الرئيسيةحرية التعتير

مجازر غزوة عائشة أم المؤمنين التي ارتكبتها فصائل المعارضة المسلحة

أبو ضبعة.. الذي ذبحوه في مجازر ريف اللاذقية الشمالي

سناك سوري-دمشق

“المنشور الذي يقطرّ دمعاً”، أقل ما يمكن أن يوصف به منشور الشاعر “طلال سليم” أحد الناجين والشاهدين على مجازر ريف “اللاذقية” الشمالي، التي ارتكبتها فصائل المعارضة المسلحة مطلع آب عام 2013 تحت عنوان “غزوة عائشة أم المؤمنين”، والتي راح ضحيتها عشرات المدنيين، بينهم “أبو ضبعة”، والد “طلال سليم” الذي مات ذبحاً هو وشقيقته الثمانينية.

يقول “سليم” في المنشور الذي رصده سناك سوري، إن والده كان أمياً لا يقرأ ولا يكتب، «لكنه كان الفلاح المجتهد النبيل الذي عرف أبجدية الأرض جيداً وكتب حبات ترابها بحبر جبينه»، وأضاف: «ما أذكره جيداً وقبل أربعين عاماً وأكثر زرع شجر التفاح، وكان أهل القرية يضحكون عليه قائلين: وهل ستجني ثمارها، وكل أراضي القرية ترعى فيها الدواب، سيجها وحرثها وكان المزارع الأول في ريف اللاذقية».

لم يقف الأمر عند هذا الحد، فالفلاح النشيط حاول جاهداً زراعة أراضيه بالتفاح والخوخ والإجاص، واشترى كل مستلزمات نجاح مشروعه، من مضخة يابانية حديثة لرش المزروعات، وموتور ماء للري، وكان إنتاجها غزيراً أيضاً، يقول “سليم”، ويضيف: «ثم حاول عصرنة بيتنا إذ قام بشراء غسالة أتوماتيك في منتصف الثمانينات وشراء جرار زراعي، وتلفزيون ملون وهذا كله كان في مرحلة الثمانينات من القرن الماضي حيث كل شيء كان بدائي في قريتي».

اقرأ أيضاً: بعد 5 سنوات على المجزرة.. “جيانا” ترافق “فواز” إلى “القفص الذهبي”!

“أبو ضبعة”، حصل على هذا اللقب، وفق ابنه لأنه «ذات فجر كان يقطف التبغ وقبل طلوع الضوء بكثير هاجمه الضبع، وبعد العراك الطويل بينهما تمكن أبي من قتله»، وأضاف: «كان يحدثني أنه كان ينزل للمينا في اللاذقية، وهو في مقتبل العمر، يحمل الحديد من السفن وكل اليوم بليرة واحدة».

“أبو ضبعة” الذي هزم الضبع وقتله، لم يكن مستعداً للمواجهة في 4 آب عام 2013، حين هجمت فصائل المعارضة المسلحة على ريف “اللاذقية” الشمالي في وقت مبكر من ليل ذلك اليوم.

يقول “سليم” وهو من قرية “بلوطة” في ريف “صلنفة”: «كان نصيب أبي العجوز الذبح مع أخته الضريرة نسيبة، والتي تجاوز عمرها الثمانين عاماً، وبساتين التفاح لم تأكلها الحيوانات بل حرقت بنارهم الأسود».

“بلوطة” هي إحدى القرى التي هاجمتها فصائل المعارضة المسلحة، وارتكبت فيها واحدة من أفظع المجازر، إذ تم قتل وخطف الكثير من المدنيين، بعضهم مايزال مختطفاً حتى اليوم، ومن بين الضحايا 60 شخصاً من اقرباء الشاعر “طلال سليم”، الذي سبق أن تم تحرير ابنتيه “حنين” و”جوى” بعد 4 سنوات من اختطافهما ليلة المجزرة.

اقرأ أيضاً: بعد خطفهما لأربع سنوات.. طفلتان سوريتان قابلتا الألم بالتفوق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى