الرئيسيةتقارير

دعم المشاريع الصغيرة.. النجاح مرهون بتحسّن القدرة الشرائية

هل يمكن للمشاريع الصغيرة أن تنجح وسط انعدام القدرة الشرائية لدى معظم السوريين؟

برز توجه حكومي بدعم المشاريع متناهية الصغر والمشاريع الصغيرة. التي اعتبرتها الحكومة تشكل رافداً أساسياً في تنمية الاقتصاد المحلي. فهل من الممكن نجاح تلك المشاريع بظل واقع معيشي صعب تعيشه معظم الأسر السورية اليوم؟

سناك سوري-دمشق

وقال رئيس الحكومة خلال كلمته في ورشة عمل حول واقع سوق التمويل للمشاريع الصغيرة وآفاق تطويرها أمس السبت. إنهم ملتزمون لتنمية تلك المشروعات التي تستقطب عدداً كبيراً من اليد العاملة وبالتالي تساعد في حل مشكلة البطالة. مضيفاً أن تنمية هذه المشروعات لتصبح متوسطة ومن ثم كبيرة يؤدي أيضاً إلى تحقيق أقصى استفادة ممكنة من التنوع الكبير للنشاطات الاقتصادية في سوريا.

بالمقابل تحتاج المشاريع الصغيرة إلى وسط اقتصادي مناسب لتنجح، وألا تصبح خاسرة خصوصاً أن معظم أصحابها يراهنون بكل مدخراتهم ويضعونها فيها، وبالتالي فإن الخسارة ستكون بمثابة الضربة القاضية. فهل الوسط الاقتصادي الحالي في سوريا يشجع على إقامة مثل تلك المشاريع الصغيرة؟

تربية الدواجن كمثال

في حديثه لإذاعة شام إف إم المحلية، قال رئيس لجنة مربي الدواجن “نزار سعد الدين” أمس السبت. إن المربين يواجهون العديد من الصعوبات مثل عدم توفر المحروقات وتقنين الكهرباء، وتكاليف الأعلاف كذلك انعدام القدرة الشرائية الذي عبر عنه “سعد الدين” بالقول إن الموظف لا يستطيع شراء حتى دجاجتين شهرياً.

وتحدث “سعد الدين” عن تغير أسعار المحروقات الذي ينعكس سلباً على تكاليف تربية الدواجن. كذلك توزيع الأعلاف المدعومة بنسبة 20% من الاحتياج بينما يحصل المربون على بقية الكمية من خارج المؤسسة بسعر أكبر بنحو 20%.

الأمر السابق جعل المربي يخسر 6 آلاف ليرة بكل كيلو دجاج، ومع ذلك بحسب “سعد الدين”، فإنه لا يوجد إمكانية للتصدير لأن كلفة إنتاجه أعلى بـ40% من دول الجوار.

تراجع الإقبال

قبل 5 سنوات، افتتحت “تهاني” 43 عاماً من محافظة طرطوس، مشروعاً صغيراً عبارة عن مطبخ منزلي. مستفيدة من السوشيل ميديا في عملية التسويق لمنتجاتها. وكان الوضع جيداً والإقبال لا بأس به وكانت تنفذ يومياً نحو 10 طلبات بالمتوسط حتى عام 2021، بدأت تخسر زبوناتها وصولاً إلى اليوم حيث لا يتجاوز عدد الطلبات 2 أو 3 طلبات يومياً أيام كثيرة تجلس بلا عمل.

تقول “تهاني” لـ”سناك سوري”، أنها خسرت زبوناتها بسبب سفر بعضهن من جهة، وتراجع القدرة الشرائية من جهة ثانية. ومع استمرار ارتفاع الأسعار كانت تضطر لرفع أسعارها، والطبخة التي كانت تبيعها بـ15 ألف ليرة عام 2019 لا تستطيع بيعها اليوم بأقل من 150 ألف ليرة مع اختصار جزء من الكمية أيضاً.

ترى “تهاني” أن تحسن القدرة الشرائية والعودة إلى ما كانت عليه عام 2019، كفيل بعودتها إلى الربح مجدداً وتشغيل عمال معها.

بناءً على ما سبق، فإن دعم المشاريع الصغيرة يقتضي بالضرورة تحسين واقع القدرة الشرائية. لتصريف منتجات تلك المشاريع، وإلا كيف ستحقق الأرباح لأصحابها وتشجعهم على القيام بها؟

زر الذهاب إلى الأعلى