الرئيسيةفن

دراما المنصات.. نصوص مقتبسة وأفكار مكررة

سرقة أفكار الآخرين.. أم استعارتها... أو تقليد للبعض؟!

هل هي سرقة أفكار أم استعارة أو تقليد الآخرين؟ أسئلة تقفز إلى رأسي عندما أشاهد بعض الأعمال الدرامية على المنصات الحديثة والتي يكون أبطالها سوريون، وتقتبس أفكارها وقصصها من أعمال أجنبية معروضة سابقاً وبعضها حقق نجاحاً لافتاً.

سناك سوري – بشار صارم

انتشرت خلال السنوات الماضية مسلسلات درامية عبر المنصات الرقمية أو مايعرف بـ “دراما المنصات” وكان للسوريين دور رائد فيها عبر أعمال قدمها نجوم الدراما السورية مثل “باسل خياط، قصي خولي، عبد المنعم عمايري، سلافة معمار، مكسيم خليل..إلخ” وقد حقق بعضها نجاحاً لافتاً فيما عانى بعضها الآخر من صعوبات في الوصول للجمهور.

بمتابعة هذه الأعمال يبدو واضحاً أن هذه الدراما تعاني أزمة نصوص حتى تلك الناجحة منها، وبعيداً عن نقاش عمق أزمة النصوص، سننظر إلى جزئية أساسية فيها متمثلة بأزمة الاقتباس من أعمال الآخرين فكثير من هذه الأعمال اقتبس جل محتواه وفكرته من أعمال أجنبية عرضت سابقاً.

مؤخراً بدأ عرض مسلسل “لاحكم عليه” عبر إحدى المنصات الخليجية وهو بطولة النجم السوري “قصي خولي”، وهو مقتبس بشكل واضح جداً من المسلسل التركي “حتى الممات”، فبينما تدور أحداث مسلسل “لا حكم عليه” حول شاب يحكم عليه بالسجن المؤبد لقتله والدته وزوجها، ثم تظهر محامية بعد خمس سنوات لتحمل دليل براءته، ويخرج بعدها من السجن مصمماً على معرفة الحقيقة، فإن مسلسل “حتى الممات” التركي يحكي قصة طبيب يجد نفسه في السجن بتهمة جريمة قتل لم يرتكبها بحق والد حبيبته، التي كان على وشك الزواج بها، إلى أن تظهر بعد سنوات محامية تحاول جاهدة الدفاع عن الطبيب بعد أن حُكم عليه وتنجح بإقناعه في إعادة فتح القضية وأنها تمتلك أدلة براءته، علماً أنه لا توجد أي إشارة في العمل على أنه مقتبس.

مقالات ذات صلة

اقرأ أيضاً: السلسلة العالمية Game of Thrones تقتبس من العمل السوري “الكواسر”

يقول “وضاح شاهين” وهو مخرج، في تعليقه لـ سناك سوري على هذا الموضوع «الاقتباس في الدراما ليس جرماً، لكنه يتحول لجرم عندما يكون حلاً لغياب الإبداع والأفكار، ومن أجل الربح فقط».

الاقتباس حالة قديمة في درامانا، وبمراجعة تاريخية نجد أن مسلسل جريمة في الذاكرة مقتبس من رواية الجريمة النائمة لأجاثا كريتسي، لكن العمل قدم وفق رؤية بصرية متطورة وكذلك النص تم تطويره، بشكل أفضل بكثير من الدراما القصيرة للمنصات الرقمية.

من الأعمال المقتبسة الناجحة جداً عمل “قيد مجهول” من بطولة “باسل خياط، عبد المنعم عمايري” وهو مأخوذ أو مقتبس أو متأثر كثيراً بالفيلم الأميركي “فايت كلاب” وإن كان لا يوجد أي إشارة من قبل شركة الإنتاج لهذا الاقتباس أو التأثر إلا أن مخرجه قدّم رؤية بصرية مختلفة وقارب فيها البيئة السورية واستطاع الممثلون فيه تقديم أداء استحق الإشادة، إلا أن التشابه بين العملين يظل كبيراً جداً.

حيث تدور قصة مسلسل قيد مجهول حول “سمير” الذي يعاني من مرض نفسي ويتخيل شخص صديق له يدعى يزن ليكتشف بالنهاية أنهم شخص واحد وهو الذي يرتكب الجرائم وكذلك فيلم “فايت كلاب” حيث البطل الرمزي المريض نفسيا يدعي صديقه “تايلر” لمساعدته ويكتشف بالنهاية أنهم شخص واحد وهو مرتكب الجرائم.

الكاتب “أحمد السيد” عزى جزءاً من أزمة النصوص هذه إلى الابتعاد عن الناس، وقال في حديثه لـ سناك سوري:«الكاتب الدرامي إن لم يتواجد بين الناس ويتعايش مع مشاكلهم ويؤرشف هذه المشاكل في ذاكرته ثم يضيف عليها ثقافته ومعرفته وينسقها بما يتناسب مع مفهوم المتلقي وهمومه حتماً سيكون نتاجه ناقصاً».

وأهم ما ينقصه بحسب “السيد” هو: «شغف المتلقي لأن يسمع ويرى نفسه من خلال الشاشة وبنفس الوقت يعلم بأن هذا الكاتب هو ابن بيئته ويعيش نفس مشاكله وهمومه»، وختم بالقول أن الشارع متخم بالأحداث التي تلهم الكتاب أروع القصص.

وأنتم ما رأيكم بقصص دراما المنصات هل تجدونها قريبة منكم؟ شاركونا آرائكم.

اقرأ أيضاً: السدير مسعود: صدمني قيد مجهول .. وموهبة الفنان لا تكفي وحدها

زر الذهاب إلى الأعلى