أخر الأخبارشباب ومجتمعيوميات مواطن

أطفال “الغوطة” العائدون إلى المدارس .. بحاجة لأكثر من مقعد وكتاب

 عشرون ألف طالب عادوا على أمل أن تعود إليهم ضحكاتهم المجلجلة في الباحات

سناك سوري – متابعات

يحاول أطفال مدينة “حرستا” العودة إلى حياتهم الطبيعية والشعور بطفولتهم التي اقتنصت منها الحرب الطويلة سر البراءة، يمسكون بالكتاب ويركضون في الباحات الخالية من القنص والرصاص، ورائحة الموت، وسط مساعي “وزارة التربية” لتأمين متطلبات العملية التدريسية، وخلق الكادر المناسب.

 أجمل اللحظات التي عاشها التلاميذ العائدين إلى المدارس، كانت تلك التي جلسوا فيها على مقاعد جديدة، وشعروا أنهم على وشك بدء حياتهم مع الكتابة والقراءة والفسحة المدرسية بعد سنوات من الابتعاد عن تلك المفردات الصغيرة التي باتت مع الوقت حلماً صعب المنال.

تقول صحيفة “الثورة” الحكومية في تقرير لها من داخل إحدى المدارس التي أعيد تأهيلها: «فرح الطلاب كثيراً عندما وزعت “وزارة التربية” الكتب المدرسية والحقائب عليهم. قصص كثيرة رواها طلاب “حرستا”، ولسان حالهم يقول بأنهم سيبقون في مدارسهم ويمنعون بعد الآن العبث بها، فالوطن هو الأم التي نتجمع حولها. بلغ عدد الطلاب العائدون إلى مدارسهم حتى الآن أكثر من عشرين ألف طالب، تعمل الوزارة على تأهيلهم من الصف الأول الابتدائي، إلى الصف الثالث الإعدادي من خلال سبر المعلومات لديهم، وفرزهم على الصفوف التي تتناسب ومستواهم التعليمي، ليتسنى لهم تقديم الامتحان مع أقرانهم في المدارس». وهي خطوة تتطلب الكثير من العمل الذي يترافق مع تقدير الوزارة للحالات النفسية التي عاشها هؤلاء الأطفال طوال سنوات من المعاناة، وهي أهم من المنهاج بكثير.

اقرأ أيضاً أطفال الغوطة إلى المدارس الأسبوع القادم

ويؤكد مسؤول في التربية: «أن أعداد الطلاب الملتحقين بمدارس “الغوطة الشرقية” جيد، وهناك إقبال شديد من الأهالي للتسجيل، وبالنسبة للكادر التدريسي نعد بتأمين مدرسين من خارج المنطقة، كما أن المعلمين والمدرسين من أبناء “حرستا” يفترض أن يكونوا جاهزين للقيام بمهمتهم التربوية والتعليمية فور جهوزية المدارس».‏‏

بقي أن نذكر الوزارة أن أطفال “الغوطة الشرقية” بحاجة لأكثر من الكلام، ونتمنى على كل الزائرين من كوادر الوزارة لمدارس هؤلاء أن يخففوا الوطئ عليهم، والابتعاد عن الأحاديث “الجيوسياسية”، الإيديولوجية الفكرية، وعن الإرهاب والسواد والتخريب والقتل، لأنهم يعلمون أكثر من غيرهم مأساتهم رغم صغر سنهم، فهم من كانوا في الحرب، وليس موظفاً ببدلة رسمية.

اقرأ أيضاً البعث” يسعى لإضافة “حصة طلائعية” إلى المدارس

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى