الرئيسيةرأي وتحليليوميات مواطن

أنا مواطن سوري خائف !

إنني خائف من كل شيء فهل أنتم خائفون مثلي ؟

سناك سوري _ محمد العمر 

أنا مواطن سوري خائف .

يحاول البعض إقناعي بأنّي أبالغ في خوفي ، كما حاول آخر طبيب نفسي زرته إقناعي بأني مصاب بفوبيا من كل شيء و وسواس قهري من أشياء طبيعية !

لكنّي و من مبدأ أن الإنسان طبيب نفسه مصمّمٌ على أني مواطن سوري خائف ، لديّ قائمة طويلة من المخاوف التي تتزايد يوماً بعد آخر و يتعاظم خوفي منها أكثر أمام استخفاف مَن حولي بها و اعتبارها أمور طبيعية يجب ألّا تثير أي خوف .

أنا مواطن سوري خائف ، أخاف من أول الشهر و آخره و منتصفه حيث أعجز عن إيجاد طريقة لتوزيع راتبي القليل على ديوني الكثيرة و مصاريف الحياة الأكثر ، أخاف ألّا تزيد الحكومة رواتبنا فأبقى على حالي ، و أخاف أن تزيدها كما أشيع منذ فترة بنسبة 10 % فأحصل على 3 آلاف زيادة بينما ترتفع أسعار السلع بنسبة 100% .. ليتهم يعكسون الآية و يبادلون نسبة الزيادة بين الراتب و الأسعار !!

أنا مواطن سوري خائف ، أخاف من انفجار قد يقع في أي لحظة ! من قذيفة تسقط فجأة ، من رصاصة طائشة أو عاقلة ، من لغم أرضي أو عبوة ناسفة ، فمنذ أن بدأت الحرب و أنا أتوقع موتاً فظيعاً كهذا إلا أن أصدقائي يقولون أنها حوادث يومية مكررة و لا داعي للخوف !

أنا مواطن سوري خائف ، أخاف من البطاقة الذكية و البطاقة الشخصية و بطاقة الباص و البطاقة الصفراء أو الحمراء ، أخاف من التوقيف و من الخطف و من المخافر و المحاكم و الغرف المغلقة ، أخاف من الكلام لعلّ كلمة ” هيك ولا هيك ” خرجت مني و أودت بي كما يحدث مع الناس هذه الأيام !

أخاف من السفر و الحواجز و الحدود و المطارات و الموانئ ، من اللحى الطويلة و جدائل الرجال و الأسلحة المتداولة بين الناس ، أخاف من مفردات الحرب و أخبارها و صور +18 التي تعرض جثث الضحايا و المنتشرة بكثرة على وسائل التواصل و يقبل عليها الناس بنهم عجيب !

أخاف من غضب الله و غضب الوالدين و غضب الحكومة ! أخاف من العقوبات المسلكية في العمل و العقوبات الشرعية في المسجد و العقوبات العائلية في البيت و العقوبات الأمريكية في البلاد !

أخاف من أفكار النفط العربي ، من العدوان التركي ، من اعتداءات الاحتلال ، من كل الرايات و التنظيمات و الأسلحة ، من اليمين و اليسار ، أخاف من التقدمية و الرجعية ، أخاف من الفايسبوك و تويتر و يوتيوب و الجرائم الإلكترونية ! من كل شيء يمت للسياسة أو للاقتصاد أو للدين أو للجنس أو للثقافة بصِلة !

أنا مواطن سوري خائف بعد 8 سنوات من تكثيف الرعب ، هزمتني قصص الحرب و أخبارها ، جعلت مني تجاربي الشخصية مجرد مواطن سوري خائف يمشي قرب الحائط خائفاً من كل شي .

اقرأ أيضاً :نظرية حكومية: اجعل الشعب مشغولا و افعل ما شئت!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى