الرئيسيةشباب ومجتمع

ماذا تعرفون عن طقس رمي السن في الشمس؟

"يا شمس يا شموسة خدي مني سن الحمار واعطيني سن الغزال‏"

عادات كثيرة لازلنا نمارسها بشكل متوارث دون علم بمصدرها، لكن من بين أقدم العادات الغريبة التي لازال قسم كبير من السوريين يتبعونها. وترجع إلى أكثر من 1500 سنة مضت هي عادة رمي السن في الشمس.

سناك سوري _ شاهر جوهر

ففي بلدة صغيرة في القنيطرة، لازال الأطفال كلما ثغرت أسنانهم يقفون فوق تلة أو حجر منفرد فيرمونها في وجه الشمس ثم يصيحون بها بصوت تسمعه القرية: “يا شمس خذي سن الحمار واعطيني سن الغزال”. وهو فعل كررته شخصيّاً بجميع أسناني اللبنية. والمضحك أننا لا نعلم من أقنعنا أننا نمتلك أسنان الحمير لنستبدلها بغيرها.

بالعموم هي عادة لازلنا في طفولتنا نفعلها مهما بلغنا من العلم والإيمان ولازلنا نورثها لأحفادنا. ورمي السن المقلوع بالشمس عادة تتشاركها مدن وبلدات سورية أخرى كمدن كبرى مثل حلب وادلب والرقة ودرعا وأحياء في مدن أخرى خصوصاً تلك التي يغلب عليها الريف.

وقديماً أيضاً وحتى الآن لازال صِبية في عموم بلاد الشام، يفعلونها كذلك في مصر والمغرب والجزائر ودول الخليج العربي مع اختلاف بسيط.

فهي في ليبيا مثلاً قريبة مما في سوريا فيقال:‏ «يا شمس يا شميسة يا خويتم الخميسة‏، يا شمس يا شموسة يا عوينة العروسة‏، خدي مني سن الحمار وعطيني سن الغزال‏». وكذلك تقال في السودان: «يا شمس يا شمس هاك سن الحمار واديني سن الغزال». لكنها في مصر ألطف قليلاً ففي ذلك يقولون: “يا شمس يا شموسة خدي سن الجاموسة، وأعطيني سن العروسة”.

تعتبر هذه العادة على اختلافاتها عادة جاهلية، وقد تحدث بها كثير من المؤرخين العرب، إذ يؤخذ أنها من معتقدات العرب الوثنية قبل الإسلام والذي ما إن بُعث حتى رفضها.

يقول في هذه العادة “أحمد بن علي القلقشندي” (1355م _ 1418) وهو مؤرخ وأديب مصري وصاحب كتاب “صبح الأعشى” في كتابه: «يقولون إن الغلام إذا أثغر فرمى سنه في عين الشمس بسبابته وإبهامه وقال أبدليني بها أحسن منها، أمن على أسنانه العوج والفلج والنغل».

وكذلك قال “عز الدين بن أبي الحديد” (1190م -1258م) في كتابه “نهج البلاغة”: «ومن تخيلات العرب وخرافاتها، أن الغلام منهم كان إذا سقطت له سن أخذها بين السبابة والإبهام واستقبل الشمس إذا طلعت وقذف بها، وقال: يا شمس أبدليني بسن أحسن منها، وليجر في ظلمها آياتك، أو تقول: “إياؤك”، وهما جميعا شعاع الشمس».

وفي أصل هذه العادة يعتقد أنها عادة مأخوذة من آثار عبادة الشمس، فقد تعبّد العرب للشمس في مواضع مختلفة في جزيرة العرب وترجع عبادتها إلى ما قبل الميلاد. وقد عبدها أقوام مثل البابليين والعبرانيين والكنعانيين أحفاد السوريين، وعلى هذا نعرف كيف انتقلت منها الى سوريا ولازالت حتى اليوم.

اقرأ أيضاً: خلف قرص الشمس الكثير من أسنان أطفال الرقة.. وأرواحهم أيضاً!
زر الذهاب إلى الأعلى