الرئيسيةحرية التعتير

أم المختطف كانت تحلم بمستقبله واليوم برؤيته!

وجع يصيح على المدى… وأم تنتظر من يبرد قلبها

سناك سوري- نورس علي

«ربيته كل شبر بندر رغم أنه الولد الثاني في العائلة وليس الابن البكر، وعقدت عليه الكثير من أحلام الأم التي ترى بقلبها وليس بعينيها، فعفويته وتركيبته البنيوية كانت توحي برجل يمكن لأي أم أن تسند عليه رأسها عند تقدم العمر».

هكذا تبدأ السيدة “دلال” حديثها عن نجلها “حسن عساف” المختطف منذ عام 2015 في ريف إدلب حيث كان يؤدي مهامه الوظيفية هناك.

تقول الأم المشتاقة لابنها في حديث مع سناك سوري: «العمر توقف في لحظة معينة، هي لحظة لم أعد أعلم فيها ما أخبار “حسن” وكأن الموت قد حل في سنوات حياتي فلا طعم للحياة ولا حياة أساساً أحياها، حتى أنني بت استغرب لمَ الناس تفرح، فـ”حسن” غير موجود”، والأحلام الكثيرة التي رسمتها منذ ولادته لم تعد موجودة».

قبل الخطف لم يهنأ حسن في حياته العسكرية، فقد كان محاصراً في قاعدة كويرس بمحافظة حلب لمدة عام كامل قبل أن يتجاوز 19 عاماً، وخلال حصاره مرت أيام صعبة وأخرى مر فيها بعض الفرح كزواج شقيقته التي لطالما كانت تؤجل أملاً في فك الحصار عنه وحضوره لزفافها.

بعد فك الحصار تنفست الأم الصعداء لكنها صدمت بنقل ابنها إلى منطقة “أبو الضهور” في محافظة إدلب، لتكتب هنا قصة جديدة من الوجع قصة غير محدودة بعام ولا بنقطة آخر السطر، فقد اختطف “حسن” مع العشرات من رفاقه.

تقول “أم حسن”:«هناك كتبت  المأسات لي ولجميع الأمهات اللواتي رسمن أحلام العجائز، فمن سيكفل حياتنا بعدهم، ومن سيحمل همومنا بعدهم، كيف سنحلم من بعد هذا اليوم، بالأمس كنا نحلم بمستقبلهم واليوم نحلم برؤيتهم!».

كانت ومازالت الأم الحزينة على اختطاف ابنها تشعر به وكأنه في بطنها، تقول :«إنه خلال الحصار كان قلبها يقول لها إنه جائع وعطشان وبردان، وبعد الخطف ظلت تشعر به وكأنه يسكن أحشائها».

“أم حسن” شاهدت نجلها بالفيديو وهو مختطف مع رفاقه في 9/9/2015، تقول: «كانت الساعة السادسة صباحاً عندما اختطف، وبعدها لم ينم قلبي وما زال ينتظر أخباره، تمر اللحظات علي وكأنها سنوات يشيب معها شعري ويكبر عمري بسرعة كبيرة».

إلا أن الأم لم تفقد الأمل حتى الآن تقول إن “حسن” عائد ليعيد معه سنوات عمرها التي ضاعت وسواد شعرها الذي شاب.

تنتظر “أم حسن” ابنها البعيد القريب من قلبها، وهي تنشد الخير له ولكل الأبناء، وتتمنى على خاطفيه أو من يعرفون أي معلومة عنه أن يساعدوها سواء باخبارها أو بتحريره، فهي الأم التي لا شيء يبرد قلبها إلا خبر عن ابنها.

اقرأ أيضاً “أم أيمن” تنتظر ابنها المختطف منذ 4 سنوات.. أحلم به كل يوم


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى