذ أعوام طويلة!.

في الحقيقة نحن نعيش مع مسؤولين لا نستحقهم أبداً، علينا جميعاً أن نحزم أمتعتنا ونرحل إلى مسؤولين يستحقون مواطناً نقاقاً، سقاقاً مثلنا.

أيها المواطنون، يا زملائي في المواطنة، (انضبوا)، اسكتوا قليلاً، دعو أوليائنا يتصرفون بعيداً عن رقابتكم، يكفي تشويهاً لصورتهم أمام العالم، لماذا تحرجونهم ليعتقلونكم، لماذا إن كنتم قادرين على الصمت؟!.

اقرأ أيضاً: شجاعة علي حسون في الابتعاد بكل “خوف وجبن”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى