أهالي “الغاب” قدموا عرضاً محقاً ومنطقياً لمطالبهم التي من شأنها الحفاظ على الزراعة في المنطقة.. فهل تلتفت الحكومة لهم؟
سناك سوري – حماة
أثار كلام المهندس “عماد خميس” رئيس الحكومة حول ضرورة الحفاظ على الأراضي الزراعية في الغاب، وحمايتها من تمدد الأبنية، ردود فعل غاضبة من قبل بعض الأهالي هناك.
صفحة “سهل الغاب نيوز” الناشطة على فيسبوك، كتبت منشوراً توجهت به لرئيس الحكومة قائل له: «بدك نضل مزارعين ميتين الجوع وما عنا أدنى مقومات الزراعة»، وأضافت: «طلعت روحنا ما كنتو تعملو سدات مائية و لا شي ممكن يدعم الزراعة».
ورأت الصفحة التي خاطبت “خميس” أن فلاحي “الغاب” يزرعون أراضيهم “إجباري”، وخلصت إلى نتيجة أنه «ممنوع نتطور»!.
وأرفقت الصفحة منشورها بتصويت سألت فيه متابعيها حول رأيهم بدعم الحكومة للمنطقة، وكانت النتيجة أن 89% من المصوتين رأوا أنه سيء ومعدوم، بينما رأى 11 % فقط أنه جيد، وشارك بالتصويت الذي بدأ منذ الأمس أكثر من ألف شخص.
التعليقات على المنشور الذي رصده سناك سوري، جاءت بمعظمها غاضبة على إجراءات الحكومة الحالية وسابقاتها بسبب ما اعتبروه إهمالاً كبيراً للمنطقة، وغياب أي مشروع داعم، يساعد السكان على تحسين معيشتهم وبالتالي المحافظة على أراضيهم الزراعية وعدم تحولهم لمهن أخرى.
“غسان” تحدث عن غياب السدود التخزينية، لتجميع مياه السيول، وحماية الأراضي الزراعية من الطوفان، وعدم تعزيل مصارف الري، وتحول تطوير الغاب إلى حلم لكل مزارع.
بدوره علق “محمد” مطالباً بتأمين مستلزمات الزراعة أولاً، وخاصة المحروقات، ومثله فعل “واثق” منتقداً ارتفاع تكاليف النقل، بينما صوب “أنين الصمت” على هيئة تطوير الغاب، التي «لم نشاهد تطويرها سوى بالاسم»، معتبراً أن المسؤولين يتكلمون من باب الدعاية فقط.
«كل خمسة عشر عاماً يتكلمون على القرية النموذجية مرة ويغلق الملف لأنه فيه خير للناس»، هكذا علق “سنان” على الأمر، في حين طمأن “مصعب” رئيس الحكومة أنه لن يشاهد بناء في المنطقة، بسبب الفقر المدقع للسكان، وليس لسبب آخر، مضيفاً: «الحمد الله شراء المياه يلي محرومين منها بعض المناطق من 7 سنوات وشراء البنزين بالحر، ماترك معنا لحتى نبني معامل وشركات».
غياب المشاريع الاجتماعية والاقتصادية بمختلف أنواعها من معامل العلف والألبان والكونسروة، كان محل انتقاد “علي” الذي طالب بمنح قروض حقيقية للري الحديث، وإنشاء محطات لتوليد الكهرباء من الرياح والشمس المتوفرتين في المنطقة، وتعبيد الطرقات.
وحول موضوع البناء، تساءل “أزدشير” عن المكان المسموح به بذلك باعتبار «السهل ممنوع لأنه أراضي زراعية، والجبل ممنوع لأنه حراج»، بينما طالب “أيهم” الحكومة بتوزيع أراضي الجبل على الشعب، ومثله فعلت “فرح” متعهدة بعدم البناء في الأراضي في حال وفرة الحكومة سكناً جيداً بأسعار مقبولة للفقراء، في حين استغرب “وسيم” من عدم استثمار الدولة للمساحات الكبيرة التي تملكها هناك.
«كلامه فيه وجهة نظر»، هكذا علقت “بسمة” على كلام “خميس”، ولكن شريطة دعم الزراعة، وتعويض الفلاحين، بينما طالب “جعفر” المواطنين بالتعليق على صفحة رئاسة الحكومة بهذه المطالب كي يصل صوتهم.
يذكر أن رئيس الحكومة زار المنطقة بالأمس، واطلع على واقع استلام محصول القمح هناك، موجهاً المعنيين بضرورة حل مشاكل الفلاحين، ومشدداً على حماية الطبيعة الزراعية للمنطقة، قبل أن تصدر الحكومة اليوم قراراً بتشكيل لجنة برئاسة وزير الزراعة مهمتها رسم خارطة اقتصادية لتطوير منطقة الغاب اعتماداً على الثروات النباتية والحيوانية الموجودة هناك باعتبار تلك المنطقة خزّان زراعي هام.
اقرأ أيضاً: “خميس”: الفلاحون سيقبضون ثمن محصولهم خلال 48 ساعة